قرار “واجهات المباني”.. من يتحمل تكلفة طلاء الطوب الأحمر؟
من يتحمل التكلفة وكيف يتم التنفيذ ومن يختار الألوان المناسبة؟
زحمة
ألزم رئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولي، المحافظين بتنفيذ برنامج صارم لطلاء واجهات البنايات، في خطوة قال إنها تهدف إلى القضاء على مشاهد البنايات غير المتناسقة خاصة في المناطق القريبة من المتاحف والمزارات السياحية.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد وجه بطلاء واجهات جميع المباني وعدم تركها على الطوب، على أن تكون ألوان هذه الواجهات موحدة، بدلا من ذلك “المشهد غير الحضاري المنتشر”، على حد تعبيره.
وقال مصطفى مدبولي، إن الحكومة تسعى لإنهاء الصورة “غير الحضارية” في بعض المناطق خلال مهلة محددة، أو اتخاذ الإجراءات القانونية ضد أصحاب البنايات، لافتًا إلى أنه سيكون هناك متابعة دورية للوقوف على أخر المستجدات.
من جانبه، أوضح الدكتور خالد قاسم المتحدث الرسمي، باسم وزارة التنمية المحلية، أنه تم تكليف المحافظين، بطلاء جميع المباني غير المطلية، متابعًا أن هناك جداول زمنية لإنجاز هذا الأمر في إطار مدة محددة.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «الحكاية»، المذاع عبر فضائية «إم بي سي مصر»، مساء أمس الجمعة، أن الهدف من هذا التكليف هو إعادة النسق الحضاري للمباني في المدن المصرية مرة أخرى، معقبًا أن أصحاب هذه الوحدات السكنية، هم الذين سيتحملون تكلفة عملية الطلاء.
وذكر أنه من المقرر أن يكلف المحافظون الأحياء والإدارات الهندسية فيها، لمتابعة أعمال تنفيذ هذا التكليف، مشيرًا إلى أنه ستكون هناك متابعة دورية للوقوف على آخر المستجدات في هذا الشأن.
وفيما يتعلق بمعايير طلاء هذه المباني، أكد أن الجهاز القومي للتنسيق الحضاري قد تكفل بوضع معايير تشطيب هذه المباني، والشكل الخارجي لها، متابعًا: «وفقًا لهذه المعايير تختلف ألوان المباني حسب طبيعة كل مدينة».
لكن الخطة، أثارت الكثير من ردود الفعل الناقدة، خاصة وأنها تأتي في مرحلة تمر فيها معظم العائلات المصرية بصعوبات اقتصادية.
وقال أحمد زعزع، الباحث والمصمم العمراني، إن هذا المشروع يمثل استباقا لأولويات تنمية الأحياء الفقيرة والارتقاء بخدماتها.
وأوضح “لا بد أن تتعاون الحكومة مع سكان المناطق العشوائية، دون أن تلجأ إلى تجريم سلوكياتهم، إن هذه المناطق تمثل 65 بالمائة من سكان العاصمة لأن الزحف السكاني يتجه نحوها بحثا عن فرص عمل”.
ويضيف “كان من الأجدى أن يكون تجميل الواجهات تتويجا لمراحل من العمل الشاق لتطوير المناطق غير الرسمية. هناك مناطق في مصر حتى اليوم تعاني من أزمة مياه وصرف صحي ولا أعتقد أن الأولويات هي الاهتمام بالراحة البصرية قبل معالجة هذه الأمور”.
لكن خالد قاسم، الناطق باسم وزارة التنمية المحلية، أكد لبي بي سي أن هذا القرار سيجري تطبيقه بصرامة ومعاقبة المخالفين طبقا لقوانين البناء المعمول بها، وقد تم تكليف المسؤولين في كل محافظة لتحديد كيفية التنفيذ بصورة لا مركزية.
وقال قاسم “من المعروف أن المدن تقيَّم بمدى التناسق الجمالي فيها، ويجب أن يتوفر لدى المدن والقرى المصرية الشكل الحضاري وسوف يجري تنفيذ هذا البرنامج بصورة جدية، كما سيتم التعامل مع غير الملتزمين بما يقتضيه القانون”.
ولم يفصح المتحدث باسم وزارة التنمية بطبيعة هذه العقوبة على وجه التحديد، لكن وسائل إعلام محلية نقلت عن مسؤولين محليين تأكيدهم بأن العقارات التي لن تمتثل لهذه التعليمات ستحرم من المرافق.
وقال الناطق باسم وزارة التنمية المحلية لبي بي سي ردا على سؤال إذا ما كانت العقوبات ستنفذ أيضا على السكان غير القادرين بقوله “بالتأكيد في هذه الحالات ستشكل لجان لبحث هذه الأمور وسيتم معالجتها في حينها”.
وبحسب سيد عمر الذي يعمل في مجال طلاء الواجهات فإنه باستخدام الأساليب الحديثة في الطلاء فإن واجهة واحدة لبناية متوسطة الارتفاع قد يكلّف طلاؤها عشرة آلاف جنيه مصري.
وأضاف لبي بي سي ” أصحاب البنايات في بعض المناطق دأبوا على عدم طلاء الواجهة رغم ما يمثل هذا من أذى بصري للمارة، كما أن بعض الواجهات تحتاج إلى تجديد طلائها بفعل العوامل الجوية”.
طريقة تحديد ألوان طلاء واجهات المنازل:
أما عن طريقة تحديد ألوان طلاء واجهات المنازل، فأكد اللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية أنه سيتم خلال الأيام المقبلة عقد اجتماع بمقر الوزارة مع مسئولي كليات الفنون الجميلة وجهاز التنسيق الحضاري لتحديد واختيار الألوان المقترحة لطلاء وتشطيب واجهات المباني والعقارات بالأحياء والمدن بالمحافظات وسيتم التنسيق مع المحافظين في عملية التنفيذ.
وأضاف اللواء محمود شعراوي أننا نسعى إلى اختيار الألوان التي تتناسب مع طبيعة وبيئة كل حي ومدينة ومحافظة لتخرج هذه المباني في النهاية بصورة جمالية وحضارية بدلاً من الطوب الأحمر الذي يغطي واجهات المناطق بصورة غير حضارية ، وقال الوزير إنه سيتم التنسيق مع المحافظات في عملية التنفيذ وسيكون هناك متابعة من الوزارة لذلك.