منوعات

ماذا نتعلم من فقد أحبتنا؟

جزء من عملية الشفاء هو التحدث عن الذكريات

 

psychologytoday – كارن أوستين جيرزبرج

ترجمة وإعداد- غادة قدري

كتبت  كارن أوستين جيرزبرج مقالًا  في موقع psychologytoday  المتخصص في حل المشاكل النفسية، عرضت خلاله كيفية خروجها من أزمتها النفسية بعد أن فقدت أشخاص مهمين في عائلتها في وقت قصير، نعرض لكم المقال في الآتي:

 

إنها ليست أقوى الأنواع، ولا أكثرها ذكاًء كي تعيش، ولكن لديها قدرة على التكيف مع التغير ..تشارلز داروين

في عام 1938، بدأت جامعة هارفارد مشروعًا طوليًا يسمى “دراسة جرانت” . مازالت الدراسة مستمرة منذ ما يقرب من 80 عامًا، حيث تم إخضاع 268 من الطلاب الجامعيين للدراسة، وذريتهم في محاولة لتحديد العوامل التي تسهم بشكل أقوى في ازدهار الإنسان.

جورج فايلانت، الذي أشرف على الدراسة لمدة ثلاثة عقود، قال: “إن خمسة وسبعين سنة وعشرين مليون دولار أنفقت على منحة الدراسة  أدت إلى استنتاج مباشر من بضع كلماتالسعادة هي الحب”

نتعلم من هذه الدراسة وأبحاث أخرى أن رقم واحد في مؤشر السعادة هو الوقت الجيد الذي نقضيه مع الأشخاص الذين يبادلوننا ونبادلهم الحب والرعاية، الروابط العميقة مهمة للغاية، ووفقا لدراسة جامعة هارفارد، فإن تلك الروابط العميقة إن لم تتوفر في الأب والأم والأخوة فإن العلاقات الجيدة مع أشخاص آخرين تعطي دفعة نحو الأمام، وينبغي توضيح أن تلك الروابط العميقة ليس المقصود بها العلاقات الفيزيائية.

كيف يمكننا المضي قدما دون أحبائنا؟

في نيسان/ أبريل الماضي فقدت شقيقي البالغ من العمر 55 عامًا في أعقاب حادث مميت، بعد أربعة أشهر وفي نهاية أغسطس توفيت والدتي  في عمر 83 عامًا، وكان والدي قد توفي منذ 11 عامًا، وهكذا فقد فقدتهم على الرغم من مضاعفات الشيخوخة التي عانوا منها.

من الطبيعي أن نحزن لكن علينا أن نحرص على أنفسنا ونتمسك بذكرى أولئك الذين أحببناهم وفارقونا

 

الرحمة بالنفس

أهم ما قمت به في الفترة الماضية أنني سمحت لنفسي بالشعور بالحزن، بكيت في حصص اليوجا، وأثناء تناول وجباتي، وفي حفل موسيقي، سمحت لفترة حزني أن تمضي طبيعية وأنا أعلم أنه مجرد وقت وسيمضي وسينتهي الحزن، الفقد حقيقي وموجع، ونحن نستحق أن نرأف بأنفسنا.

قبول العواطف

الحزن ليس علامة ضعف. إنه يدل على العلاقات العميقة التي كانت تجمعنا بأحبائنا، الحزن انعكاس مشاعر قوية. وكما نعلم، أن العلاقات مثل تلك التي تجمعنا بمن نحب هي مهمة جدًا أكثر من غيرها. فكلما سمعت واحدة من الأغاني المفضلة لأخي ابتسم وأفكر في أنه الآن يغلق عينيه ويرقص في أنحاء الغرفة، يمكن أن أشعر بالحزن بعد ذلك، لكنه جزء من العلاج.

صنع الذكريات

كانت أسرتي تحب التقاط الصور، لدي صور كثيرة جدا ويصعب تنظيمها، لكنها مليئة بالفرح، يمكن أن نرتب تلك الصور في إطارات جميلة، أو من خلال ملفات على جهاز الكمبيوتر الخاص بنا وتصنيفها بحسب السنوات التي التقطت فيها.

لدي صورة كبيرة مع أخي وعائلتي وضعت لها إطارا كبيرا أمام منزلي لأراه أثناء سيري، وأحيانا أتوقف وأنظر للصورة من قرب.

مشاركة القصص

جزء من عملية الشفاء هو التحدث عن الذكريات ومشاركتها مع الآخرين، كنت أسرد القصص لأطفالي وأذكر لهم تفاصيل معينة ولحظات خاصة في علاقتنا التي جمعتنا بأخي وأقاربي، كانت تلك التفاصيل تضحكني مع زوجي وأصدقائي حينما أسردها لهم ويبتسمون، صحيح من الممكن أن يكون تذكر الماضي مؤلمًا، لكن مع الحرص على استدعاء الذكريات في حالة السعادة والمشاركة مع الآخرين سيكون الوضع أفضل.

التكيف مع واقع جديد

التأقلم مع الواقع الجدد يتضمن الاستثمار في علاقات مع أشخاص آخرين، بعد الخسارة يصبح صعبًا حضور المناسبات الاجتماعية، ولكن علينا أن نتذكر دائما أن تمضية الوقت مع أشخاص جدد يمكن أن يريحنا ويعدل من مزاجنا.

حاول أن تجد أشخاصًا بينكم اهتمامات مشتركة، كالمصالح الدينية والروحية، والمعتقدات سيكون هذا جزءا إيجابيا في العلاج.

التعلم من الفقد

حاولت من خلال أزمات الألم تذكر ماذا كان يفعل والداي  وأخي في مواجهة التغييرات، كانت أمي مؤمنة بحكمتها الخاصة أن  العالم يتغير، لا شيئ  يدوم إلى الأبد وحياتنا في حالة من التبدل المستمر، أما أخي، فقد كان يؤمن بنفسه ولا يلتفت بآراء الآخرين، كنت معجبة بأفكارهما وأحاول تطبيقها.

الطريق إلى إعادة البناء

دوري الجديد في الحياة مؤلم. سمعت مؤخرًا شخص يقول إنه ليس صحيحًا أن الوقت يشفي – الألم لا يشفي تمامًا، ولكنه يصبح أقل حدة مع مرور الوقت. بعد 11 عامًا، ما زلت أفتقد والدي وأفكر به كثيرًا. والآن، بعد أن فقدت والدتي وشقيقي في الأشهر الستة الماضية، تعلمت كم كنت محظوظة لأنهما كانا في حياتي وتعلمت منهما كثيرًا وسأظل أتذكرهما.

وسأتذكر استنتاج دراسة جامعة هارفارد الذي خلص منذ 80 عامًا إلى أن “السعادة هي الحب”

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى