سياسةمنوعات

داعش تطارد بنات إيزيس

 

مشكلة فريدة من نوعها تواجه السيدات اللاتي يحملن اسم إيزيس، وحملة أمريكية لتغيير الاسم إلى إيزيل

WhatIsISIS.0_standard_755.0

ماكس فيشر – فوكس

إعداد وترجمة – محمود مصطفى

صعود الدولة الإسلامية في العراق وسوريا المعروفة بداعش كان كارثياً للملايين من الناس تحت حكم التنظيم الذين يعيشون تطرفاً دينياً همجياً على الطراز الطالباني وفي كثير من الأحوال يواجهون تهديدات بالإبادة لدينهم أو لعرقهم.

لكن هناك نوعا آخر من الضحايا لا يريدون أن يتم تجاهلهم: من يحملون اسم إيزيس.

داعش (بالإنجليزية ISIS وتنطق آيزيس) جماعة جهادية سافكة للدماء وسرطان يجتاح الشرق الأوسط، إيزيس إلهة مصرية قديمة يشاركها الإسم بعض غير المصريات في يومنا هذا والنطق يكاد يكون متطابقا.

هذا هو ما دعا إيزيس مارتينيز، مختصة الطب البديل في ميامي في الولايات المتحدة، لبدء حملة لمطالبة الإعلام باستخدام الاختصار ISIL (دولة الإسلام في العراق والشام) وهو الاختصار الذي يستخدمه الرئيس أوباما ويعد مقبولاً بين الباحثين والصحفيين إلا إنه أقل شيوعاً بكثير من الاختصار الآخر الأسهل فهماً والأوسع انتشاراً.

أنا سأعترف، عندما رأيت حملة مارتينيز لم اتأثر بها في البداية ، فغرابة أن يتشارك المرء اسمه مع داعش يبدو أمراً تافها بالمقارنة مع الفوضى التي يحدثها التنظيم في الشرق الأوسط والشكوى من ذلك بدت سخيفة أو حتى غير لائقة.

إيزيس مارتينيز، مختصة طب بديل من ميامي
إيزيس مارتينيز، مختصة طب بديل من ميامي

لكن عندما تراسلت مع مارتينيز لسؤالها حول ذلك فوجئت بردها ، فهذه المشكلة برغم ضآلتها إلا أنها واقعية بشكل لم أكن أتخيله. مارتينيز شرحت “الحادثة التي جعلتني أقرر القيام بشيء جاءت عندما سألتني ممرضة  في غرفة الطوارئ عن كيفية نطق اسمي.”

وأضافت “وجهها أظهر حزناً عميقاً من أجلي وقالت إنها شعرت بالأسى من أجلي وسألتني ما إذا كنت أحمل اسماً أوسط كي استخدمه بدلاً من إيزيس” وعندما قالت مارتينيز إنها تفضل استخدام اسمها الأول قالت لها الممرضة إن هذا خطأ وخاطبتها باسمها الأول تيريزا.

هذه الحوادث أصبحت أمراً معتاداً، كما تقول، بالنسبة لها ولنساء أمريكيات أخريات يحملن اسم إيزيس. تقول مارتينيز “أعرف أنها لا تقصد أي أذى بذلك، لكن هذا يحدث دوماً بشكل أو بآخر.”

وطلبت مني مارتينيز أن أتخيل كيف يكون الأمر عندما يتحول الناس إلى الاشمئزاز في كل مرة تقدمين نفسك فيها لأحدهم، وكلن لزاماً علي أن أعترف بأنه سيكون أمراً غير سار. وطلبت مني كذلك أن أضع في الاعتبار كيف سيأثر ذلك على عملك الخاص إذا كان ذلك يتطلب بناء علاقات شخصية، واعترفت أنا بأنه سيكون أمراً سلبياً.

تقول “تواصلت مع العديد من النساء اللاتي يحملن اسم إيزيس وردود فعلهم كانت مليئة بالتضامن، فنحن نتعامل مع الموقف ذاته بطريقة أو بأخرى.”

عندما سألتها إذا كانت تعتقد أن حملتها ستنجح في جعل الإعلام الأمريكي يبدأ في استخدام ISIL بدلاً من ISIS، أجابتني “أؤمن بالخير في الناس وأخترت أن أعتقد بأن الإعلام ككل غير مدرك للأثر الذي يتركونه على حيواتنا الشخصية.” وأضافت لتنفس قليلاً من الاحباط “لا يمكن أن يكون الأمر بهذه الصعوبة.”

لسوء حظ مارتينيز وغيرها من الأمريكيات اللاتي يحملن اسم إيزيس يبدو أنه من غير المرجح أن تنجح الحملة وذلك ليس بسبب الحاجة للتوعية ولكن لأن الأسباب الصحفية لاستخدام ISIS أقوى من شكاوى مارتينيز.

مخاوف مارتينيز حقيقية، لكن مسئولية الإعلام الأساسية هي تجاه الدقة وتجاه الإخبار والتعليم. هذه المسئوليات تميل، ولو بشكل طفيف، بالإعلام نحو استخدام ISIS حيث أنه الاختصار الأكثر ذيوعاً والأسرع فهماً من ISIL.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى