سياسة

غزة .. ما يجمع إسرائيل ومصر وإيران

تتلقى إسرائيل مساعدة من مصر وبشكل غير مباشر من إيران للقضاء على حماس.

 140708-gaza-air-strike-jms-1752_36a264426e5b2755264c0ed6f99f8e4c

جوشوا كيتينج – سليت

ترجمة – محمود مصطفى

ذكرت تقارير أن صفارات الإنذار سمعت في تل أبيب حيث استمرت الصواريخ في الإنطلاق باتجاه إسرائيل. الهجمات الصاروخية جاءت عقب سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية التي هاجمت أكثر من 50 هدفاً في غزة واستدعى جيش الدفاع الإسرائيلي قوات الإحتياط استعداداً لإعتداءات أوسع نطاقاً ضد حماس.

ولكن كما كتب هيو نيلور لصحيفة “ذا ناشونال ” فإن حماس برغم المكاسب السياسية التي حققتها مؤخراً فهي في موقف ضعيف جداً في اللحظة الراهنة وهو موقف له علاقة بشكل كبير بما تفعله الجارة مصر وبصورة غير مباشرة إيران.

على النقيض من موقف الرئيس السابق محمد مرسي، الداعم قوي لحماس، فإن النظام العسكري الجديد في مصر وجه ضربة مدمرة لحماس بتدمير المئات من أنفاق التهريب التي تستخدم في نقل السلع إلى غزة الواقعة تحت الحصار الإسرائيلي منذ عام 2006.

فرضت حماس ضرائب على هذه السلع كما استخدمت الأنفاق لجلب الأسلحة. مصر أيضاً، وفق تقارير، اعتقلت وقتلت عشراء من النشطاء الحمساويين واتهمتهم بالتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين لزعزعة استقرار الدولة.

157154885-palestinian-man-walks-from-the-egyptian-side-of-the.jpg.CROP.promovar-mediumlarge

حماس فقدت أيضاً مصدراً للدعم من الحكومة الإيرانية بعد أن تخلت عن حليفها القديم بشار الأسد وقررت أن تدعم الثوار السوريين في 2012.وبالرغم من أن العلاقات تحسنت منذ ذلك الوقت إلا أنه من المرجح أن بعض داعمي حماس مالياً في الخارج قد وجهوا جهودهم نحو النزاع السوري.

حماس مرت بضائقات إقتصادية شديدة ولم تستطع في بعض الأوقات دفع مرتبات الموظفين الحكوميين.

إذاً، كيف كان رد فعل مصر تجاه الأحداث الأخيرة؟ هناك تقارير تقول إن القاهرة تتوسط من أجل وقف إطلاق النار لكن أحد مسئولي حماس قال لموقع “المونيتور” إن “مصر أبعدت نفسها عن الأمر هذه المرة.”

إسرائيل كانت بالتأكيد ستشن نوعاً من الردع العسكري رداً على حادث القتل المروع لثلاثة مراهقين إسرائيليين، ولكن من المحتمل أنها لم تكن لتشن هذا الهجوم الكاسح الذي يبدو أنها تقوم به إذا لم يحث إنقلاب عسكري في مصر وحرب أهلية في سوريا وهو ما جعل حماس في موقف أضعف بكثير.

على نحو غريب وبينما الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يبدو قاتماً بشدة، فإن هذا الوضع في الواقع ليس وقتاً سيئاً لإسرائيل في علاقتها بجيرانها. فمصر وإسرائيل تعملان على اتمام صفقة غاز طبيعي مهمة وبفضل الفوضى في سوريا بشكل كبير، ازدادت معدلات التجارة مع الأردن وتركيا. وتذكر تقارير أيضاً أن إسرائيل تدعم وبشكل متزايد مجموعات معارضة للأسد لتجد نفسها للغرابة في نفس الصف مع حماس.

وبالتالي، تتلقى إسرائيل مساعدة من مصر وبشكل غير مباشر من إيران للقضاء على حماس وفي الوقت ذاته تعمل الولايات المتحدة بشكل تكتيكي مع إيران في الملف العراقي في حين يطرد أحد أوفى حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة دبلوماسيينا. الصورة السياسية الأوسع في المنطقة تتغير بطرق غير متوقعة بالمرة.

*جوشوا كيتينج: كاتب صحفي مهتم بالشئون الدولية ومحلل للسياسة الخارجية، يكتب في موقع “سليت” وعمل سابقاً في مجلة “فورين بوليسي”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى