منوعات

لاجئون سوريون يبيعون أجسادهم لنساء من أجل المال

“سيريان ديبلي”: كويتية تتزوج لاجئا سوريا بهدف الجنس وسعودية تستغل آخر لإنجاب طفل

تشير العديد من التقارير الدولية إلى الاستغلال الجنسي، وإن كان تحت مسمى الزواج، الذي تتعرض له النساء السوريات اللاتي اضطررن للجوء إلى دول أخرى، لا سيما تركيا، أملا في البحث عن حياة جديدة دون قصف أو دماء.

لكن يبدو أن السوريات ليس وحدهن من يعانين، إذ رصدت صحيفة “سيريان ديبلي” الأمريكية لجوء رجال سوريين لبيع أنفسهم في إطار الزواج من نساء بجنسيات متنوعة رغبا في الحصول على ما يكفي من المال للإنفاق على أنفسهم وأسرهم، وتحدثت مع اثنين منهما أكدا أنهما يعرفان حالات كثيرة مماثلة.

 لكن الصحيفة أشارت إلى أن غياب البيانات الموثوق فيها يعني أن جحم هذا الاتجاه لا يزال غير واضح إلى حد كبير، لافتة إلى أن قصص هؤلاء الرجال تسلط الضوء على التدابير المتطرفة التي يتخذها اللاجئون السوريون من أجل البقاء على قيد الحياة نتيجة الحرب التي أدت إلى تشريد أكثر من 5 ملايين شخص منذ عام 2011.

باع جسده لامرأة كويتية

لمدة عامين، عاش اللاجئ السوري علاء، 33 عاما، في “بدروم” بإسطنبول مع والدته وشقيقته، وباعتباره الممول الرئيسي للأسرة، تعين عليه العمل في مطعم “نادل” لمدة 12 ساعة يوميا لدفع الإيجار والفواتير.

لكن علاء، الذي عاش في تركيا منذ مغادرته دمشق قبل نحو 4 سنوات، قال إنه لم يتمكن من كسب المال الكافي لنقل أسرته بشكل غير شرعي إلى أوروبا، وبحث عن وسيلة أخرى لجمع المال، ليصل به التشاؤم في النهاية إلى أن يبيع نفسه للزواج من امرأة كويتية.

وقال علاء (اسم مستعار): “لم أعتقد مطلقا أن يوما ما سأضطر لبيع جسدي إلى امرأة لا أحبها، امرأة لا أشعر ناحيتها بالانجذاب، لكن لم يكن لدي خيارا آخر”.

قصة علاء بدأت بمقابلة عروسه، 45 عاما، خلال مزاولة عمله في مطعم بمنطقة السلطان أحمد الشعبية، حيث كانت عادة ما تتردد وأسرتها على المطعم.

“في المساء طلبوا مني الانضمام لهم لتناول وجبة بعد عملي، تصورت أنهم لطفاء” هذا ما قاله علاء، مضيفا: “لكن عندما طلبوا مني الزواج من ابنتهم مقابل المال انفجرت في نوبة من الضحك”.

تزوجته بهدف الجنس

وبعد عرض الزواج الأولي، تجنبت الأسرة زيارة المطعم لمدة ثلاثة أيام، وعندما عادوا، كان علاء قد اتخذ قراره، وتوصلوا إلى اتفاق تدفع الأسرة بمقتضاه 10 آلاف دولار لعلاء، ما سيساعد على تغطية تكلفة تهريب أسرته إلى أوروبا، واتفقوا أيضا على دفع مبلغ إضافي قدره 500 دولار في الشهر، وهو ما سيستخدمه لتغطية الإيجار لوالدته وشقيقته.

لكن عائلة العروس كان لها شرطا وحيدا، أن “مبلغ 10 آلاف دولار سوف يدفع للعريس بالكامل في السنة الثانية من الزواج”، لضمان”ولائه” لزوجته.

وعن السبب المرجح لاختيار عروسه الزواج بهذه الطريقة، ذكر علاء أنه يعتقد أنها ليس لديها فرصة للزواج من رجل من الخليج، وذلك جزئيا بسبب سنها، مشيرا إلى أن الزواج بالنسبة لزوجته كان يتمحور أكثر حول الجنس، وفي الثقافات المحافظة يحظر ممارسة الجنس خارج إطار الزواج.

