سنغافورة.. دولة أشار إليها السيسي في مؤتمر الشباب
تقرير- زحمة
تصاعدت التكهنات في محاولة الوصول إلى اسم الدولة التي كان يقصدها الرئيس عبد الفتاح السيسي في أثناء حديثه أمس في مؤتمر الشباب المنعقد في شرم الشيخ، والتي وصفها الرئيس بأنها دولة مساحتها 700 كيلومتر مربع وسكانها لا يزيدون على 2 مليون نسمة، وكانت “في قمة التخلف” وكان فيها “عنف”.
وامتنع الرئيس عن تسمية هذه الدولة، وبالبحث عن دولة بهذه المواصفات من حيث المساحة وعدد السكان والتجربة الاقتصادية والسياسية، وجدنا أن هذه المواصفات لا تنطبق سوى على دولة سنغافورة.
تبلغ مساحة دولة سنغافورة حوالي 712 كيلومترا مربعا، وهي جزيرة تقع بين ماليزيا شمالا وإندونيسيا جنوبا.
وعلى الرغم من أن عدد سكانها الحاليين هم حوالي 5 ملايين نسمة، وهو ما يجعلها واحدة من الدول ذوات الكثافة السكانية الأعلى في العالم فإن حوالي نصف عدد السكان (42%) هم من المهاجرين، وهو ما ينخفض بعدد السكان “الأصليين” إلى ما بين 2 إلى ثلاثة ملايين نسمة، خاصة عند الرجوع إلى فترة الستينيات التي استقلت فيها سنغافورة عن بريطانيا.
وحتى هؤلاء السكان “الأصليين” من غير المهاجرين، هم خليط من الصينيين والملاويين والهنود.
أما النقطة التي أشار إليها السيسي في ما يخص “العنف” و”ماحدش يتكلم”، فهي تشير إلى فترة الحكم القمعية لمؤسس سنغافورة الحديثة “لي كوان يو”، الذي توفي العام الماضي، والذي حكم سنغافورة بقبضة حديدة في الأعوام بين 1965 إلى 1990، رافعا شعار “صفر فساد”، وبلغ من قوة قبضته أن البرلمان السنغافوري كان بلا مقعد واحد للمعارضة منذ 1965 إلى 1980، قبل أن يدخل عدد محدود للغاية من المعارضين إلى البرلمان بدءا من الثمانينيات.
وعلى الرغم من قبضة القمع القاسية حققت سنغافورة مستويات مذهلة في الشفافية، أدت إلى أداء اقتصادي مذهل، وضعها في المرتبة الثامنة على العالم في 2015 من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بمتوسط 53 ألف دولار للفرد، بعد أن كان المتوسط 512 دولارا عام 1965.
وجاءت سنغافورة في الترتيب الحادي عشر على العالم في “جودة الحياة” حسب قائمة الإيكونوميست، وتمتلك الدولة الصغيرة تاسع أعلى احتياطي نقدي في العالم بإجمالي 261 مليار دولار.
ويحتلّ جواز السفر السنغافوري الترتيب السادس على العالم إذ يمكن حامله من دخول 167 دولة.
