ترجمة وإعداد: ماري مراد
كشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن نشر صورة سرطان البحر على سرير رئيس الإكوادور، الأسبوع الماضي، والعاصفة السياسية التي تلت ذلك بشأن ما يجب فعله مع مؤسس موقع “ويكيليكس” الهارب جوليان أسانج، كانا وراء خروج أسانج من سفارة الإكوادور.
إقامة أسانج، التي دامت 7 سنوات، في سفارة نايتسبريدج انتهت عندما تم تقييد يديه بأمر من مضيفيه وإخراجه من قبل ضباط من سكوتلاند يارد.
الليلة الماضية، اتضح أنه تم اعتقال أسانج، بعد تسرب صور محرجة لرئيس الإكوادور لينين مورينو خلال تناول سرطان البحر في غرفة فندق فخمة إلى موقع إلكتروني.
وفي فبراير، تم تسريب أكثر من 200 بريد إلكتروني خاص ورسائل نصية لمورينو وزوجته، إضافة إلى صور للعائلة خلال عطلة في أوروبا، على موقع إلكتروني يحمل اسم لينين مورينو.
كانت الصور الأكثر إحراجا لمورينو التي ظهر فيها يتناول سرطان البحر في سريره في الفندق. وتسببت في ضجة كبيرة في الإكوادور لأنها أظهرت أن الرئيس يعيش في ترف في الوقت الذي فرض فيه تدابير التقشف على شعبه. وفي الليلة الماضية، وجدت “ديلي ميل” الصورة على صفحات عدة على موقع “تويتر”، إضافة إلى مواقع إسبانية، من بينها: “the Republic del Banano”.
وعليه، اتهم مورينو، أسانج بتسريب المعلومات، وهو ادعاء نفته ويكيليكس دائمًا. وفي يوم الخميس، عندما تم إخراج أسانج من السفارة، أخبر مورينو المراسلين أنه ليس من حقه “اختراق الهواتف الخاصة”، لكن “ويكيليكس” ذكرت في بيان على موقعها: “باختصار، حكومة الإكوادور تسعى إلى ذريعة كاذبة لإنهاء لجوء وحماية جوليان أسانج”.
بعد إلقاء القبض على أسانج، اتضح أنه عاش حياة بائسة وغير متوقعة في السفارة. واتّهم بتشويه الجدران بالبراز وسد مرحاض بملابس داخلية متسخة. والآن، فإن وسيتمنستر منقسمة بشأن تسليمه إلى الولايات المتحدة، حيث توجه له تهمة الإفراج عن ملايين الوثائق السرية عبر الإنترنت، أو إلى السويد، حيث اتّهم بالاغتصاب.
القرار سيكون لوزير الداخلية ساجد جافيد، الذي أوضح أن كل الخيارات متاحة. وقال مصدر بمكتب الخارجية: “هو يحدد بهدوء أدوات سياسة وزارة الخارجية التي تحت تصرفه للتأكد من أن أسانج سيواجه العدالة، وهو ما يعتقد بأنه ضروري”.
ويُمكن لأسانج أن يُسلم إلى السويد فقط إذا أعادت هيئة الادعاء في البلاد فتح تحقيقها وأصدرت حكومتها مذكرة اعتقال أوروبية جديدة. وإذا تم تسليم أسانج إلى هناك، فسوف يواجه تهمة الاغتصاب ضد امرأة تُعرف فقط باسم “دبليو”، وهي التهمة التي دائمًا ما ينفيها مؤسس “ويكيليكس”.
والأسبوع الماضي، أثارت وزيرة داخلية الظل ديان أبوت الغضب من خلال التقليل من أهمية ادعاءات الاعتداء الجنسي، مدعية أن أسانج كان مستهدفًا لأنه أحرج الجيش الأمريكي. وفي غضون ساعات، اتّهم حزب العمل بتغيير اتجاهه بعد أن أخبرت وزيرة خارجية الظل إميلي ثورنبيري، هيئة الإذاعة البريطانية أنه يجب أن يواجه العدالة في السويد.
أعقب ذلك، أمس، خطاب من أبوت نفسها إلى زملائها قالت فيه “الاغتصاب جريمة بشعة”. وأضافت أنه يتعين على المملكة المتحدة تسليم أسانج إلى السويد إذا أعادت السلطات هناك فتح تحقيقاتها.
وذكر زعيم حزب العمال، جيرمي كوربن: “إذا كانت هناك ادعاءات، يحتاج أسانج إلى الإجابة عن شؤون واعتداءات جنسية ربما حدثت في السويد أو ربما لا، ثم يكون القرار في يد المحكمة، لكنني أعتقد بأنه يتعين عليه الرد هذه الأسئلة”.
وقال رئيس حزب المحافظين براندون لويس: “لا ينبغي لأحد أن يكون فوق القانون، لكن حقيقة أن حزب جيريمي كوربين كان سريعًا جدًا في الدفاع عن شخص يواجه مثل هذه المزاعم الخطيرة لا تحتاج إلى إيضاح”.
والليلة الماضية، قال محام يعمل لصالح امرأة W في السويد: “نأمل أن تتعاون السلطات البريطانية حتى يمكن تسليم أسانج إلى السويد قبل انتهاء قانون التقادم الخاص بادعاء الاغتصاب في أغسطس 2020”.
واكتسب أسانج شهرته بعد سلسلة من المنشورات السرية، بما في ذلك حول العمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان والعراق وظروف الاحتجاز في معسكر جوانتانامو.
وعندما بدأت السلطات الأمريكية بملاحقته في عام 2010، انتقل أسانج إلى السويد بحثا عن الحماية، لكنه سرعان ما اتهم بارتكاب جرائم جنسية، نفى أي تورط فيها.
وأدرجته المحكمة السويدية في قائمة المطلوبين دوليا، وبعد ذلك تم احتجازه في لندن، لكن سرعان ما أطلق سراحه بكفالة، ويتواجد أسانج في سفارة الإكوادور في العاصمة البريطانية منذ عام 2012.
اقرأ أيضًا: بريطانيا تعتقل جوليان أسانج مؤسس “ويكيليكس“