زواج أشبه بالعبودية

وبعد احتفالية صغيرة، انتقل العروسان إلى مجمع سكني “فاخر” في إسطنبول، لتكون هذه المرة الأولى منذ سنوات التي يعيش علاء في مكان مضاء بأشعة الشمس الطبيعية، لكن يبدو أن فرحته لم تكتمل إذ قال: “كنت سعيدا في هذا المنزل الجديد، لكن لسوء الحظ زوجتي عاملتني كما لو كنت شيئا اشترته. زواجي كان أشبه بالعبودية”.

لكن الأمور لم تستمر على هذا المنوال بل ازدادت سوءا، وأوضح علاء أن عائلة زوجته لم تتمم الاتفاق وبعد الزواج أرجأت أو عطلت دفع مستحقاته كل شهر، ما أجبره في النهاية على ترك منزل زوجته ليهدد بعدم العودة إن لم يتم الدفع، وبدلا من الانصياع لطلباته تقدمت الزوجة بطلب طلاق رافضة دفع المبلغ المتفق عليه.

وعبر علاء عن حسرته قائلا: “شعرت بالخزي لأنني قضيت عاما دون ادخار أي أموال في النهاية. ووجدت زوجتي السابقة تزوجت من سوري آخر سريعا بعد طلاقنا”.

ورغم قسوة قصة علاء، لكن يبدو أنها لم تكن بقدر مرارة معاناة أحمد، 30 عاما، الذي عاش في إسطنبول منذ مغادرته دمشق قبل عامين ونصف، لتعرض عليه جارته “أم أحمد” الزواج من خليجية ثرية.

زواج يتحول إلى سجن

ووفقًا لأحمد “اسم مستعار”، فإن أم محمد لاجئة سورية تتلقي عمولة حوالي ألف دولار على كل زيجة، وهي معروفة في المنطقة بأنها تزوج السوريين مقابل عمولة أقل من 400 دولار لأن اللاجئين السوريين في تركيا لا يمكنهم دفع أكثر من ذلك.

“أنها مثل عمدة السوريين في منطقتنا” هذا ما قاله أحمد، مشيرا إلى أنه في البداية رفض عرضها، لكن حينما ساءت حالته المادية لعدم إيجاد وظيفة اضطر للقبول وتزوج من المرأة السعودية، 37 عاما.

ولم يبلغ أحمد عائلته بزواجه، إذ قرر اعتبار الزواج كوظيفة.

وقبل الزواج، اتفقوا على أن أسرة الزوجة ستدفع له مصاريف معيشته إضافة إلى مبلغ 700 دولار شهريا، يرسل نصفه إلى سوريا، لكن المقابل تحولت حياته إلى سجن.

“زوجتي لم تسمح لي بترك المنزل على الإطلاق، وكانت تهدد بطردي إن فعلت هذا” هذا ما أكده أحمد، مضيفا: “لم يكن في إمكاني الحصول على وظيفة أو الاتصال بالأصدقاء، فحياتي كانت تدور حول خدمتها، وليس شخصا آخر”.

سعادة لم تكتمل

وبمجرد علمه بحمل زوجته غمرته الفرحة وعزم على البقاء معها رغم معاناته الشديدة، لأن والديه كانا مطلقين ولم يكن يريد أن يكبر طفله في أسرة مفككة.

ويبدو أن القدر أراد إضافة مزيد من المعاناة على حياة أحمد، فقبل شهر من موعد الولادة، غادرت الزوجة إلى أوروبا لتضع طفلها هناك متمنية أن يحصل الصغير على جواز سفر أجنبي، إذ لم يكن مؤهلا للحصول على الجنسية السعودية لأن قوانين المملكة تجعل من الصعب على النساء المتزوجات من غير المواطنين السعوديين أن يحمل أبناؤهم الجنسية.

“زوجتي أنجبت أحمد واتصلت بي بعد فترة وجيزة لتقول لي أنها تقدمت بطلب للطلاق وأن السبب الوحيد الذي دفعها للزواج مني هو الحمل” هذا ما أوضحه أحمد، لافتا إلى أنه لم يسمع عن زوجته أو طفله منذ ذلك الحين.

وختم بقوله: “أعرف الكثير من الشباب السوريين الذين تزوجوا بنفس الطريقة التي فعلتها، لكنني أعتقد أن حظي أسوأ منهم، إذ لم يحظر عليهم رؤية طفلهم مثلي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى