أخباررياضة

“ليفربول” ينشر قصة محمد صلاح على لسانه: هكذا بدأ الحلم

محمد صلاح يكتب لموقع “ليفربول”: لو لم أكن لاعب كرة لكانت حياتي صعبة الآن 

ترجمة: فاطمة لطفي

نشر موقع نادي “ليفربول” الإنجليزيّ اليوم الإثنين مقالًا استعرض قصة حياة نجم المنتخب والنادي الإنجليزيّ محمد صلاح وبداياته ومسيرته الاحترافيّة في كرة القدم. 

ولد محمد صلاح في الخامس عشر من يونيه عام 1992 في بسيون بمحافظة الغربيّة. وبدأ نشاطه الأول في كرة القدم بعد مرور 17 عامًا مع نادي المقاولين العرب. ومن خلال المقال التالي، يحكي محمد صلاح عن بداياته ومسيرته الاحترافيّة في كرة القدم:

وقعت في حب كرة القدم لأوّل مرة في طفولتي، كنت وقتها في السابعة أو الثامنة من عمري تقريبا. أتذكر كيف عكفتُ على مشاهدة دوري أبطال أوروبا ومحاولاتي لأصبح مثل البرازيلي رونالدو زيدان وفرانشيسكو توتي أثناء لعبي لكرة القدم في الشارع برفقة أصدقائي. أحببت هذا النوع من لاعبي كرة القدم، يلعبون بشكل ساحر.

كنت ألعب أيضًا مع شقيقي لكنه لم يكن يلعب جيدًا، أقصد ليس مثلي. كما حظيت بأصدقاء لعبنا سويا. أحد أصدقائي، يكبرني سنا، كان يقول لي دائما “يوما ما ستصبح لاعبا ذا شأن”. كان صديقي المفضل وقتها ولازال حتى يومنا هذا.

كنت في الرابعة عشر من عمري عندما تعاقدت مع فريق “المقاولين العرب” ومن هذه النقطة بدأتُ طريق اللعب الاحترافيّ، لكنه كان وقتا صعبا بالنسبة لي.

كنت ألعب في نادي يبعد 30 دقيقة عن قريتي في بسيون. ومن ثم تعاقدت مع نادي آخر في طنطا، والذي كان يبعد ساعة ونصف الساعة عني. بعد ذلك، انضممت لنادي المقاولين في القاهرة وبالتالي أصبحت المسافة تبعد من أربع إلى أربع ساعات ونصف خمسة أيام أسبوعيا لحضور التمرين.

كنت أغادر المدرسة مبكرا للسفر لأجل التمرين. أحضر من الساعة السابعة وحتى التاسعة صباحا ومن ثم يُسمح لي بالمغادرة بموجب ورقة رسمية مقدمة من النادي جاء فيها “يُسمح لمحمد بمغادرة المدرسة مبكرا حتى يتمكن من الوصول للنادي في الثانية مساءّ لحضور التمرين”. وبالتالي كنت أتواجد في المدرسة لمدة ساعتين يوميا خلال ذلك الوقت. والآن حسبما أعتقد، كل شئ كاد يكون صعبا لو لم أصبح لاعب كرة قدم.

وعلى مدى خمسة أيام أسبوعيا، وكل أسبوع لمدة ثلاث أو أربع سنوات، سأقوم بهذا الرحلة. أغادر في التاسعة صباحا لمقر التدريب في الثانية أو الثانية والنصف مساء. وعادة ما يبدأ التمرين في الثالثة والنصف أو الرابعة، لأنهيه تقريبا في السادسة مساءا ومن ثم أعود إلى منزلي في العاشرة أو العاشرة والنصف مساء. أتناول الطعام وأنام لينتهي يوم ويبدأ آخر على نفس المنوال.

لم أكن أستقل حافلة واحدة، كنت أستقل ثلاث أو أربع وفي بعض الأحيان خمس للوصول إلى مقر التمرين ومن ثم تبدأ رحلة العودة على النحو ذاته.

كان وقتا عصيبا كما قلت سابقا، لكنني كنت صغيرا في السن وأرغب في أن أصبح لاعب. أردت أن أكون لاعبا عظيما ومتميزا. لا أستطيع أن أخبرك أنه كان واضحا لي ما وصلت إليه اليوم. لا لم يكن كذلك. جئت من اللا شئ، من مجرد طفل في الرابعة عشرة من عمره يحمل حلما. لم أكن أعرف أن جميع ذلك سيحدث. لكنني كنت أريده أن يتحقق بشدة.

لازلت أذكر بوضوح كل شئ في صباي، ومن الصعب القول متى على وجه التحديد بدأت أدرك أنه يمكن أن أحترف كرة القدم. ربما في سن السادسة عشر أو السابعة عشر. إذ أصبحت ألعب في فريقي الأول وعلى وشك الاقتراب من أصبح شيئا.

لكن قبل ذلك، كنت صغيرا وكل ما كنت أريده هو لعب الكرة والاستمتاع بذلك. كنت أخشى ألا أصبح لاعبا لكنني بذلت ما في وسعي وتمنيت أن تسير الأمور على ما يرام في النهاية. وفي سن السادسة عشرة حققت شيئا كبيرا في مسيرتي الكرويّة عندما بدأ ظهوري الأوّل مع النادي.

لا يمكنني القول لو لم أكن لاعب كرة قدم ماذا كنت سأصبح. لأنني منذ بدأت اللعب في سن الرابعة عشرة، لم يكن يشغل بالي سوى أن أصبح كذلك. كان هناك تساؤل بداخلي “ماذا سأكون مستقبلا”؟ كانت الإجابة صعبة لأنه لم يكن يشغلني سوى ما أنا عليه الآن. إذا لم أصبح لاعب كرة، لكانت حياتي صعبة لأنني منحت كرة القدم كل شئ.

وعندما أنظر للخلف الآن، أجد أن ذكرياتي أثناء لعبي في نادي المقاولين العرب كانت جميلة، كنت شابا وكان لدي حلم أرغب في تحقيقه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى