سياسة

نيويورك تايمز: كيف استفادت إسرائيل من كره القادة العرب للإسلام السياسي؟

تستفيد إسرائيل بشكل لافت من الأزمة بين قوى الإسلام السياسي في المنطقة وبين حكومات عدد من الدول العربية.

14036059902794

ديفيد كيركباتريك – نيويورك تايمز

إعداد وترجمة – محمود مصطفى

أثناء المعركة مع المسلحين الفلسطينيين في غزة قبل عامين، وجدت إسرائيل نفسها عرضة لضغوط من كل الأطراف، وراءها الجيران العرب غير الودودين، لإنهاء الحرب ولكن ليس هذه المرة.

بعد أن عزل الجيش الحكومة الإسلامية في القاهرة العام الماضي، قادت مصر تحالفاً جديداً من الدول العربية، من ضمنهم السعودية والإمارات والأردن، اصطف بكفاءة مع إسرائيل ضد حماس، وهو الأمر الذي ساهم بالمقابل في فشل الاطراف المتصارعة في الوصول إلى هدنة.

“الدول العربية تكره الإسلام السياسي وتخشاه بقوة أكثر من حساسيتها تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو،” يقول آرون ديفيد ميلر الباحث بمركز ويلسون في واشنطن والمفاوض السابق في الشرق الأوسط في عهود عدد من الرؤساء الأمريكيين السابقين.

وأضاف ميلر ” لم أرى موقفاً كهذا من قبل، حيث العديد من الدول العربية تقبل بالموت والدمار في غزة وبضرب حماس. هذا الصمت يصم الآذان.”

بالرغم من أن مصر تقليدياً هي الوسيط في أي محادثات مع حماس، التي تعدها الوللايات المتحدة وإسرائيل جماعة إرهابية، فإن الحكومة المصرية هذه المرة فاجأت حماس بإعلانها عن مقترح لاتفاق وقف إطلاق نار يستجيب لمعظم مطالبات إسرائيل وليس أياً من مطالبات الجانب الفلسطيني.

حماس وصفت بالتعنت بعد رفضها للمقترح المصري واستمرت مصر في إصرارها على أن المقترح نقطة بداية.

لكن المراقبون المتعاطفون مع الفلسطينيين وصفوا المقترح بأنه خدعة لإحراج حماس. حلفاء مصر العرب امتدحوا المبادرة المصرية حيث هاتف الملك السعودي عبد الله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في اليوم التالي للإثناء على المبادرة بحسب ما قال مكتب السيسي في بيان لم يلق بلوم على إسرائيل وأشار فقط إلى “حقن دماء المدنيين الأبرياء الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها.”

“هناك التقاء مصالح واضح بين بين هذه الأنظمة وبين إسرائيل،” يقول خالد الجندي المستشار السابق للمفاوضين الفلسطينيين والزميل الحالي بمؤسسة بروكينجز البحثية.

يقول الجندي، في المعركة مع حماس كاد أن يتطابق الصراع الإسرائيلي ضد المسلحين الفلسطينيين مع الحرب المصرة ضد قوى الإسلام السياسي.

الحركية غيرت كل توقعات الربيع العربي، قبل عام ونصف توقع معظم المحللين في إسرائيل وواشنطن والأراضي الفلسطينية أن الثورات الشعبية ستجعل الحكومات العربية أكثر استجابة لمواطنيها وبالتالي أكثر تعاطفاً مع الفلسطينيين وعداءاً تجاه الإسرائيليين.

egyptian-burn-israeli-flag

ولكن بدلاً من أن تصبح أكثر إنعزالاً، أصبحت الحكومة الإسرائيلية مستفيداً غير منتظر من الفوضى التي تلت تلك الثورات ومدعومة الآن ضمنياً من قادة النظام المحافظ العائد في المنطقة كحليف في صراعهم المشترك ضد الإسلام السياسي.

المسئولون المصريون لاموا مباشرة أو ضمنياً حماس وليس إسرائيل على سقوط الضحايا الفلسطينيين، كما استمرت وسائل الإعلام المصرية الداعمة للحكومة في الهجوم على حماس باعتبارها أداة في خطة إقليمية من الإسلاميين لزعزعة استقرار مصر والمنطقة.

في الوقت نفسه أثارت مصر حنق سكان غزة باستمرارها في سياسة غلق الأنفاق التي تستخدم في التهريب عبر الحدود وكذلك الإبقا على المعبر الحدودي مغلقاً، وهو ما أحدث ندرة في الغذاء والمياه والإمدادات الطبية بعد ثلاثة أسابيع من القتال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى