كيف “تسمع” الحرارة؟ مهارات لا تعرف أنك تملكها
كيف “تسمع” الحرارة؟ مهارات لا تعرف أنك تملكها
ترجمة وإعداد: د.عبدالهادي محمد عبدالهادي
هل يمكن أن نستمع إلى الحرارة؟!
أذناك يمكن أن تكتشفا الفارق بين الماء الساخن والبارد: مهارات لا تعرف أنك تتمتع بها.
تحت هذا العنوان كتب “ديفيد نيلد” مقالا على موقع “ساينس أليرت” يوم الأربعاء 8 مارس 2017م، وفي ما يلي ترجمة -بتصرف- للمقال، مع بعض الهوامش التي وضعتها بين أقواس.
ربما لم تكن تعرف أن لديك قدرة فائقة وممتازة على معرفة الفارق بين المياه الساخنة والباردة الجاريتين من خلال الصوت وحده، إن لم تكن تصدق ذلك فكل ما عليك هو أن تشاهد الفيديو من قناة “توم سكوت” على يوتيوب الذي استضافه “ستيف مولد” والذي يتضمن توضيحا عمليا لتجربة صب المياه الباردة والمياه الساخنة.
من المدهش أنه من السهولة بمكان إدراك وتمييز الفارق بين الحالتين. ما يحدث هو أن عقلك تعلم -لا شعوريا- التقاط الاختلاف بين الصوتين من صب كل المشروبات الساخنة والباردة التي استمعت إليها طوال حياتك. ومن الوارد أن لا تكون قد فكرت في هذه الاختلافات من قبل لكنها موجودة. لكن لماذا تختلف الأصوات؟
يعزى ذلك إلى خاصية لزوجة السوائل (أو سماكتها أو قوامها)، (وهي ظاهرة تنشأ عن قوى الاحتكاك الداخلي بين طبقات السوائل والغازات)، ويمكن بسهولة أن ترى الفارق بين تدفق العسل الدافئ والبارد، لأن المواد الدافئة، أو الساخنة عموما، تنسكب أسرع وتتدفق أسهل لأن لزوجتها أقل من لزوجة السوائل الباردة، لكن لا يمكنك أن ترى ذلك الفارق في حالة المياه بعينيك بينما يمكنك أن تستمع إليه.
سوف تلاحظ في الفيديو أن “ستيف” لا يذهب بعيدا في عرض تفاصيل دقيقة عن حركة الموائع، السوائل والغازات، ولكنه باختصار يؤكد أنه في حالة المياه الباردة تكون اللزوجة أكبر، والقوام أكثر تماسكا، والجزيئات أقل في الطاقة، لذلك تتحرك بسرعة أقل، ولنفس الأسباب يكون صوت التدفق (أو البقبقة) أضعف في المياه الباردة، وكما يفسر علماء مختصون، تنتج عن ذلك أصوات ذات ترددات منخفضة. في المقابل، ينتج جريان جزيئات المياه الأسخن أصواتا ذات ترددات أو نغمات أعلى عند صبها لأسفل في القدح أو في قاع الحمام لأن الجزيئات تتحرك أسرع وأكثر مما تتحرك في حال المياه الباردة.
الطريقة التي تغير بها درجة الحرارة خواص الماء، وكل السوائل عموما، لها تأثير على كل شيء من حولنا من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى ما يجرى داخل الفريزر، لكن العلماء لم يتمكنوا من كشف كل الأسرار الكامنة خلف هذه الظواهر حتى الآن.
لتتحقق من اختلاف الأصوات عد إلى مشاهدة الفيديو المرفق أعلاه، وإذا ما توفرت لك غلاية فيمكن لأي شخص أن يقوم بتلك التجربة البسيطة والممتعة في المنزل.