سياسة

اندبندنت: “داعش” سيهاجم أوروبا.. بمراكب المهاجرين

اندبندت: “داعش” سيتوغل في أوروبا باستغلال مراكب الهجرة غير الشرعية

Isis

الإندبندنت – ليزي ديردن – ترجمة: محمد الصباغ

نشرت الدعاية الإعلامية لتنظيم الدولة الإسلامية خططا مفصلة عن كيفية استخدام ليبيا كقاعدة للفوضى في أوروبا باختطاف مراكب الهجرة التى تعبر المتوسط. وأظهر ذبح 21 قبطيا مصريا على شواطئ ليبيا الأسبوع الماضي أن التنظيم على أعتاب القارة العجوز من جبهة ثانية بعد شهور من القتال على الحدود التركية.

في مقال لأحد داعمي داعش البارزين، الذي زعم أنه متواجد في ليبيا، قال إنها – ليبيا – ”بوابة استراتيجية للدولة الإسلامية“ وأعلن عما اسماه ”التمدد المبارك“ للخلافة في شمال أفريقيا.

و جاء في المقال الذي ترجمته مؤسسة “كويليام لمكافحة التطرف الفكري” أن ” ليبيا تمتلك ساحلا طويلا يطل على الدول الصليبية الجنوبية، التى يمكن الوصول إليها بقارب بدائي وأشار إلى أن أرقام رحلات الهجرة غير الشرعية إلى تلك السواحل كبيرة، وتقدر بحوالي 500 شخص يومياً على أقل تقدير. وحسب بعض هؤلاء المهاجرين فإنه من السهل اختراق نقاط التفتيش البحرية والوصول إلى المدن”.

ويضيف: ”لو تم استغلال ذلك جزئياً وتطويره استراتيجياً، يمكن أن تصل الفوضى إلى جنوب أوروبا. كما يمكن إغلاق خطوط الملاحة البحرية باستهداف السفن والناقلات البحرية الصليبية”.

وزعم المقال أن كم الأسلحة الهائلة التى تمتلكها القوى المتصارعة في الحرب الأهلية الليبية، والتى جلبت عبر السنين من بريطانيا وأمريكا، قد يتم استغلاله مع الممرات الصحراوية الكبيرة في ليبيا والسلاسل الجبلية التى ستصعب من قدرة أي مخابرات أجنبية على الإستطلاع.

ويضيف: ”إخواني. بإذن الله ليبيا هي المفتاح لمصر وتونس والسودان ومالي والجزائر والنيجر أيضاً”.

ويستمر في تحليله: ”هى مركز لما يمكن أن نصل إليه في إفريقيا والمغرب الإسلامي. ولتحقيق هذا الحلم يجب أن نتحرك سريعاً. و لن يفيد في تحقيق ذلك غير الإلتزام الكامل نحو القضية”.

  ويؤكد تشارلي وينتر، الباحث في مؤسسة كويليام الذي كتب التقرير، أن المقال يجب أن يتم التعامل معه كـ”دعاية غير رسمية“، ولا يمكن أخذه كأمر واقع، ورغم ذلك هو يقدم نظرة لطريقة تفكير الدولة الإسلامية.

ويضيف أن المقال كُتب باللغة العربية ونُشر في يناير، ومن الواضح أن موجه إلى مؤيدي التنظيم أكثر من إخافة القوى الغربية. ولوحظ في الشهور الأخيرة بالفعل ارتفاع في أعداد المهاجرين الهاربين من الفوضى في ليبيا. وسجلت إيطاليا 2490 شخصاً هبطوا إلى شواطئها منذ الأحد.

أحذية أحد المهاجرين غير الشرعيين عقب غرق قاربهم في أغسطس الماضي

وتخشى السلطات الإيطالية أن يستولى الجهاديون على تلك التجارة، بقصد الهجرة غير الشرعية، و يعتبرونها مصدرا للدخل بجانب نشر الإرهاب.

يقول مهاجرون في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية إن العاملين في مجال الهجرة غير الشرعية أجبروهم على مغادرة ليبيا بسبب مخاوف من إجبار داعش لهم على الإنضمام لصفوفها. ويقول عامل إغاثة: ”يحاول منظمو عملية الهجرة إخراجهم قبل حدوث ذلك”.

وقال وزير الخارجية الإيطالي، باولو جينتيلوني، عقب سيطرة الدولة الإسلامية على أجزاء من الساحل الليبي إن ايطاليا ستكون جاهزة لقتال الجهاديين في ليبيا، في حين خرج رئيس الوزراء ليتراجع في هذا الحديث.

لم يلحظ كثيرون التوسع الكبير والمكاسب التى حققها تنظيم الدولة الإسلامية العام الماضي في ليبيا التى مزقتها الحرب ووضع موطأ له في مدينة درنة الساحلية ومدن سرت والنوفلية. وتعاني الدولة من الإضطرابات بسبب المليشيات المتقاتلة والحكومات المتصارعة على السلطة عقب الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011 خلال الربيع العربي.

 يبدو أن الدولة الإسلامية استغلت الفرصة في تلك الدولة، ووحدت مجموعات مسلحة متطرفة إسلامية تحت رايتها، وجندت الجهاديين المتنافسين ووردت أنباء عن إرسال أكبر عناصرها إلى ليبيا مثل القائد السابق لمحافظة الأنبار العراقية، أبو نبيل الأنباري، من أجل الدعم.

ازدادت مكاسب التنظيم في العام الماضي بتسارع المجموعات الإسلامية الأخرى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى التحالف معه بإعلان البيعة وتغيير أسمائهم.

وانتشرت أيدولوجية التنظيم بسرعة أكبر من نشأتها في العراق مع إعلان الولاء الذي خرج من جماعات إرهابية في كل من مصر، وغزة والسعودية والأردن ولبنان وتونس واليمن والآن ليبيا. ويطلق مرتكبو جريمة الذبح في ليبيا على أنفسهم ولاية طرابلس التابعة للدولة الإسلامية.

و قبل أيام من بث التنظيم لفيديو ذبح المصريين، حذر رئيس وزراء ليبيا السابق على زيدان من أن التنظيم قد يصل سريعاً إلى المتوسط وأوروبا لو لم يتم القضاء عليه في ليبيا. وقال: ”تنظيم الدولة الإسلامية يتوسع، هم في كل مكان”.

ويضيف: ”في ليبيا، ما زال الموقف تحت السيطرة. لو تركنا الأمر لشهر واحد أو اثنين لا أعتقد أنه يمكننا السيطرة عليه. ستكون هناك حرب كبيرة في البلاد وفي أوروبا أيضاً”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى