أخبارسياسة

سامح شكري لـ”CNN”: لهذا منعنا المراسلين..ولأديب: لم أنتبه “للغة جسد” المذيعة

سامح شكري في حوار مع “CNN” حول هجوم مسجد الروضة في شمال سيناء

زحمة- سي إن إن

أجرت شبكة “CNN” الإخباريّة الأمريكيّة حوارًا مع وزير الخارجيّة سامح شكري مساء أمس الإثنين تناول هجوم مسجد الروضة بمدينة بئر العبد الذي أسفر عن مقتل 305 مصلين، بينهم 27 طفلا، و128 مصابا في الهجوم الذي وقع الجمعة الماضيّة.

وجاء الحوار عقب هجوم المتحدّث باسم الخارجيّة، أحمد أبوزيد، في تغريدة عبر حسابه على موقع “تويتر” أمس الإثنين على الشبكة الإخباريّة، استنكر فيها تغطيتها لهجوم مسجد الروضة إذ كتب ” كالمعتاد كانت تغطية سي إن إن مؤسفة لمأساة سيناء اليوم. فالمذيع كان مهتمًا بوصول المراسلين لسيناء أكثر من اهتمامه بمن فقدوا حياتهم”.

واستفسرت “كريستيان أمانبور” عن موقف الخارجية من التغريدة، وقال شكري “ندعم حرية الصحافة المحليّة والعالميّة لكن سيناء منطقة نزاعات وعمليات عسكريّة. ويستهدف الإرهابيون أفرادا من جنسيات أجنبيّة إلى جانب المصريين بهدف إرهابهم وترويعهم”.

وأضاف شكري “حرية الصحافة محل قبول دائما لدينا لكن في ظل هذه الظروف تحديدًا، وفي ما يتعلق بالهجوم الأخير، القضية تتعلق بالمجزرة والذين خسروا أرواحهم من رجال وأطفال ومن فقدوا أحبتهم في هذا الهجوم الإرهابيّ وتأثير ذلك على المجتمع ومصر بأكملها. نحن في حالة حداد ولنا الحق في الحداد على أرواح الضحايا”.

ومن ناحية أخرى، أكد شكري أن الحكومة “تبذل قصارى جهدها لحماية مواطنيها”، مضيفا أن القاهرة كانت حذرت من تدفق متزايد للمقاتلين العائدين من مناطق القتال في صفوف داعش بسوريا والعراق.

ورفض الانتقادات الموجهة لأداء الحكومة في التعامل مع الإرهاب “الحكومة تقوم بكل ما بوسعها لحماية مواطنيها في سيناء وخارجها، وقد رأينا تزايدا عالميا في ضرب ما يعرف بـ’الأهداف الهشة‘ أي الأهداف المدنية وغير العسكرية واستهداف المدنيين الأبرياء.”

وقال شكري، ردا على سؤال حول آخر المعلومات حول منفذي الهجوم “ما زلنا في مرحلة جمع المعلومات حول هذا الهجوم المروع والحكومة سبق أن استهدفت عدة مواقع في سيناء يحتمل أن فيها نشاطات أو تجمعات إرهابية وسنواصل العمل على التحقيق وكشف المجموعات المسؤولة وضرب وجودها في سيناء.”

وحول رأيه في تأخر صدور بيان لإعلان المسؤولية عن الهجوم قال شكري: “عادة تصدر بيانات إعلان مسؤولية، وعلينا التنبه إلى أن حجم الهجوم وعدد الضحايا وسقوطهم خلال أداء الصلاة والعدد المرتفع للضحايا من الأطفال قد ترك أثرا عميقا ليس في مصر فحسب بل وحول العالم بسبب الوحشية وانعدام الإنسانية لدى أولئك القتلة وهذا لن يجلب لهم إلا العقاب القاسي وسط غياب لأي شكل من أشكال التقبل أو التبرير لتصرف مروع من هذا النوع.”

وردا على سؤال لـCNN حول كيفية سقوط هذا العدد المرتفع من الضحايا قال الوزير المصري: “التحقيق الأولي أشار إلى وقوع بعض التفجيرات داخل المسجد ما دفع الناس إلى الفرار خارجه ليجدوا أنفسهم محاطين بمسلحين عمدوا لإطلاق النار عليهم بكثافة وهذا أدى لهذا العدد المرتفع من الضحايا”.

وأضاف: “هذه قضية بحاجة للمعالجة من منظور أنه ما من حكومة بوسعها حماية كل مواطن على حدة ولكن عليها القيام بكل ما يلزم للقضاء على التهديدات الإرهابية عبر استخدام قدراتنا الاستخبارية الخاصة من جهة، وكذلك عبر مساعدة شركائنا في المجتمع الدولي من جهة أخرى، وهذا أمر مهم جدا وعلى صلة بالحرب الشاملة التي يخوضها العالم ضد الإرهاب، فهذا أمر لا يمكن لدولة القيام به بمفردها بل يجب أن يكون هناك جهد مشترك من المجتمع الدولي.”

وعن تزامن العملية والتصعيد في سيناء مع إعلان دول غربية وعربية القضاء على داعش برر شكري ذلك بالقول: “لقد حذرنا في العديد من المناسبات أنه بموازاة نجاح المجتمع الدولي في طرد داعش ودحره بالعراق وسوريا فهناك احتمال كبير لتسلل بعض المقاتلين العائدين من تلك المناطق إلى أجزاء أخرى من المنطقة مثل مصر وليبيا ودول جنوب الصحراء الأفريقية وأظن أن هذه التحذيرات كانت مبررة ونحن نرى تزايدا في أعداد المقاتلين الذين يدخلون الحدود ويعودون من مناطق النزاع الحالية في العراق وسوريا ويتوجهون إلى مناطق بأفريقيا.”

وعلى صعيد متصل، أجرى الإعلامي عمرو أديب اتصالًا هاتفيًا مع شكري تناول حواره مع الشبكة الإمريكيّة موضحًا أن التغطية الإخباريّة يجب أن تكون عن الضحايا الأبرياء وليس عن شئ آخر “هذا يجب أن يكون تركيز العالم والمجتمع الدوليّ لدعم مصر في حربها على الإرهاب” ووجه انتقادا مباشرا لتقارير تناولت الهجوم من صحيفة الجارديان الربريطانيّة وواشنطن بوست الأمريكيّة وغيرها. إذ إننا نرصد تناول غير سليم وموجه”. 

وردًا على تساؤل أديب جاء فيه أن لغة جسد المذيعة الأمريكيّة أشارت إلى أنها لم تكن “سعيدة” في حوارها مع وزير الخارجيّة، قال شكري إنه لم ينتبه إلى ذلك لكونه كان يجري الحوار أمام كاميرا وليس أمامها، وأوضح أن لهجتها كانت مقبولة ولم يكن فيها تجاوز.

وعن موقف الخارجيّة من تصريحات وزيرة المساواة الاجتماعيّة جيلا جملئيل، التي قالت في حوار مع مجلة إسرائيليّة الأسبوع الماضي إنه إن لم يبق خيار إلا إقامة دولة فلسطينية، فلن يتم ذللك إلا في سيناء. قال شكري “نرفض أي تناول للشأن المصريّ أو الحديث عن أراض مصريّة من أي جهة أيا كانت. ولا نقبل أي انتقاص من سيادة مصر على أراضيها وخاصة سيناء التي ارتوت بدماء المصريين دفاعًا عنها” وأضاف “لن يتم التنازل عن سيناء أو التعدّي عليها من أحد”.

وأوضح أنه لم يتم استدعاء السفير الإسرائيليّ وإنما جاء بناء على رغبته. وأكد أن الخارجيّة أعربت عن موقفها من التصريحات في وقت صدورها الأسبوع الماضي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى