سياسة

استفتاء كولومبيا يفاجئ العالم.. ومواطنون: يتساهل مع “الماركسيين”

استفتاء كولومبيا يفاجئ العالم.. ومواطنون: يتساهل مع “الماركسيين”

رويترز– نيويورك تايمز– واشنطن بوست– زحمة

رفض الكولومبيون بفارق بسيط اتفاق سلام مع المتمردين الماركسيين خلال استفتاء جرى يوم الأحد ليغرقوا بذلك البلاد في حالة من الغموض ويدمروا خطة للرئيس خوان مانويل سانتوس لإنهاء الحرب الدائرة منذ 52 عاما.

وحصل المعسكر الرافض للاتفاق على 50.21 في المئة مقابل 49.78 في المئة للمؤيدين له. ولم تتجاوز نسبة المشاركة في الاستفتاء 37 في المئة وذلك ربما يرجع إلى الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد.

عانى الكولومبيون من سنوات سادت فيها عمليات الخطف والقتل بواسطة المعارضين، ويرون أن الاتفاق يتساهل معهم. فيسمح لأغلب مقاتلي “فارك” الكبار ببدء حياتهم كالمواطنين العاديين، وستخفف عقوبات صدرت بحق بعضهم في جرائم حرب.

كما اعتبر مواطنون آخرون أن نزاهة النظام القضائي والسياسي في البلاد على المحك، ورأوا أن هناك تنازلات مشبوهة بالاتفاق لصالح المتمردين.

وقال روزفلت بولجارين، 32 عاما، ويعمل مدرس موسيقى وصوّت ضد الاتفاق في يوم ممطر: “لا عدالة في هذا الاتفاق. لو فازت -لا- لن نحظى بالسلام، لكن على الأقل لن نعطي بلادنا للمسلحين. نحتاج إلى مفاوضات أفضل.”

وقالت، ماريا فيرناندا جونزاليز، 39 عاما، تعمل بشركة اتصالات وصوتت ضد الاتفاقية، إن لا تثق في “فارك”.

وأضافت “لماذا لا يعيدون أسلحتهم ويخبرون العالم بما حدث مع الأشخاص الذين اختطفوهم، كبادرة قبل الاتفاق؟”

وعكست أسرة “ماريا” الانقسام الموجود بالمجتمع الكولومبي، حيث صوت زوجها، كارلوس جالون، 42 عاما ويعمل مهندس، وصوت لصالح الاتفاق. وقال إن البلاد لا تمتلك أي حيار سوى إيقاف القتال.

لكنه اعترف أيضا “أتفهم سبب تصويتها بلا.”

أما بيداد راموس، المقيم بالعاصمة بوجوتا وعمره 60 عاما، فقال “أريد السلام، لكن ليس إن كان معناه الخضوع للمسلحين. سانتوس قسّم وخدع البلاد.”

وقالت جينا نارفاييز، 34 عاما، إنها صوتت بلا لأنها تريد من الطرفين أن يعيدا النظر في بعض الجوانب بالاتفاق. اختطف شقيق “جينا” وعمها بواسطة متمردي فارك في التسعينيات، وتم إطلاق سراحهم بعد دفع فدية باهظة.

وأضافت الفتاة “هم في حاجة إلى تغيير الاتفاق مما يسمح بنوع من العقاب لهم على الجرائم التي ارتكبوها.”

نتيجة الاستفتاء تلغي جدولا زمنيا لإنهاء تمرد “فارك” خلال شهور. فقد اتفقوا على إخلاء فوري لمعسكرات القتال في “مناطق النزاع” في البلاد، وخلال 6 أشهر كانوا سيسلمون أسلحتهم لفريق من الأمم المتحدة.

وحاول على الفور طرفا الحرب طمأنة العالم بأنهما سيحاولان إنعاش خطتها للسلام.

وقال الرئيس “سانتوس”، 65 عاما، إن وقف إطلاق النار الذي جرى التفاوض عليه بالفعل سيظل ساريا وإنه سيجري محادثات مع المعسكر الرافض للاتفاق لبحث الخطوات المستقبلية وسيرسل كبير مفاوضيه مرة أخرى إلى كوبا للقاء زعماء فارك.

وقال سانتوس “لن أستسلم سأواصل السعي إلى السلام حتى آخر يوم في رئاستي لأنه السبيل لترك أمة أفضل لأولادنا.” ولا يمكن لسانتوس إعادة ترشيح نفسه عندما تنتهي فترة رئاسته الثانية في أغسطس آب 2018.

وطرح زعيم فارك رودريجو لوندونو الذي يشتهر باسمه الحركي تيموشينكو رسالة مماثلة من هافانا حيث عُقدت مفاوضات السلام خلال السنوات الأربع الماضية. وقال تيموشينكو إن “فارك تؤكد رغبتها في استخدام الكلمات فقط كسلاح لبناء المستقبل.

“نقول للشعب الكولومبي الذي يحلم بالسلام اعتمدوا علينا فالسلام سوف ينتصر.”

وكان سانتوس قد قال في الآونة الأخيرة إن التصويت بالرفض سيؤدي إلى العودة للحرب وتوقعت استطلاعات للرأي إنه سيفوز بسهولة.

وقال فرانسيسكو سانتوس النائب السابق لرئيس كولومبيا وأحد الرافضين البارزين للاتفاق إن “هذه رسالة واضحة.. أطلب من كل المواطنين أن يثقوا في أننا نعرف كيف سنعالج هذا الموقف دون إثارة اضطرابات .سنعمل مع الحكومة لإعادة صياغة هذا الاتفاق.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى