سياسة

بي بي سي: لماذا تذكر المصريون فجأة “معتقل كل العصور”؟

بي بي سي: ظهر هاشتاج آخر باسم الحرية لصميدة في وجه الحرية لعلاء عبدالفتاح

بي بي سي – ماكول ديفيتشاند –أليكس داكيفيتش – مي نومان – ترجمة: محمد الصباغ

لو وجدت الصورة بالأحمر والأصفر بالأعلى تشبه فن البوب أكثر من صورة لحساب شخصي على مواقع التواصل الاجتماعي، فهذا لأن علاء عبدالفتاح ناشط شهير جداً على الإنترنت.

هو شخصية مثيرة للجدل في مصر، أطلق عليه ”معتقل كل العصور“ لأنه سبق وقبض عليه بسبب التظاهر خلال تحت حكم كل الحكومات الأخيرة. لذلك كان من المدهش أنه عندما حكم عليه بالحبس لخمس سنوات بداية هذا العام، كان رد الفعل الإلكتروني غير مسموعاً. نظر البعض إلى تراجع شعبية هاشتاج ”FreeAlaa“ وكأنه رمز إلى نهاية طريق النشطاء الليبراليين الذي ظهروا خلال الربيع العربي، وعلاء عبدالفتاح جزء عظيم منهم.

لكن خلال ال24 ساعة الماضية، ارتفع بشدة استخدام هاشتاج ”FreeAlaa“. بداية من مساء الإثنين، يبدو أن مجموعة منسقة من الأشخاص –يقودهم الساخر باسم يوسف، الذي يلقبه البعض بجون ستيوارت مصر- قاموا باستخدام الشعار لأكثر من 28 ألف مرة، للتذكير بمرور عام على آخر عملية قبض عليه. أصبح الشعار مستخدماً بدرجة كبيرة في مصر والعالم.

وتلك قصته باختصار: علاء مدون ومبرمج، وكان معروفاً حتى قبل ثورة 2011 بسبب لغته البذيئة وانتقاده علناً السلطات الدينية والعسكرية. سجن علاء لأول مرة تحت حكم الرئيس حسني مبارك ثم تكرر ذلك أثناء حكم الإخوان المسلمين. هو وزوجته منال –مدونة أيضاً- أصبحا ثنائياً ثورياً قوياً على مواقع التواصل الاجتماعي.

ثم ألقي القبض عليه العام الماضي –خلال حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي- بعد اتهامه بتنظيم مظاهرة أمام مجلس الشورى ضد المحاكمات العسكرية للمدنيين. يعد التظاهر دون تصريح فعل إجرامي في مصر، وتم إدانته والحكم عليه في فبراير.

اتهم وسجن نشطاء آخرين بسبب التظاهر أمام مبنى مجلس الشوري، ومن بينهم قادة آخرون لثورة يناير مثل أحمد ماهر الذي مازال سجيناً، وتم الإشارة إليهم عند التدوين بهاشتاج ”FreeAlaa“.

لماذا ارتفع الدعم لعلاء الآن؟

تقول زنوبيا ،المدونة المصرية الشهيرة وغير معروفة الهوية التي دعمت الهاشتاج، ”هناك تغيير منذ فبراير الماضي (وقت الحكم)،“ وأضافت أن الشباب حالياً يرون أن علاء عبدالفتاح ”لم يكن الشيطان الذي عملت وسائل الإعلام على تصوريه. ربما علموا أن علاء كان على حق بعد كل ذلك.“

في الشهر الماضي أفرجت مصر عن 100سجين من المحبوسين بتهمة خرق قانون التظاهر وذلك بعفو رئاسي، وشمل العفو صحفيين من الجزيرة وشقيقة عبدالفتاح، بينما علاء نفسه لم يتم الإفراج عنه معهم.

لكن بجانب الدعم، استمر الانتقاد لعلاء عبدالفتاح، من خلال وسائل الإعلام الرئيسية وعلى الإنترنت. فصنع بعض المصريين مقابلاً لاسم علاء على الانترنت وهو ”صميدة“ –شخصية  وهمية خطيرة تقوم بالسب ولا تدرك توابع الأفعال الثورية. وشهد هاشتاج ”FreeSmeda“ حوالي 3 آلاف تغريدة منذ بدأ صباح الثلاثاء، مما جعله من الأكثر استخداماً في مصر وأماكن أخرى.

واشتكى أحد المستخدمين قائلاً ”يبدو أن الهجوم على مصر مسموح به بينما السخرية من أحد أيقونات الثورة هو أمر محظور.“ وأضاف آخر ”FreeAlaa في مواجهة FreeSmeda  فكرة دراسة رائعة ينتظر كتابتها عن.“

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى