لماذا يزداد وزننا بالتقدم في السن؟
لماذا يزداد وزننا بالتقدم في السن؟
Businessinsider- إيرين برودوين
ترجمة دعاء جمال
سمعت على الأرجح أن بمجرد بلوغك الـ40 عاما، ينحدر الأمر في ما يتعلق بوزنك، حيث تبدأ القوة التي يتعذر تفسيرها والتي ندعوها بالأيض في التباطؤ كل عام من سن الـ30 فصاعدا.
إليك الخبر الجيد: المعدل الذي يتباطأ به أيضك فعليا متدنٍ للغاية. في الواقع، أغلب الوزن المكتسب في منتصف الحياة ليس نتيجة لتباطؤ الأيض على الإطلاق. بدلاً من ذلك، يتعلق الأمر بحقيقة بسيطة لكن قابلة للتغيير: فكلما نكبر في السن نصبح أقل نشاطاً أكثر وأكثر.
بينما قد يبدو هذا مثيراً للكآبة، إلا أنه خبر رائع للغاية. هناك الكثير مما يمكننا فعله لمواجهة هذا التباطؤ. لكن أولاً، إليك بعض الأساسيات بشأن ماهية الأيض وما ليس تابعا له.
الأيض (التمثيل الغذائي)
معدل الأيض الثابت هو كم الطاقة التي “تحرقها” أثناء راحتك. وتحدده مجموعة من العوامل، منها الوزن، الجنس، والجينات التي تحصل عليها من والديك، ولا يمكن تغييرها كثيراً، بغض النظر عما تفعل.
غير هذا، يبدو أن أجسادنا تدخل في ثلاث مراحلة مختلفة من حرق السعرات الحرارية، اعتماداً على ما تفعله. وتلك المراحل الثلاث هي أنواع الأيض الذي يشير إليها أغلب الأشخاص عند قيامهم بفعل أشياء معينة، مثل تناول الأطعمة الحارة أو ممارسة الرياضة، والتي يمكنها “دفع” الأيض.
أغلب الأشياء التي يقول الناس بأنها ستزيد الأيض لديك، لن تفعل.
عندما نتناول الطعام، نحرق عددا من السعرات الحرارية (بأقصى حد 10% من مجموع السعرات الحرارية المحروقة لليوم). يدعى هذا بالتأثير الحراري للطعام، وهي أول هذه المراحل الثلاثة التي ذكرتها سابقا. يمكننا رفع درجة الحرارة لتلك العملية قليلاً للغاية (لكن ليس كثيراً) بفعل أشياء مثل احتساء مشروبات محفزة مثل القهوة وتناول كميات كبيرة من البروتين.
وفقا للموسوعة الطبية ADAM “تناول أشياء مثل الشاي الأخضر، القهوة أو الفلفل الحار، لن يساعدك على خسارة الوزن الزائد. قد يمنحك بعضها دفعة صغيرة للأيض، لكن ليست كافية لخلق اختلاف في وزنك.”
وسواء كنا نتحدث عن صعود السلالم، الابتعاد عن مكتبنا لاحتساء القهوة، أو التعرق في درس يوغا، فنحن نستهلك طاقة. يدعو الباحثون هذا بالمرحلة الثانية من نفقات النشاط الجسدي.
بعد ممارسة تمارين شاقة، نستمر في حرق المزيد من السعرات وهي المرحلة الثالثة، أو ما ندعوها استهلاك الأوكسجين الفائض بعد ممارسة الرياضة.
عندما يتعلق الأمر بمواجهة اكتساب الوزن، فعلينا فهم طبيعة النشاط الجسماني. أفضل رهان لك لحرق سعرات أكثر خلال اليوم هي زيادة مستويات أي نوع من النشاطات، سواء الركض أو السير.
يعتقد العديد من الناس بأن تمارين القوة أو رفع الاثقال تقع في تلك الفئة، إلا أن الأدلة تشير للعكس.
يمكن لرفع الأثقال القيام بالقليل فقط لزيادة الحرق، لماذا؟ لأن العضلات لا تحرق الكثير من السعرات، وفقاً لمعاهد الصحة الوطنية الأمريكية.
أخبر د.كلود بوتشارد، أستاذ جينات وتغذية بمركز بنينتجون للأبحاث الطبية والحيوية بجامعة ولاية لويزيانا، صحيفة لوس أنجلوس تايمز، “نشاط المخ يصنع حتى 20% من معدل الحرق الثابت، التالي هو القلب، والذي ينبض طوال الوقت ويستهلك من 15- 20% آخرين. الكبد، والذي يعمل في الراحة، يسهم بـ15-20%. إذن ما يتبقى هي العضلات، تسهم بـ20 لـ25% فقط من مجموع الأيض الثابت.”
لذلك، بينما تعد تمارين القوة عادة صحية سيكون لها بالتأكيد تأثير مساعد على أشياء مثل خفة الحركة والتوازن، إلا أنها لن تغير الأيض لديك كثيراً.
أخبر جاري فوستر المدير العلمي لمراقبة الوزن والأستاذ المساعد لعلم النفس بكلية بيرلمان للطب بجامعة بنينسلفانيا، موقع بيزنس إنسايدر “فكرة أن باوند واحدا من العضلات يحرق 100 سعرة حرارية إضافية مجرد خرافة.”
وكن منتبها بشأن الأكل
وفقا لمعاهد الصحة الوطنية الأمريكية، بالإضافة لأننا نصبح أقل نشاطاً مع تقدمنا في السن، يبدو أيضاً أننا نصبح أقل إدراكاً بشأن الاحتياجات الغذائية لجسدنا مع مرور الوقت.
آليتنا الطبيعية للسيطرة على شهيتنا تبدو مملة. ولتصبح واعياً أكثر وعياً بشأن كم تحتاج لتشبع، تناول وجبات أقل واحصل على المزيد فقط عندما تكون ما زلت جائعاً، بدلاً من الجلوس بطبق طعام ممتلئ، مما قد يشجعك على الإفراط في تناول الطعام.
وفقاً لموقع معاهد الصحة الوطنية الأمريكية، “من خلال المحافظة على نشاطك والالتزام بكميات قليلة من الأطعمة الصحية، يمكنك فقدان الوزن الذي تكتسبه مع تقدمك في السن.”