ما أهمية الهبوط فوق المذنب؟
المذنبات ليست مجرد أجسام ساحرة.. إنها تحمل الكثير من المياه. وتعلمنا عن نشأة كرتنا الأرضية
توضيح: ما أهمية إنزال المسبار فيلة من مركبة روزيتا “رشيد” فوق مذنب “جيراسمينكو” ؟ وهي العملية التي نجحت أمس وشارك في فريقها أربعة مصريين هم الدكاترة عصام حجي ورامي المعري وأحمد الشافعي وعصام معروف.
حسبما أوضح دكتورحجي على صفحته على فيسبوك
ترجمة دعاء جمال
تعد أول محاولة للهبوط على سطح مذنب علامة ضخمة فى تاريخ اكتشافات الفضاء، والتى لن تكشف فقط عن تفاصيل أكثر عن المذنبات، ولكنها ستفتح أدلة جديدة عن أصل نظامنا الشمسى وتطور الحياة على الأرض.
المذنبات عبارة عن بقايا متجمدة لمرحلة بناء الكواكب فى نظامنا الشمسى، من حوالى 4.5 مليار عام، شوهد الآلاف منها تدور حول الشمس، وتم دراسة المئات فى القواعد الأرضية لعلماء الفضاء، من تلك المقاييس، نعلم أن نسبة كبيرة من المذنب تتكون من مياة جليدية، تتحول إلى بخار عندما يتم تسخينها من قبل الشمس، ناتجاً عنها غلاف جوي عابر حول المذنب مع جزيئات “غبار” مجهرية، فى النهاية تتدفق إلى الذيول الشهيرة للمذنبات
المذنبات ليست فقط أجساما ساحرة فى حد ذاتها، إلا أنه من الممكن أن تكون المصدر الأصلى للكثير من المياه على كوكبنا، العديد من خطوط الأبحاث تشير إلى أرض ساخنة وجافة فى بدايات النظام الشمسى، رغم أنه من الممكن أن يكون بعض المياه قد خرج من باطن الأرض فى هذا الوقت، إلا أن الشك كان دائماً فى أن المذنبات أفرجت عن باقى المياه عند اصطدامها بالأرض.
زيارة مذنب
تم منحنا صورة أوضح للتكوين والتطور الفزيائى للمذنبات منذ عام 1986، عندما بعثت وكالة الفضاء الأوروبية مركبة الفضاء “جيوتو، Giotto” لدراسة مذنب “هالى”، وتبعه العديدون، وكلهم حصلوا فقط على لمحة خاطفة، والآن المركبة الفضائية لروبوت “روزيتا” يقوم بأول موعد مناسب مع المذنب.
أطلقت “روزيتا” (اللفظ اللاتيني لكلمة رشيد – نسبة إلى حجر رشيد) فى عام 2004، وأكملت ثلاث “عمليات تحليق” حول الأرض وواحدة حول المريخ فى مسار وجهتها، فى ال6 من أغسطس هذا العام توافق مسارها مع المذنب “67P/ Churyumov- Gerasimenko” منذ ذلك الوقت بدأ حلل العلماء الأوروبيون والأمريكيون التحليل عبر التصوير الضوئى والأشعة تحت الحمراء، وأخذوا عينات غاز وجزيئات صغيرة صلبة” غبار المذنب” الذى يطلق من سطحه، و مقياس الطيف، مقياس كتلة الطيف، مجاهر وأجهزة استشعار للبلازما تم إستخدامها لتحديد خصائص نواة المذنب والمواد التى تطلقها وهى لا تزال بعيدة بأكثر من 250 متر ميل من الشمس.
هبوط المذنب
بعد تحرير المسبار ” فيله” أمضى 7 ساعات فى الهبوط البطىء على السطح، مع معداته الخاصة وكاميراته التى تمكنه من من التوصيف الكامل لسطح بيئة المذنب لأول مرة: النظائر، الجزيئيات والخصائص الهيكلية للكبسولة الزمنية بعمر 4.5 مليار، سيتم كشفها حديثاً.
“فيلة” عبارة عن أعجوبة هندسية بحد ذاتها، الجاذبية على سطح المذنب ضعيفة للغاية حيث يمكن لرواد الفضاء القفز بسهولة والهروب من سحب جاذبيتها، ولجعل الأمور أكثر تعقيداً، هيكلة السطح غير معروفة نسبياً، لهذا كيف تتأكد من التصاق الهابط على السطح، وعدم ارتداده مرة أخرى إلى الفضاء؟
بالنسبة ل “فيلة” الإجابة تاتى بشكل اثنين من الحراب والمسامير على أرجل الهبوط الثلاثة الخاصة به، ودافع صغير ليثبته بالأسفل.
“روزيتا” و”فيلة” سيمضيان الشهور القادمة فى تحسين قياسات المذنب “67P” وليبينا لنا ولأول مرة كيف تتطور تلك الأجسام وتنضب بينما تقترب من الشمس، العملية المركزية لدراسات المذنب ستكون تحت قيادة “إيان رايت” فى الجامعة المفتوحة.
فى الوقت الذى يكون فيه المذنب أقرب إلى الشمس فى أغسطس القادم، “فيلة” سيكون ميتا صورة شبه مؤكدة، أما “روزيتا” فمن المقرر أن تبقى مع المذنب حتى على الأقل ديسمبر 2015، ولكن فى الوقت الراهن، لا زلنا نتظر الكنز العلمى