مجتمع

كابوس مُرعب لجريمة قتل.. إحالة نجل المرسي أبوالعباس إلى المفتي

بركة من الدماء على أيدي شريك الحياة

كابوس مرعب لجرائم تعجز العقول عن استيعابها ليتحول إلى ظاهرة متكررة على مدار 2018 “قتل الزوجات والأبناء”، لأسباب واهية لا يقبلها عقل أو منطق، لكنها في النهاية إما دماء تسيل لفلذات الأكباد أو زوجة كانت في يوم من الأيام “عزيزة أبيها” تراقبها الأعين من الطفولة إلى أن ترتدي الفستان الأبيض، لتودّع “أحضان الآباء”، وتستقر في نهاية العمر مع شريك الحياة، لكن تحوّل حُلم البعض منهم إلى كابوس، لتنتهي الحياة بالزوجة قبل أن تبدأ، وينتهي بها المطاف في بركة من الدماء على أيدي شريك الحياة.

أمس الثلاثاء، 8 يناير 2019 في تمام الساعة 03:45 مساءً أسدلت محكمة جنايات القاهرة الستار على إحدى الكوارث البشرية لتهدأ أرواح الضحايا بسلام في قبورهم، وذلك بعد أن قررت محكمة جنايات القاهرة، إحالة المتهم صلاح المرسي أبوالعباس، إلى المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه لاتهامه بقتل زوجته وطفلتيه في يونيو من العام الماضي.

أحداث الجريمة كشف عنها بلاغ تلقاه العقيد طارق حمزة، مفتش مباحث غرب الجيزة، يفيد العثور على ربة منزل وابنتيها مفارقات الحياة داخل مسكنهن في بولاق الدكرور.

تم إخطار اللواء إبراهيم الديب، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، الذي انتقل إلى محل الواقعة، وبصحبته عدد من القيادات الأمنية، وتم العثور على جثة “هبة.ا” ربّة منزل، وابنتيها الكبرى “جنة الله” تبلغ من العمر 14 عاما والثانية “حبيبة الله”  تبلغ 11 عاما مفارقات الحياة نتيجة تعرّضهن للخنق.

وكشفت تحريات المقدم محمد الجوهري، رئيس مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور، والرائد طارق مدحت والنقيبين أيمن سكوري وأحمد مندور، عن أن زوج المجني عليها ووالد الضحيتين “صلاح المرسي”، هو نجل الفنان الراحل المرسي أبوالعباس، ادّعى أنه عقب عودته إلى المنزل اكتشف الجريمة، إلا أن تحريات المباحث كشفت كذب ادّعائه، وتبين أنه وراء قتلهن، وحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق.

مصدر أمني

وقالت مصادر أمنية في مديرية أمن الجيزة آنذاك، إن نجل الفنان المرسي أبوالعباس، هو المتورط في قتل زوجته وطفلتيه داخل شقتهن في بولاق الدكرور.

وأضافت المصادر أن المتهم اعترف بقتل المجني عليهن بعد خسارته ثروته في البورصة، وخشيته عليهن من الفقر، كما كشفت التحريات أنه يتلقى العلاج من مرض نفسي منذ 6 سنوات.

وضع صلاح نجل المرسي أبوالعباس خطة لقتل “زوجته وطفلتيه” قائمة على محورين لإبعاد الشبهات عن نفسه.

اختار نجل المرسي أبوالعباس وقت مباراة مصر وروسيا في بطولة كأس العالم، متيقنًا أن ذلك الوقت سيكون مناسبًا للدخول والخروج بكل سهولة لتنفيذ الجريمة، بعيدًا عن إثارة الشبهات، وبخاصة أن كل المواطنين في ذلك الوقت كانوا على المقاهي يتابعون المباراة بشغف.

المحور الثاني

قام صلاح المرسي بإخفاء مبلغ 340 ألف جنيه تحصّل عليه قبل الجريمة بعدة أيام، نظير بيعه شقة سكنية يملكها، حتى يبدو للأجهزة الأمنية أن الدافع وراء ارتكاب الجريمة هو السرقة وليس القتل، وحتى يُبعد الشبهات عن نفسه، وهي الحيلة التي كادت أن تؤتي ثمارها لولا يقظة الأجهزة الأمنية.

سقطات القاتل

في مقابل الحيل والمحاولات البائسة التي استخدمها نجل المرسي أبوالعباس قاتل “زوجته وطفلتيه” للإفلات من العقاب، كانت هناك سقطات أوقعته:

السقطه الأولى

هو عدم وجود أي دلائل على كسر في باب المنزل أو أيّ من منافذ الشقة، وهو ما دل على أنّ مُنفّذ الجريمة لديه وسيلة شرعية للولوج إلى المنزل “مفتاح”، وهو ما أسقط الحيلة التي استخدمها نجل المرسي في محاولته لإظهار الجريمة على أنها حادث سرقة عابر.

السقطه الثانية

السقطة الثانية التي مثلت دليل إدانة ضد المتهم هي مقاومة زوجته “هبة الله” له، فأثناء تنفيذه الجريمة حدثت مقاومة عنيفة من جانب الزوجة للمتهم في محاولة منها للإفلات منه، وأسفرت تلك المقاومة عن إصابته بسحجات وكدمات في مختلف أنحاء جسده، والتي أثبت التقرير الأولى للطب الشرعي أنها حديثة، ووقعت في وقت مقارب لوقت وقوع الجريمة.

السقطة الثالثة

دليل الإدانة الثالثة ضد المتهم هو عدم وجود أي بصمات غريبة داخل المنزل، وأن كل البصمات التي تم العثور عليها هي بصمات الزوج والزوجة والأبناء، وفقا إلى التقرير الأولي لخبراء الأدلة الجنائية، وبما أن الزوجة والطفلتين وقعن ضحايا للجريمة، فلم يكن سوى الزوج الذي دخل وخرج من المنزل وقت ارتكاب الجريمة، وهو أيضا ما أكدته أقوال الشهود من الجيران والأهالي بمحيط الواقعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى