سياسة

“منها حقيقة أشرف مروان”.. هذه أبرز تصريحات مبارك لصحيفة “الأنباء” الكويتية

القضية الفلسطينية والتهديد الإيراني وسيناء وكواليس الغزو العراقي وحرب التحرير.. أبرز التصريحات

بعد نشر الصحفية الكويتية فجر السعيد لأجزاء من حوارها مع الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، نشرت جريدة الأنباء الكويتية اليوم نص الحوار كاملًا، وهذا أبرز ما جاء به.

ظروف إنشاء مجلس التعاون العربي

أوضح مبارك أن العلاقات مع الدول العربية كانت منقطعة بعد زيارة الرئيس السابق محمد أنور السادات القدس واتجه للسلام مع إسرائيل، قائلًا: “لما استلمت السلطة حافظت على اتصالات غير رسمية بكثير من الدول العربية.. روحت جنازة الملك خالد بعد فترة قصيرة من تولي السلطة وماكنش في علاقات.. وساعدنا العراق في حربه ضد إيران في غير وجود علاقات رسمية.. ولمّا حضرت القمة الإسلامية في الكويت سنة 1987 الشيخ زايد قابلني وقالي إنه حيرجع الإمارات وينتظر أزوره بعد القمة.. بس قلت له مش عايز أسبب لك حرج لكنه أصر ورحت في زيارة في غير وجود علاقات.. وبعد كده صدام حسين أعلن من جانبه عن عودة العلاقات وبعدين الملك حسين أعلن عودة العلاقات وجه ألقى خطاب في مجلس الشعب عندنا.. وبالتالي عادت العلاقات المصرية مع الدول العربية وعادت الجامعة العربية لمقرها في القاهرة”.

وأضاف: “وأثناء معركة الفاو، رحت وزرت صدام حسين والقيادة العراقية في غرفة العمليات لمساندتهم في الحرب مع إيران.. وكانت كل دول الخليج بتساعد العراق ماديا في الحرب على أساس إن زي ما صدام كان بيقول إنه بيحمي الجبهة الشرقية للعالم العربي.. وفي القمة الإسلامية في الكويت كان حافظ الأسد موجودا وكانت كلمتي في القمة مفروض تبقى قبله بس همّ أصروا يتكلموا قبلي.. قلت مافيش مشكلة.. بس حافظ الأسد بدأ كلمته بالهجوم على السادات.. والبعض في الوفد اللي معي قال لي نقوم وما نكمّلش كلمته فقلت لا.. وبعدين جه موعد كلمتي وبدأت وقلت إنه ما كان يصح أن يتحدث حافظ الأسد عن السادات بهذا الشكل.. السادات توفي إلى رحمة الله وكان رئيس مصر وزعيم عربي وإحنا في قمة إسلامية فلن أرد على أي إساءة بإساءة احتراما للقمة ورئيس القمة.. وأول ما بدأت الكلمة قام حافظ الأسد والوفد السوري وانسحب علشان ما يسمعش كلمتي.. لم أبالي وكمّلت كلامي.. لا يمكن أسمح بأي هجوم أو إساءة لرئيس مصري سابق وبالذات الرئيس السادات”.

عن تنازلات مصر في علاقتها مع إسرائيل للحفاظ على علاقتها مع الدول العربية

قال مبارك إنه لم تكن هناك تنازلات بل كان توجها استرتيجيا لمصر لا عودة فيه، مؤكدًا على موقف مصر وقتها بأنها لن تتخلّى عن دورها في خدمة القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وأوضح أنه في القمة العربية في بغداد في مايو 1990 سعى لحضور الدول العربية كافة للخروج من حالة الانقسام، وأنه نجح في إقناع جميع زعماء الدول العربية بالحضور ما عدا حافظ الأسد بسبب الخلافات العميقة بينه وبين الرئيس العراقي وقتها صدام حسين.

أجواء قمة بغداد:

عُقدت قمة بغداد قبل الغزو الأمريكي بشهور قليلة، وقال مبارك إن الملك حسين فاتحه في فكرة إنشاء مجلس للتعاون العربي أسوة بمجلس التعاون الخليجي يضم مصر والأردن والعراق.

وأضاف مبارك: “قلت له مافيش مانع نفكر فيه بالذات إن الحديث كان عن تجمع للتعاون الاقتصادي.. وبعد شوية قالي الملك حسين إن صدام يرى ضم اليمن لهذا التجمع.. فقلت له على طول خد بالك يا جلالة الملك العراق والأردن ومصر ودلوقتي اليمن ده يمكن يفسر إنه ضد السعودية.. لازم أطلع السعودية حتى لا يكون هناك تفسير خاطئ.. وبعد كده كلمني الملك حسين وبعده الرئيس علي عبدالله صالح إن ممكن نفكر في تعاون عسكري يتضمن تبادل للقوات يعني أبعت قوات للعراق والأردن وهمّ يبعتوا لي قوات عندي.. قلت له ده مرفوض.. تعاون اقتصادي آه.. عسكري لا. أولا أنا عندي معاهدة سلام مع إسرائيل والأردن ماعندوش.. تعاون عسكري ليه إحنا حنحارب مين.. وبعدين إحنا عندنا اتفاقية الدفاع العربي المشترك عشان نصد أي عدوان على الدول العربية.. إحنا مش حنحارب بعض”.

ماذا حدث عند تكوين المجلس العربي!

يقول مبارك: “أول اجتماع كان في الأردن وبعدين في العراق وبعدين اليمن حسب ما أتذكر.. وبعدين لما عملنا اجتماع في الإسكندرية لقيت في محاولات تاني علشان موضوع التعاون العسكري.. ومش بس كده.. ده لقيت في اقتراح كلمني فيه علي عبدالله صالح عن دمج أجهزة المخابرات.. قلت له مستحيل وأنا أرفض أي شيء في هذا الاتجاه”.

وأوضح أن صدام لك يكن يتحدث معه بشأن هذه الموضوعات، وكان يترك هذه المفاوضات للملك حسين وعلي صالح، مؤكدًا على أنه رفض أي محاولات تخرج عن التعاون في الإطار الاقتصادي فقط، قائلًا: “لكن تولدت لدي شكوك”.

قمة بغداد:

يقول مبارك إن الأجواء كانت طبيعية باستثناء هجوم صدام في حديثه عن دول الخليج وخاصة الكويت والإمارات، حيث كان يردد أنهم لم يساعدوه بشكل كافٍ في الحرب، وأنهم خفّضوا سعر البترول بشكل أضر بالعراق، فضلًا عن رغبة صدام في أن تتنازل هذه الدول عن الديون العراقية.

وأضاف مبارك: “صارحته أن هذا الهجوم غير مبرر لكنه استمر في الشكوى منهم.. طبعا لم يخطر في بال أحد أن يتطور الأمر للي حصل بعد كده.. بعد القمة قلت لصدام إني معدي على حافظ الأسد عشان أطلعه بما دار لكنه قالي مش مهم تعدّي عليه.. قلت له لا حروح له إحنا عايزين نلم الشمل.. وفعلا رحت لحافظ الأسد وقال لي كويس ماعدتش عليّ قبل القمة كنت حتحرجني علشان أروح”.

تطوّر الأوضاع وصولًا للغزو

يقول مبارك: “صدام استمر يصعد في لهجته لحد لما جاءت معلومات مؤكدة في أواخر شهر يوليو أن العراق حشد قوات على الحدود وإنها لا تبدو من حجمها وتمركزها إنها قوات دفاعية”.

وأوضح أنه كان على تواصل دائم مع دول الخليج، تحديدًا السعودية والكويت والإمارات، وأنه قرر التحرك للعراق للحديث مع صدام حو تهدئة الأوضاع، وفي المطار جاء له سعود الفيصل مبعوثًا من الملك فهد للتشاور معه قبل لقاء صدام.

وأضاف أنه جلس للتشاور مع صدام وآخرين في نقاشات استمرت لخمس ساعات، أكد خلالها لصدام أن جميع المشكلات يمكن حلها بالحوار الهادئ.

وأشار مبارك إلى سؤاله لصدام حول نيته من وجود قواته على حدود الكويت، وأن صدام أكد له أنه لا ينتوي الاعتداء على الكويت طالبًا من مبارك عدم إبلاغهم.

وتابع مبارك: “استغربت من كلامه ده وعاودت سؤاله عن نيته ونحن نجلس معا دون أعضاء الوفدين، أكد ليّ أنه لن يعتدي.. فاقترحت ضرورة عقد لقاء بين العراق والكويت.. فقلت له أنا حروح الكويت والسعودية وحبلغه بمقترحات لترتيب لقاء للحوار يوم الأحد 29 يوليو في السعودية.. بعدما أقلعت في اتجاهي للكويت أُبلغت وأنا في الطيارة بتصريح صحفي من طارق عزيز بعد مغادرتي على الفور يقول فيه إنهم عقدوا لقاءات مطولة معي لمناقشة العلاقات الثنائية.. الشك زاد أكثر.. ثنائية إيه؟ هو أنا جايلكم من الفجر عشان أناقش العلاقات الثنائية”.

وأضاف: “وصلت الكويت وقابلت الشيخ جابر في المطار.. وقلت له إن صدام قالي بوضوح إنه مش حيقوم بأي عمل عسكري.. بس قلت للشيخ جابر أيضا إنه لازم ياخذ احتياطات لأن صدام مراوغ.. وقلت له أنا على استعداد أبعت أي مساعدات دفاعية تطلبها الكويت.. وفي نفس الوقت قلت له أنا طالع على السعودية علشان أتشاور مع الملك فهد على عقد لقاء يجمع الكويت والعراق والسعودية لتهدئة الأمور.. واقترحت للشيخ جابر أن يحضر ولي العهد الشيخ سعد هذا اللقاء”.

إبلاغ مبارك بالغزو.. وموقفه من صدام

يقول مبارك إنه صُدم عند تلقيه الخبر، وإنه لم يتخيل أن يأخذ صدام هذه الخطوة، مؤكدًا: “لم أكن أتخيل أن صدام يقدم على هذا العمل، دولة عربية تعتدي وتحتل دولة عربية أخرى ذات سيادة وتضمها لها.. كلام مش معقول”.

وعن موقفه من صدام، يقول مبارك، إنه تشاور مع الشيخ زايد الذي كان في زيارة لمصر يومها، وعاد إلى أبو ظبي بطائرة الرئاسة المصرية خوفًا من محاولة صدام ضرب طائرته، وفي نفس اليوم تقابل مع الملك حسين، وأبلغه بأن مصر سيكون لها موقف حازم إذا لم يتراجع صدام، وطلب منه الملك حسين بعدم التصريح بهذا إلى أن يتقابل مع صدام.

وأضاف مبارك: “قلت له أنا مستعد أعمل أي شيء لحفظ ماء الوجه لصدام بس لازم يبقى ده مقرون بانسحابه من الكويت.. ممكن نعمل قمة مصغرة لبحث الوضع بس لازم وعد بأنه حينسحب على الفور.. الملك راح قابله تاني يوم وكلمني بعد اللقاء وقال لي بما معناه إن صدام مش حينسحب وطلب مني ماطلعش بيان علشان ندي فرصة لحل ما.. طبعا لا يمكن كنت أسكت على الوضع ده.. فأصدرت تعليمات بإصدار بيان يدين ما حدث ويحث العراق على الانسحاب والتحذير من العواقب الوخيمة على العراق والعالم العربي”.

وأشار إلى أنه كان هناك تشاور مع السعودية والإمارات لاستعداد مصر لإرسال قوات للدفاع عنهم، خاصة أن المؤشرات كانت تقول إن صدام لن يتوقف عند غزو الكويت فقط، وتم استدعاء السفير العراقي في مصر وططلب منه مبارك إبلاغ صدام بخطورة الموقف وأن الرئيس السابق مبارك على استعداد للمساعدة للخروج من المأزق إلا أنه بعد عودة السفير للعراق لم يتلقّ مبارك رد.

حرب التحرير:

يقول مبارك إن المؤشرات كانت واضحة بأن هناك حربا قادمة، خاصة بعد أن حدد مجلس الأمن موعدا نهائيا للانسحاب، ولم يعلن صدام عن مجرد استعداد، مضيفًا أن بوش أبلغه يوم 16 يناير بأنه سيوجه خطابًا لشعبه بأنه سيبدأ تحرير الكويت، وبالفعل بدأ الضربة الجوية.

الأوقات الحرجة في الحرب

أوضح مبارك أن أكثر اللحظات الحرجة وقت الحرب عندما حاول صدام جر إسرائيل للحرب، وأطلق عليها صواريخ سكود، وهو ما كان سيهدد القوات العربية المشاركة في الحرب، ليطلب من الرئيس الأمريكي وقتها إقناع إسرائيل بعد الرد حتى لا تتعقد الأمور وهو ما حدث بالفعل وزودت أمريكا إسرائيل بصواريخ باتريوت لصد صواريخ سكود.

وأشار إلى أن اللحظة الحرجة الأخرى كانت التفكير في دخول الأمريكان العراق، وهو ما حذر منه مبارك واستجاب له الرئيس الأمريكي.

 تأثير حرب التحرير على الوضع الإقليمي الحالي

يقول مبارك:  “غزو الكويت وتداعياته ألقت بظلالها على تردي الأوضاع في المنطقة الى يومنا هذا.. فالعالم العربي انقسم كما لم ينقسم من قبل.. والتدخلات والأطماع الخارجية وجدتها فرصة لتحقيق مصالحها.. التوازن الذي كان حادث بين العراق وإيران اختل لصالح إيران في المنطقة.. وجاءت أعمال الإرهاب متمثلة في تنظيم القاعدة تحت زعم مقاومة التواجد الأميركي في الخليج لتصل ذروتها في أحداث 11 سبتمبر.. ثم ترتب عليها غزو العراق عام 2003 ومزيد من الاضطراب في المنطقة وصولا لانقضاض حماس على السلطة في غزة وحدوث شرخ فلسطيني عميق ممتد الى يومنا هذا.. بعد ذلك جاءت أحداث 2011 في المنطقة العربية كلها وأدت لحالة من التمزق والتشرذم والإرهاب لم تشهدها المنطقة في تاريخها الحديث، للأسف كثير من هذه المشاكل والاضطرابات من صنع أيدينا نحن العرب”.

القضية الفلسطينية:

وصف مبارك  القضية الفلسطينية بـ”قضية الفرص الضائعة”، ويضيف: “ودلوقتي طبعا الانقسام الفلسطيني اللي بدأ عام 2007 لما حماس استولت على السلطة في غزة بيدي اسرائيل والعالم المبرر انهم يقولوا مفيش شريك فلسطيني للتفاوض معه.. ده طبعا بالإضافة للمعاناة اللي بيواجهها الشعب الفلسطيني في غزة.. وإسرائيل دايما كانت بتحاول تفصل بين غزة والقطاع عشان تقطع الطرق على قيام دولة فلسطينية.. لما بدأت المباحثات التي أدت لاتفاق أوسلو وبعده اتفاق القاهرة في أعوام 1993 و1994 كان الطرح الأول يتضمن غزة فقط.. واحنا شجعنا الفلسطينيين يصروا على ضرورة تضمن الاتفاق على الأقل مدينة في الضفة حتى لا تتمكن إسرائيل من تكريس فكرة عزل غزة عن الضفة”.

وأضاف: “ومن هنا جاء اتفاق غزة ـ أريحا.. وأنا اصطحبت عرفات بنفسي ودخلته غزة بعد اتفاق القاهرة عام 1994.. اتفاق أوسلو نتج عنه لأول مرة في تاريخ القضية الفلسطينية انه يكون هناك في سلطنة وطنية من قيادات منظمة التحرير تتواجد وتمارس سلطاتها من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.. والعالم كله اعترف بها بعدما كان بيعتبرها منظمة إرهابية.. وأتذكر جيدا ان كل ما كنا نحرز تقدم أو خطوة للأمام كانت تحصل أعمال انتحارية تفجيرية داخل إسرائيل مدعومة من بعض الفصائل الفلسطينية المناوئة لعرفات عشان تقوض اي تقدم وترغم إسرائيل تحت ضغوط الرأي العام عندها انها توقف الانسحاب من الأراضي الفلسطينية.. لحد لما رابين نفسه تم اغتياله وجه بيريز وبعده نتنياهو.. في الفترة بتاعت رابين كان في أمل وتفاؤل وبدأت تحصل لقاءات بين العرب والإسرائيليين في مؤتمرات اقتصادية زي دافوس في المغرب والقاهرة والأردن.. وحتى بيريز لما كان رئيس وزراء زار المغرب وعمان.. يعني كان فيه انفراجة وأمل وبداية تعاون.. ليه؟ لأن كان فيه مسار سياسي وعملية سلام وتفاوض وأفق لحل نهائي، ولكن جه نتنياهو عام 1996 وقال لا ما فيش أرض مقابل السلام.. عايز سلام مجاني.. وبدأ يتراجع عن تنفيذ الاتفاقات اللي وقعت مع رابين.. وكلينتون كان دعي لاجتماع في واشنطن تقريبا عام 1996 أو 1997 يضم مصر والملك حسين ونتنياهو”.

وتابع: “رفضت الحضور واعتذرت للرئيس كلينتون وقلت له لا جدوى إذا لم يكن نتنياهو مستعد للالتزام بالعودة لمسار التفاوض واستكمال الانسحاب من المناطق الفلسطينية المتفق عليها.. وبعد الاجتماع ده كلمني كلينتون وقالي انا استخدمت عدم حضورك للضغط على نتنياهو.. وبعد كده تولى باراك رئاسة الوزارة في اسرائيل وكلينتون عقد مباحثات في كامب ديفيد بينه وبين عرفات لمحاولة كسر الجمود والوصول لحل نهائي.. كلينتون كلمني من كامب ديفيد وقالي عرفات عايز يأخذ قرار في موضوع مهم بس عايز يستشيرك، ثم كلمني عرفات بعدها من كامب ديفيد وقال لي ضاغطين عليا علشان أتنازل عن القدس.. قلت له لا يمكن.. مستحيل حد يقبل يتنازل عن القدس.. وبعدها الأميركان قالوا ان أنا ضغطت على عرفات ففشلت المباحثات.. قلت لكلينتون بعد كده ان احنا لم نكن في الصورة عن تفاصيل المباحثات في كامب ديفيد لأن الوفود كانت لا تتصل بأحد والأميركان كانوا عاملين تعتيم إعلامي.. وبعدين قلتله بكل وضوح مفيش زعيم عربي يقدر يتنازل عن القدس.. المهم الإسرائيليين والفلسطينيين جم عندنا في طابا بعدها وكملوا مباحثات حول القدس.. وجالي وفد إسرائيل في المباحثات وشرح لي بالخرائط ان التفاوض بيجري على تبعية بعض المناطق في القدس لإسرائيل والأخرى للفلسطينيين بس كانت لسه المشكلة في الأماكن المقدسة.. وبدأ حديث حول ما سمي بالسيادة تحت الأرض وفوق الأرض في منطقة الحرم.. اللي عايز أقوله انه بالرغم من كل الصعوبات والمشاكل كان فيه أفق وتفاوض للوصول لحل”.

إمكانية وجود حلول للقضية الفلسطينية في الوقت الحالي!

يقول مبارك: “شيمون بيريز في عام 1996 تقريبا جالي في القاهرة وقال لي عايزين نعمل تعاون واسع بين دول المنطقة.. وقلت له ما فيش مانع بس لازم يحصل تقدم في المسار السياسي.. ولكنه وضح نفسه اكتر وقالي عايزين نعمل كيان واسع يضم كل دول المنطقة بما فيها إسرائيل.. قلت له على الفور انتم عايزين ايه بالضبط؟ عايزين تخشوا الجامعة العربية؟ ابعد عن الكلام ده.. الجامعة العربية دي بيت العرب.. ولكن في عام 2002 الملك عبدالله العاهل السعودي الراحل طرح مبادرته الشجاعة اللي أصبحت المبادرة العربية وتم إقرارها في قمة بيروت عام 2002.. المبادرة قالت ان الدول العربية ترحب بالتعاون وبعلاقات طبيعية مع إسرائيل شريطة الوصول لسلام عادل وشامل يتضمن إقامة الدولة الفلسطينية والانسحاب من الأراضي المحتلة.. إذاً منذ عام 2002 والدول العربية لديها هذه الرغبة ولكن بالتزامن مع حل عادل.. والموقف العربي الحالي واضح في استناده لهذه المبادرة بمكوناتها.. الحل العادل والدائم هو الضمانة الأساسية لإنهاء الصراع.. أي حل سيفرض على المنطقة بسبب اختلال موازين القوى لن يدوم وسيكون حل مؤقت قد تنفجر معه الأوضاع في أي وقت”.

