الحادث أدى إلى مقتل 10 أشخاص وإصابة 15 آخرين
أثارت الأفعال الهادئة لأحد ضباط الشرطة- الذي ألقى القبض على المشتبه به في تنفيذ حادث دهس بتورنتو، أكبر مدن كندا، دون أن يطلق رصاصة واحدة عليه- المديح وفي بعض الأوساط، الدهشة.
أمس في تورنتو، اعتلت الشاحنة حاجز الرصيف ودهست المشاة ثم فرت من الموقع عند تقاطع طرق مزدحم شمالي المدينة الكندية، ما أدى إلى مقتل 10 أشخاص وإصابة 15 آخرين، وأعلنت الشرطة أن المشتبه به يدعى أليك ميناسيان، 25 عاما.
رد فعل الضابط الذي ألقى القبض على ميناسيان يبدو أنه لم يكن مألوفا للكثيرين، ففي فيديو من مكان الحادث، ظهر المشبه فيه ميانسيان يشير بشيء ناحية الضابط وصاح فيه قائلا “اقتلني”، لكن الضابط قال له “انبطح” وحينما قال له ميانسيان إن بحوزته مسدسا، أجابه الضابط “أنا لا أهتم.. انبطح”، بعد ذلك شوهد ميانسيان يستجيب الضباط، الذي قبض عليه.
وبحسب تقرير نشرته شبكة “بي بي سي” البريطانية، كثيرون في أمريكا الشمالية يتساءلون كيف لم يمت المشتبه به في نهاية المطاف برصاص الشرطة، فيما يتناقض مع الحوادث التي وقعت في الولايات المتحدة إذ أطلقت الشرطة النار على أشخاص غير مسلحين وقتلتهم.
وقال أحد الأكايميين بالولايات المتحدة لـ”بي بي سي” إن الضباط كان عليه “واجب” قتل المشتبه به، إذا كان الشيء الذي يشير به سلاحا.
وفي السياق نفسه، أكد قائد شرطة تورونتو مارك سوندرز، للصحفيين، أن الضابط قام “بعمل رائع” لفهم “الظروف والبيئة” والتوصل إلى “حل سلمي”، لافتا إلى أن الشرطة في المدينة “تلقنت استخدام أقل قدر ممكن من القوة في أي وضع”.
وخلال حديثه لصحيفة “جلوب آند ميل”، نعت مايك ماكورماك، رئيس رابطة شرطة تورنتو، الضابط بـ”البطل”، مشيرا إلى أنه كان بإمكانه تبرير إطلاق النار.
وأضاف ماكورماك: “الضابط نظر إلى ما يجري وقرر أنه يستطيع التعامل معه بالطريقة التي فعلها”، موضحا أنه عندما تحدث مع الضابط قال له: “لقد قمت بعملي. ما قمت به لم يكن شيئا عظيما، لكن انظر إلى هؤلاء الناس البائسين”.
ومن جانبه، مدح وزير الأمن العام الكندي رالف جوديل رد الشرطي “الشجاع والمهني”.
لم تتوقف سلسلة الإشادات عند هذا الحد، إذ أثنى البعض على مواقع التواصل الاجتماعي بالتزام الضابط بـ”ضبط النفس”، في حين سلط آخرون مثل المؤلف فييت ثانه نغوين الضوء على التناقض الواضح مع سلوك بعض أفراد الشرطة الأمريكية.
وذكر ميشيل ليمان، أستاذ إدارة العدالة الجنائية في جامعة كولومبيا في ولاية ميزوري الأمريكية لـ”بي بي سي”، أن الضابط ربما كان عليه “واجب” قتل المشتبه به، متابعا: “بافتراض أن المعتدي كان يحمل سلاحا وأشار به نحو الضباط، فالأمر يتعلق بأن الضابط لم يتعامل مع المشبه فيه بالقوة المفرطة”.
وقال ليمان إن الضابط ربما لم يفتح النار بدافع الخوف من النقد العام بعد الحدث، وأردف قائلا: “الناس ماتوا نتيجة لأفعال المشتبه به. هل يمكننا أن نفترض أن الضابط كان يعلم ذلك؟ إذا كان الأمر كذلك، فإن هذا يغير الأمور قليلاً إذ يكون مستوى التهديد العام أعلى. في ظل هذا الظرف يبدو أن الضابط لديه “واجب” للرد بقوة المفرطة، على افتراض أن ما كان يحمله هو سلاح ناري”.
وفي محاولة تهدف إلى تحليل رد فعل الضابط، رجح البروفيسور ويليام تيريل من كلية علم الجريمة والعدالة الجنائية بجامعة ولاية أريزونا، أن يكون الضابط قد رأى أن الشيء الذي يمسكه المشتبه به لا يشكل تهديدًا.
وتابع تيريل: “من الممكن أن الضابط اعتقد أن الشيء الموجود في يد الشخص لم يكن مسدسًا أو مسدسًا حقيقيًا، إن حقيقة ترك الضابط غطاء سيارته وتعريض نفسه للعراء يعزز هذا الافتراض”.
وأضاف: “من الممكن أيضا أن يكون الضابط قد أدرك وقوع حادث انتحار على يد شرطي، واختار آلا يتعامل بالقوة المفرطة، والخيار الوحيد المتبقي الذي يمكنني أن أفترضه هو أن الضابط قد تجمد”.
لكن ديفيد كلينجر، أستاذ علم الجريمة والعدالة الجنائية في جامعة ميسوري-سانت لويس، رأى أن الفيديو لم يُظهر تفاصيل كافية لتقييم واضح لأفعال الضابط.
وقال: “إذا تمكن الشرطي من رؤية ما كان في يد المشتبه به بوضوح، وأنه لم يكن مسدسًا ، فهذه مسألة بسيطة لرجل شرطة أن يقوم بواجبه بشكل صحيح”.
اقرأ أيضا: تحقيقات حول مقتل وإصابة العشرات في هجو بالدهس في تورنتو