نوران عمر حضرت حفل زفاف بشعرها المجعد لأول مرة
ترجمة: ماري مراد
المصدر: BBC
Dina Aboughazala
إيمان الديب، شابة مصرية، قرّرت مغادرة بلادها في 2016، ليس بسبب التعليم أو العمل أو شريكها، بل شعرها.
ويحظى شعر إيمان المجعد الكبير بالإعجاب في إسبانيا، حيث تعيش حاليا، لكن في مصر، إذ يسعى العديد من النساء لمحاكاة النماذج الأوروبية للجمال، أحست أن شعرها كان لعنة.
“قرار المغادرة كان محزنا بالنسبة لي، لم أكن أتخيّل أبدا أنني سأهاجر. لكنني كنت متعبة، ووصلت إلى مرحلة شعرت فيها أنني أريد العيش في مكان لا ينزعج فيه أي شخص من مظهري”.
تقول إيمان إنها في مصر كانت تتعرض للسخرية من المعارف والغرباء على حد سواء، مضيفة: “في أول شهرين لي بالعمل في بنك مصري، كان يأتي إليّ شخص من الموارد البشرية ويطلب مني فرد شعري تقريبا كل يوم”.
ورغم أن قرار إيمان بالهجرة ربما يبدو مبالغا فيه، لكن قصتها قد يكون لها صدى لدى العديد من النساء في مصر، فمعظم النساء المصريات لديهن شعور مجعدة بشكل طبيعي، إنها سمة مهيمنة، ومع ذلك فإن معظمهن يجبرن في سن مبكرة على فرد شعرهن بما يتناسب مع نظرة المجتمع للجمال.
سُخر من شعري:
لذا حينما تم إنشاء مجموعة عبر موقع “فيسبوك” في مارس 2016 لمساعدة النساء على العناية بشعورهن بشكل طبيعي كانت الاستجابة ضخمة، واليوم، بعد مرور عامين، أصبحت مجموعة “Hair Addict” تضم أكثر من 105 آلاف امرأة، 95% منهن يتفاعلن بنشاط مع محتوى المجموعة.
وأطلقت دعاء جاويش، 38 عاما، المجموعة بعد أن عانت بنفسها بسبب شعرها، وقالت: “كطفلة، كان يُسخر مني بسبب شعري، وكنت دائما أفرده”.
ورغم أن دعاء، مهندسة في شركة أمريكية تجاهر بأنها نيرد (مصطلح يطلق على من لديهم اهتمامات علمية لا اجتماعية)، استسلمت لفرد شعرها باستمرار، فإنها كانت على علم بضرر هذه الطريقة وبدأت في إجراء أبحاث وتجميع معلومات عن كيفية تقليل الآثار الجانبية للحرارة المستمرة، وبالفعل جمعت ثروة من المعرفة وقررت أنه بإمكانها تحويل كل ما تعلمته إلى شيء مفيد للآخرين أيضا.
بعدما بدأت، زادت عضوات المجموعة لتشبه الطائفة تقريبا، ونشرت المتابعات روتينهن اليومي للعناية بشعرهن، وسرعان ما اتخذن خطوة أكثر جرأة “التحدي الخالي من الحرارة” تماما، الذي بدأ في شهر يوليو 2016 ومنذ ذلك الحين حقق نجاحًا كبيرًا.
تزايد الوعي:
نوران عمرو، 32 عاما، عاشت تجربة التحدي الخالي من الحرارة لمدة عام، وفي الشهر الماضي حضرت حفل زفاف بشعرها المجعد بشكل طبيعي لأول مرة.
وقالت: “رد فعل الناس في حفل الزفاف كان إيجابيا للغاية. الجميع علق على جمال شعري. الناس الآن لديهم وعي أكبر. ثقافة الشعر المجعد أصبحت موجودة الآن في مصر”، لكنها لفتت إلى أن هذه التغيير لم تكن ممكنة لولا المجموعات المختلفة التي ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي.
أول تعليق إيجابي:
اليوم، هناك العديد من المجموعات المصرية التي تقدم النصائح والمشورة للعناية بالشعر المجعد، ونتيجة للطلب المتزايد، افتتح أول صالون شعر مجعد في هذا العام.
الصالون الواقع في أكثر الأحياء ثراء في مصر (كيرلي ستوديو) على عكس معظم الصالونات المصرية، يعمل بناء على المواعيد فقط، ويستقبل أكثر من 30 عميلاً في الأسبوع، معظمهم من الشابات.
“هذا الاتجاه شائع للغاية، خاصة بين جيل الألفية”، هذا ما أكدته سارة صفوت صاحبة الاستوديو، والبالغة 33 عاما.
حتى إيمان شعرت بالتغيير إذ قالت: “في أبريل 2017، عندما كنت في زيارة إلى مصر، قال لي سائق سيارة أجرة شعرك لطيف للغاية، في البداية اعتقدت بأنه يسخر مني، لكنني أدركت أنه صادق. كان هذا أول تعليق إيجابي عن شعري سمعته في مصر”.