صفقة القرن

اعتبر مبارك أن ما يدور من حديث حول “خطة السلام الأمريكية المنتنظر طرحها” والمسماة بـ”صفقة القرن” ما هو إلا “كلام جرائد وتسريبات غير مؤكدة” قائلًا: “ولكن هناك مقدمات غير مطمئنة”.

وأشار مبارك إلى نقل السفارة الأميركية للقدس وإعلان إسرائيل ضم الجولان واعتراف أميركا بذلك، فضلًا عن التوسع المستمر في المستوطنات في الأراضي المحتلة.

وتابع: “نتنياهو أنا أعرفه جيدا.. وهو أيضا يعرفني ويعرف صراحتي معه جيدا.. هو لا يرغب في حل الدولتين.. هو لا يؤمن بمبدأ الأرض مقابل السلام.. هو يريد فصل غزة عن الضفة.. وهو كان كلمني في الموضوع ده لما زارني في أواخر 2010.. وقالي إذا كان ممكن الفلسطينيين في غزة يخدوا جزء من الشريط الحدودي في سيناء.. قلت له انسى.. ما تفتحش معايا الموضوع ده تاني.. حنحارب بعض تاني.. فقال لي لأ خلاص وانتهى الحديث.. فإذا كان كل اللي بيتم على الارض اليوم يقوض حل الدولتين طيب ايه البديل؟ ايه الافق السياسي؟ مشروعات واستثمارات وتعاون، ماشي كويس بس فين المسار السياسي؟ على العموم العرب لازم يبقوا جاهزين للتحرك والرد على الطرح الاميركي لما تتضح معالمه بشكل رسمي”.

وأضاف:  “المشهد العام في خصوص هذا الموضوع لا يدعوا للتفاؤل، ولكن على العالم العربي ان يكون جاهزا للتعامل مع ما قد يعلن او يطرح حول هذا الموضوع”.

 التهديد الإيراني ومخاطره على العرب

يقول مبارك إن كل القوى الطامعة استغلت الحدث التاريخي في 2011 لتحقيق مصالحها، مؤكدًا: “لا انكر أن إيران بتسعى للتغلغل في المنطقة وده يهدد الأمن القومي العربي”.

وأوضح أنه حاول تحسين الأوضاع مع الرئيس خاتمي، وأن متشددي إيران أوقفوا أي فرصة لتحسين العلاقات.

وتابع: “ما ننساش ان اثناء احداث يناير 2011 هنا في مصر طلع المرشد الايراني يوم جمعة وبشكل غير مسبوق والقى خطبة باللغة العربية يحرض فيها على الثورة الاسلامية في مصر، اطماع ايران ومساعيهم واضحة، وتهديدهم للخليج لا يمكن السكوت عليه، بس اطماع اسرائيل ايضا واضحة بالذات في ظل الحكومة الحالية، فلابد من التعامل مع الموضوعين بحيث لا يطغى موضوع منهم على الآخر، أنا قناعتي أن القضية الفلسطينية قد تبدو كامنة بفعل الظروف الاقليمية والدولية الحالية، لكن كما قلت محاولة فرض حلول غير عادلة بسبب اختلال موازين القوى لن تجعل اي سلام او تعاون دائم بل قد تنفجر الاوضاع في أي وقت”.

تحرير سيناء

دي كانت معركة الجيل بتاعي كله في الجيش، إزاي نسترد كرامتنا ونسترد آخر شبر من ارضنا، شاءت الأقدار ان ارفع هذا العلم بالنيابة عنهم كلهم وبالنيابة عن شعب مصر كله اللي ضحى كثير عشان يستعيد كرامته وأرضه.

 كتاب أشرف مروان وتسريب موعد

اعتبر مبارك إن هذا الكتاب يحتوي على معلومات غير منطقية قائلًا: “اضرب مثل واحد، قالوا إن موعد الحرب كان في أوائل 1973 وإن السادات في اجتماع مع قيادات الجيش في نوفمبر 1972 اختلف مع وزير الحربية وان ده كان مؤشر ومعلومة وصلت لهم على ان الحرب ستكون في اوائل 1973، انا كنت حاضر هذا الاجتماع، والخلاف كان متعلق بقدرتنا على شن حرب شاملة في ظل محدودية التسليح المتوفر، السادات كان شايف إن الروس مش حيدونا كل التسليح المطلوب، وزير الحربية كان شايف لازم ننتظر حتى نستطيع شن حرب في العمق بتسليح كاف، فقام السادات بالفعل بتغيير وزير الحربية محمد صادق آنذاك وعين مكانه الفريق أول أحمد اسماعيل، وكذا بعض القيادات الأخرى، ولكن في ذلك الوقت لم تكن خطة الحرب او التدريب عليها قد بدأت بعد، لا يمكن القول او الاستنتاج ان نتائج هذا الاجتماع كانت تؤشر على قرب بداية الحرب، إزاي ده وإحنا كنا لسه ما وضعناش خطة الحرب و لا تدربنا عليها، كان فيه تدريب وتجهيز للمعركة مستمر ولكن الخطة المحددة للحرب وضعت وبدأ التدريب عليها في مارس 1973، والموعد تحدد يوم 6 اغسطس 1973 في اجتماع بينا وبين السوريين في الإسكندرية، كان وزير الحربية السوري طلاس ومعه عدد محدود من العسكريين، اللي كان عارف المعلومة دي فقط كان وزير الحربية احمد اسماعيل ورئيس الاركان ورئيس العمليات وقائد الدفاع الجوي وقائد القوات الجوية وقائد القوات البحرية، والسادات طلبني اروح له بعد الاجتماع ده على طول، روحت له في المعمورة في الاسكندرية، وقال لي هل القوات الجوية جاهزة؟ قلت له التدريب مستمر وسوف اؤكد على سيادتك في سبتمبر، قال لي مش حاقدر أخش الحرب الا لما تبقى القوات الجوية على اتم الاستعداد”.

وتابع: “في 1956 و1967 القوات الجوية اتضربت وخسرنا الحرب، لو محتاج وقت اطول حأجل الحرب لحد لما تكون القوات الجوية جاهزة، روحت له تاني في اواخر سبتمبر في استراحة القناطر الخيرية وقلت له يا فندم القوات الجوية في أحسن حالاتها من التدريب والجاهزية للحرب، يوم 6 اكتوبر صباحا حتى القيادات في القوات الجوية ومنهم رئيس الأركان ما كانتش تعرف موعد الحرب، الكل مستعد ومستني القرار، ارسلت التكليفات لكل التشكيلات في خطابات في أظرف مغلقة قبل موعد الضربة، وبعد لما الضربة الاولى لمركز الاتصالات في سيناء تمت حوالي الساعة 1.55 كلمني ضابط الاشارة في غرفة العمليات المركزية سألني وقال لي ده الاتصال انقطع في سيناء هو انتو عملتوا حاجة؟ قلت له لما اعرف حاقول لك، رئيس هيئة العمليات في القوات الجوية قال لي واحنا في غرفة العمليات لما علم بالتحركات بتاعة الطيارة ال تي يو اللي ضربت مركز الاتصالات في سيناء يا فندم هو احنا حنحارب النهارده بجد؟ قلتله آه طبعا هو احنا بنهزر، وانطلقت بعدها بدقائق الـ 220 طائرة تعبر قناة السويس وبدأت الحرب، اللي عايز اقوله ان اي حد يقول انه كان عارف موعد الحرب غير عدد محدود من القيادات العليا يبقى كله تكهنات، السادات واحنا في القوات المسلحة عملنا عملية تمويه وخداع شكلت مفاجأة للعدو وكانت احد اسباب النصر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى