المصدر: The Guardian
ترجمة: رنا ياسر
أثار إعلان رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، اليوم الثلاثاء، الخاص بإمكانية نقل سفارة أستراليا من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة البلاد، المجتمع الفلسطيني والدولي، واعتبرت أنها خطوة من شأنها أن تعكس قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بنقل السفارة الأمريكية في وقت سابق من هذا العام.
في الوقت ذاته، قال موريسون، اليوم، إن أستراليا لا تزال ملتزمة بحل الدولتين، مُصرحًا بأن: “الأمور لم تكن تسير على ما يرام، ولم يتم تحقيق الكثير من التقدم، ونتوقع نتائج مختلفة”.
وجاء هذا الإعلان غير المتوقع، قبل أيام قليلة من انتخابات تشريعية فرعية ستُجرى في دائرة انتخابية يهيمن عليها اليهود في سيدني.
وأعرب موريسون أيضا أن أستراليا ستعيد النظر في دعمها للاتفاق النووي مع إيران الذي جرى بموجبه تخفيف العقوبات على الجمهورية الإسلامية مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
ومن الناحية الفلسطينية، أثار القرار الأسترالي غضب الفلسطينيين واستنكار المجتمع الدولي، فضلاً عن رفض الفلسطينيين إجراء اتصالات مع الإدارة الأمريكية ورفضها قيام الولايات المتحدة دور الوسيط في عملية السلام.
وفي نفس الصدد، تشير الحكومة الأسترالية إلى أنها تطرح الفكرة بسبب التصويت القادم على قرار الجمعة العامة للأمم المتحدة بشأن السلطة الفلسطينية الذي تترأسه مجموعة الـ 77، وهو تحالف من الدول النامية، القادرة على التفاوض ككتلة واحدة في الأمم المتحدة.
بالإضافة إلى ما قاله المطران جورج براوننج، رئيس شبكة أستراليا للدفاع عن فلسطين: “أول مرة في الحياة السياسية الأسترالية، تحاول فيها الحكومة تعزيز فرصها في الانتخابات الاختيارية عن طريق استخدام السياسة الخارجية”.
وكما كتب محرر صحيفة “جارديان” البريطانية، إيان بلاك، أنه: “من بين جميع القضايا التي تشكل جوهر الصراع الدائم بين إسرائيل وفلسطين، لا قضية حساسية، كقضية القدس ووضعها حيث كانت وما زالت مدينة القدس واقعة في قلب كل الجهود لنشر السلام فيها منذ عقود من الزمن”.
في الإطار ذاته، كتب بلاك يقول إن إعلان ترامب بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس في العام الماضي، هدد بهدم الإجماع الدولي -الطويل الأمد- بصورة مُدمرة وخطيرة.
ومن الواضح أن أستراليا ليست على نفس القدر من أهمية دورها الذي تلعبه في الشرق الأوسط كالولايات المتحدة، لكن هذه الخطوة ستمثل مزيدًا من الضعف لأي جهود دولية.
والجدير بالذكر أنه بمجرد افتتاح السفارة الأمريكية الجديدة في القدس في مايو من هذا العام، قامت احتجاجات، ومظاهرات أسفرت عن مصرع 58 فلسطينيًا وجرح 1.200 في أثناء احتجاجات في غزة.
وإلى جانب نقل الولايات المتحدة سفارتها، كانت جواتيمالا وباراجواي نقلت سفارتهما إلى القدس في مايو، وعلى الرغم من نقل باراجواي سفارتها إلى تل أبيب بعد 3 أشهر فقط، كان رد فعل إسرائيل “انتقاميًا بإغلاق سفارتها في أسونسيون -عاصمة باراجواي- واستدعاء سفيرها.
ومن ناحية موقف إسرائيل حول فكرة نقل السفارة الأسترالية إلى القدس، فهي تشعر بسعادة غامرة إذ غرد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو معربًا عن رضائه وامتنانه التام إلى رئيس الوزراء الأسترالي بمجرد إعلانه، قائلاً له: “سوف نواصل تقوية الصلة والروابط بين إسرائيل وأستراليا”.
أما رئيس الوفد الدبلوماسي الفلسطيني لدى أستراليا، عزة صلاح عبدالهادي، كانت وصفت تعليقات موريسون بأنها “مزعجة للغاية” واستضافت اجتماعًا طارئًا لممثلي 13 سفارة شرق أوسطية في كانبرا، العاصمة الأسترالية، لمناقشة الاقتراح.
وأفادت تقارير بأن إندونيسيا التي تُعد أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان وواحدة من أهم جيران أستراليا، على وشك تعليق صفقة تجارية مع أستراليا عقب تعليقات موريسون، في حين سئل موريسون عن هذه التقارير في البرلمان اليوم الثلاثاء، وأكد أنه ناقش الموضوع مع الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، وأنه مسرور جدًا من الرد الذي تلقاه من الأخير.
وحتى الآن، لا يوجد هناك رد فعل من دونالد ترامب، على الرغم من أنه من المرجح أن يكون سعيدًا من أن أستراليا اتبعت زمام المبادرة.