كيف تتجاوز شعورك بـ “عدم الأمان”
ترجمة: فاطمة لطفي
قد تساعدك هذه الدراسة الجديدة في مقاومة شعورك بعدم الأمان، وربما في التغلب عليه تمامًا.
ينبع الشعور بعدم بالأمان من مصادر عدة، بعضها حقيقية وأخرى تخيلية. ربما تشعر بعدم الثقة إذا ما كان الآخرون يحبونك أم لا، أو إذا كنت ستحتفظ بوظيفتك أم لا. ربما تكون شخصًا غير آمن ومُتداعٍ بشكل عام. وسواء كان شعورك بالتداعي وعدم الأمان مبني على أسس حقيقية أو لا، يمكن لهذا الشعور أن يعجزك في حياتك إذا لم تستطع التعامل معه.
تقدم لك هذه الدراسة البحثية التي أجراها كل من، ون جيه يوان وليو وانج، من جامعة بكين، خطوة بسيطة لمقاومة الشعور بعدم الأمان وتنحيته بعيدًا عن طريق سعادتك ومنعه من التأثير سلبًا على صحتك العقلية والنفسية.
حسب الدراسة، هناك أشكال محددة للشعور بعدم الأمان، التي من شأنها الإضرار بصحتك النفسية والعقلية. يعرّف الباحثون “انعدام الأمان في الحياة عمومًا” بأنه مخاوف نفسية متفرقة حول جميع الجوانب المتعلقة بالأمان في جميع نواحي الحياة، وليست مقتصرة على انعدام الأمان بشأن العمل والطعام والأمور الإقتصادية، الصحة والدواء.
ما يحرك هذا الشعور بداخلك هو الخوف من الخسارة أو إحتمالية الخسارة. لذا الطريقة السهلة لوضع حد لهذا الخوف والقلق، هو زيادة معدلات التفاؤل لديك. عندما تكن متفائلًا، ستتعامل مع الأحداث التي يمكن أن تحمل تبعات وجوانب سلبية بطريقة ستسهم في خفض شعورك بالتهديد والخطر. من خلال رؤية أن هذه الأحداث تحركها عوامل خارجية لا يد لك فيها، وأن الأمور مهما ساءت ستتحول للأفضل.
للتفاؤل منافع على صحتك العقلية والنفسية، ويزعم الباحثون أن المتفائلين ليسوا فقط أكثر سعادة وأقل قلقًا، لكن أيضًا أفضل في التعامل مع الضغوط. يتحول تفاؤلهم ليصبح مصدرًا يعتمدوا عليه في الأوقات الصعبة.
ولاختبار العلاقة بين انعدام الأمان والتفاؤل والصحة النفسية، أجرى الباحثون الدراسة على 209 شخصًا (52 منهم ذكور، بمتوسط عمر 29 عامًا). وعمل الباحثون على قياس إذا ما كان المشاركون شعروا بعدم الأمان عمومًا في “ظروف إجتماعية حالية”، أو “أثنء سيرهم في الشوارع أحيانًا”، أو أرادوا “الهروب” بسبب شعورهم بالتهديد.
ووجدوا أن النظرة التفاؤلية تلعب دورًا في خفض تأثير الشعور بالقلق وانعدام الأمان على الصحة النفسية والعقلية، وأن الأشخاص الذين يعمدون إلى استخدام صفات خارجية، غير التي توجههم نحو القلق بداخلهم، يمكنهم مواجهة المواقف التي تجعلهم يشعرون بالتهديد وعدم الأمان من خلال اعتمادهم على التفاؤل. يمكنك استخلاص من ذلك، أنه من الجيد أن تصبح متفاؤلًا، طالما أنك من أصحاب مبدأ ” انظر لنصف الكوب الممتلئ”.
على سبيل المثال إذا كنت تستعد لمقابلة عمل جديدة، أو موعد عاطفي، وإذا كنت شخص يشعر بعدم الأمان والخوف، يمكن لموقف مشابه أن يشعرك بالقلق حول كيف ستتعامل مع الأمر. في هذه المواقف من الأفضل أن تتبنى إتجاهًا تفاؤليًا لأنه سيجعلك تبدو أكثر ثقة في نفسك وبالتالي ستجذب الطرف الآخر إليك. يمكنك أن تفكر في بداخلك المرات التي سمحت فيها للخوف بالتأثير عليك وكيف كان وقع ذلك سيئًا.
يقول الباحثون أنه بدًلا من تفكر في داخلك في فشلك في مرات سابقة، حاول أن تجد شخصًا أو شيئًا آخر لتلقي اللوم عليه. أن الجو كان سيئًا مثلًا، وأن الشخص الآخر لم يكن حكيمًا كفاية، المهم أن تصل في نهاية المطاف أنه لم يكن خطأك. في هذه اللحظة.
من الهام أن تحاول تغير رؤيتك للموقف والأمور، وأن تكون أكثر تفاؤلًا وإشراقًا، سيساعد ذلك في تقليل أثر الضغوط عليك.