سياسة

“أحلام رشا وهالة: هل نجونا من النار؟

 

(تحذير: بعض الصور مؤلمة)

أحلام ورشا وهالة ، ثلاث فلسطينيات في مستشفيات القاهرة، هل نجون من نار الحرب التي أحرقت أجسادهن؟

 

 

هالة بعد أسبوع من العلاج
هالة بعد أسبوع من العلاج

 

كتبت ـ منة حسام الدين:

داخل أحد عنابر مستشفى أحمد ماهر التعليمي تتجاور أسرتهن، وقد وحدتهن المعاناة وويلات الحرب وألم الإصابة.

رشا، وأحلام، وهالة، ثلاث فتيات فلسطينيات، أعمارهن مختلفة، لكن إصابتهن واحدة، حروق تغطي أجزاء كبيرة من الجسد نتيجة سقوط الصواريخ الإسرائيلية على منازلهن في أحياء متفرقة من قطاع غزة.

منذ أسبوع أو أكثر قليلاً، جاءت الفتيات إلى مصر للعلاج، صعوبات وآلام شعرن بها، لكن في المقابل لم تنتهِ الأحلام، فعلى الرغم من ابتعاد “رشا” ذات الحادية والعشرين عاماً عن أسرتها ووجودها في القاهرة برفقة والدها فقط، إلا أنها تمنت البقاء طويلاً في مصر

1560773_567751443347274_114760746664955119_n
رشا
تصوير: آخرون

.

“رشا” تمنت أن تتمكن من البقاء في مصر لسببين ، الأول تمضية فترة النقاهة التي تتطلب التغيير الجيد والمستمر على   الحروق، والثاني للتعرف على معالم البلد، وتقول:” من أيام كتبوا خروج للطفلة حلا (4 أشهر) ولما أهلها حبوا يقعدوا في فندق لتتابع البنت تغيير الحروق والنقاهة جالهم الفجر اتصال بيطالبهم يطلعوا فوراً على المعبر للرحيل دون الاهتمام بحالة الطفلة “.

“حكولي الناس إللي بيزوروني عن الكورنيش ووسط البلد وأماكن كتير في مصر نفسي اشوفها قبل ما أرجع على غزة”، تضيف “رشا” الفتاة الشابة التي تجلس لساعات في نقاش مع زائرات العنبر لتتعرف منهن على أهم ما تشتهر به القاهرة وأبرز الاماكن ولتطلع الزائرات في المقابل على المواقف التي تصنفها بالـ”كوميدية” والتي تحدث معها في المستشفى:” عندكم في مصرالستات صوتها عالي أوي، وكل شوية اسمعهم يقولوا يا خرابي يا خرابي”.

10519530_567670036688748_1274507595391477093_n
حلا
تصوير: آخرون

على السرير الملاصق لسرير “رشا”، ترقد  الطفلة “أحلام” ذات الثالاثة عشر عاما والتي تعاني من أكبر نسبة حروق مقارنة بباقِي الفلسطينيات المحتجزات في عنبر حروق مستشفى “أحمد ماهر”.

“أحلام” التي لا يستطيع الزائر تحديد ملامحها بسهولة لتمكن النيران من كافة أجزاء وجهها،  تقاوم وتضحك دائماً لتكشف عن عينيها الخضراوتين اللامعتين اللتين تميزاها عن باق المتواجدات، و ربما هي الوسيلة الوحيدة التي تجعل من يزورها يهدأ من روعه عند مشاهدة آثار الحروق عليها.

“لاحظت أن الكبار والصغار في مصر كلهم معاهم جوالات، إحنا عنا ممنوع الصغار بس لما الواحد يروح عالجامعة”، تحكي “أحلام” بعفوية لواحدة من الفتيات اللاتي قدمن لزيارتها وتؤكد أن حلمها هو أن يسمح لها والدها بالحصول على جوال.

“أحلام” رغم صغر سنها إلا أنها تتمتع بحكمة بالغة، فترد على من يعرص عليها شراء جوال لها لتحقيق حلمها:” إحنا مابدنا نعذبكم ونتعبكم، أنا بس كنت بقول إللي لاحظته من أول ماجيت على مصر”.

10513385_567751390013946_2285086987916578196_n
هالة
تصوير: آخرون

وسط عدد كبير من الزائرات اللاتي يحرصن على التخفيف عن الطفلة “هالة” ذات الست سنوات، خرجت الطفلة لتعلن عن أمنيتها :” نفسي في خاتم زهري”، أمنية وصفتها واحدة من المتواجدات حولها قائلة:” رغم كل ما تعاني منه هالة إلا أن البنت تظل بنتا لا تتغير أحلامها  .

“هالة” تربطها صلات قرابة مع “أحلام” ، كما تجمعهما معاناة واحدة تتلخص في استشهاد والدتيها.

“هالة” التي أصبحت تخشى الكلام بصوت عال وتطالب دائماً باستمرار الزيارات التي تتلقاها والهدايا التي تحصل عليها، تحلم أيضاً برؤية والدتها، لكنه سيظل الحلم الوحيد الذي لن تتمكن من تحقيقه، حسبما تقول المرافقة لها:” هالة مابتعرف أن أمها استشهدت، طوال الوقت بتسأل عليها ومابعرف إمتى هنقولها؟”.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى