قبل انتهاء ولايته.. أوباما يعفو عن مُسرّبة وثائق “ويكيليكس”
قبل انتهاء ولايته.. أوباما يعفو عن مُسربة وثائق “ويكيليكس”.
زحمة- بي بي سي- نيويورك تايمز
فاجأ الرئيس باراك أوباما الرأي العام الأمريكي بتخفيف الحكم الصادر بحق الجندية السابقة في الجيش الأمريكي، تشيلسي (برادلي)مانينج، والجنرال السابق جيمس كاترايت. ما يعني عمليا انتهاء عقوبة السجن خلال الأسابيع المقبلة. وانتقد الجمهوريون القرار، بينما اعتبره موقع ويكيليكس “انتصارًا”.
أصدر البيت الأبيض الثلاثاء، قرارًا بتخفيف الحكم الصادر بحق الجندية السابقة في الجيش الأمريكي، تشيلسي مانينج (29 عامًا) لتسريبها وثائق ومعلومات سرية لموقع ويكيليكس من 35 عامًا إلى 7 أعوام، وبذلك تنتهي مدتها وتخرج في السابع عشر من مايو المقبل. وكان جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس قد أعلن في وقت مسبق، تسليم نفسه للولايات المتحدة الأمريكية إذا ما وافق أوباما عن العفو عن مانينج.
جاء الحكم قبل يومين فقط من انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي خفف أيضًا أحكامًا قضائية صادرة على 209 شخص وعفا عن 64 آخرين.
كان من المقرر أن تظل تشيلسي مانينج، التي كانت تدعى قبل تحولها جنسيًا إلى امرأة، برادلي، في السجن حتى عام 2045.
وجاء في بيان البيت الأبيض:” تحملت مانينج مسئولية الجرائم التي ارتكبتها، وأعربت بالفعل عن ندمها وبدأت في قضاء العقوبة التي أقرتها المحكمة العسكرية”. وأضاف البيان أن أوباما خشي أن تكون العقوبة أطوّل في مدتها من التي صدرت بحق أفراد آخرين ارتكبوا جرائم مماثلة”.
انتقد الجمهوريون على الفور قرار البيت الأبيض، واعتبروا أن تعديل العقوبة سيشجع الآخرين على تسريب وثائق خطرة.
ووصف محامي مانينج القرار بأنه “لفتة إنسانية من أوباما” مضيفًا أن تخفيف الحكم سيريح مانينج كثيرًا.
واعتبر موقع ويكيليكس في تغريدة نشرها الثلاثاء على موقع تويتر، أن القرار انتصارًا، معلنًا أن أوباما خفف الحكم على مانينج وأنها ستخرج في مايو القادم.
اعتقلت مانينج في العراق في مايو 2010 بعد تسريبها وثائق عرفت باسم “سجلات حرب العراق وسجلات حرب أفغانستان”. ويعتقد أن مانينج هي من سربت الفيديو السري الذي يكشف ملابسات قصف بغداد يوم 12 يوليو 2007 حيث هاجمت أباتشي أميركية مدنيين عزل وقتل إحدى عشر شخصًا. ونشرت معظم هذه المواد على موقع ويكيليكس بين إبريل ونوفمبر 2010.
حكم على مانينج بالسجن 35 عامًا وأدينت بـ 22 تهمة منها نقل أكثر من 700 ألف وثيقة سرية إلى ويكيليكس، وحاولت الانتحار داخل السجن مرتين في العام الماضي في السجن العسكري الخاص بالرجال، وأضربت عن الطعام قبل أن يوافق الجيش على إجراءها لعملية تحولها جنسيًا إلى امرأة.
من جانب آخر، أعلن جوليان أسانج في تغريدة الخميس أنه في حالة أصدر أوباما عفوًا عن مانينج فإنه أسانج يوافق على تسليم نفسه للولايات المتحدة الأمريكية، وبعد قرار العفو، كتب أسانج وقال:” شكرًا لكل من شارك في الحملة للعفو عن تشيلسي مانينج”.
في حالة قرر أسانج الإيفاء بوعده وتسليم نفسه لأميركا، أن يحكم في قضية مئات آلاف الوثائق السرية العسكرية والدبلوماسية التي نشرها موقع ويكيليكس، بعدما سربتها مانينج.
لكن البيت الأبيض أشار أن قرار أوباما لا علاقة له بتعهد أسانج بتسليم نفسه.
جدير بالذكر أن أسانج لجأ إلى سفارة لإكوادور في لندن منذ 2012 لتفادي تسليمه للسويد، حيث هو مطلوب بتهمة إغتصاب في قضية ينفيها.
كما أصدر أوباما عفوًا آخر بحق الجنرال السابق جيمس كاترايت الذي أدين بالإدلاء بإفادة كاذبة لمكتب التحقيقات الفدرالي خلال تحقيق حول تسريبات تعلقت بهجوم معلوماتي أمريكي استهدف البرنامج النووي الإيراني عام 2010، وحسب بيان الاتهام الذي اطلعت عليه فرانس برس، فإن كاترايت كذب على المحققين وادعى أنه لم يكن مصدر تسريب معلومات سرية إلى صحفي بصحيفة نيويورك تايمز حول الهجوم الذي شنته أميركا واستهدف منشآت نووية إيرانية.