في فيلم “Leaving Neverland”.. تكتيك مايكل جاكسون للإيقاع بضحاياه الأطفال
اشترى لأحدهم خاتم زفاف ودرّب الآخر على ارتداء ملابسه سريعًا
ترجمة وإعداد: ماري مراد – الصور المرفقة من الفيلم الوثائقي Leaving Neverland
عُرض في الولايات المتحدة الأمريكية الجزء الأول من الفيلم الوثائقي المثير للجدل “Leaving Neverland”، الذي يتناول مزاعم انتهاكات جنسية للأطفال ضد ملك البوب الراحل مايكل جاكسون.
ويتعقب الفيلم، إخراج دان ريف، ضحيتين اثنتين، ويد روبسون وجيمس سافشوك، اللذين يصفان بالتفصيل الدقيق الأفعال التي يدّعيان أن النجم العالمي ارتكبها ضدهما.
وتقابل روبسون مع جاكسون بعد فوزه في مسابقة رقص، حينما كان يبلغ 5 سنوات. ويقول إن الاعتداء الجنسي بدأ حينما كان في سن السابعة. وتألق سافشوك في إعلان بيبسي التجاري مع جاكسون عندما كان في الثامنة، ويزعم أن الاعتداء بدأ بعد شهور من الصداقة الحميمة.
وبحلول وقت وفاته عن عمر يناهز 50 عامًا في 2009، ارتبط اسم جاكسون بمزاعم اعتداءات جنسية على الأطفال لأكثر من 15 عامًا. ويُعد فيلم “Leaving Neverland” الأكثر شمولًا وعمقًا لهذه الادّعاءات، مع شهادة سافشوك وروبسون وعائلاتهما.
وعلانيًا، ندّدت أسرة جاكسون بالفيلم الوثائقي، ووصفت الثنائي سافشوك وروبسون بأنهما “انتهازيان” و”يعترفان بأكاذيب”. وفي دعوى قضائية ضد قناة “HBO”، اعتبرت مؤسسة جاكسون أن الفيلم ماراثون أحادي الجانب لدعاية غير موثّقة لاستغلال رجل بريء بلا خجل لم يعد هنا للدفاع عن نفسه.
وحتى الآن، تفاعل الكثيرون باشمئزاز تجاه ما يشاهدونه في الفيلم الوثائقي. ولاحظ النقاد أنه بعد مشاهدة “Leaving Neverland”، يصبح من المستحيل عدم التفكير في أن جاكسون كان “حزينًا، وغريبًا، ورجلا مُحطما لكنه كان أيضًا مجرما مفترسا”، كما قال إد كومنج في نقده للفيلم لـ”ذي إندبندنت”.
وفنّدت صحيفة “إندبندنت” أكثر 5 أشياء مزعجة من الفيلم:
كان يأخذ ضحاياه إلى أماكن عدة
يصف سافشوك بقدر كبير من التفصيل حجرات وأماكن مختلفة في مزرعة جاكسون في نيفرلاند، حيث كان يمكث مع جاكسون وحدهما، بداية من العُلية إلى السينما، وغرفة الألعاب. كما كانت الردهة المؤدية إلى غرفة نومه تحتوي على مجموعة من الأبواب ذات أجراس، من شأنها أن تصدر صوتًا في حالة اقتراب أي شخص من الدخول.
نجم البوب أعدّ أُسر الضحايا المزعومين وكذلك الأطفال
يعترف روبسون وسافشوك أن جاكسون شعر لوقت طويل كأنه ابن للعائلتين. وزار النجم العالمي العائلتين في منزلهما، وتناول العشاء معهما، واستضاف الأسرتين في منازله، بما في ذلك مزرعة نيفرلاند.
وسرعان ما يتضح أن العائلتين كانتا مذهولتين بشهرة جاكسون لدرجة أنهما كانتا مقتنعتين بالثقة فيه لدرجة أن كان يبقى مع طفليهما وحده لأيام عدة في كل مرة. وتتذكر أخت روبسون ذهابها إلى المحال التجارية مع جاكسون، حيث قال لها أن تحصل على ما تريده.
جاكسون تزوّج سافشوك
يقول سافشوك إن نجم البوب استخدم اهتماماته الطفولية ضده. ففي أحد أكثر اللحظات تأثيرا في الفيلم الوثائقي، يتذكّر سافشوك حبه للمجوهرات، وكيف استغل جاكسون هذا، بما في ذلك أنه اشترى لسافشوك خاتم زواج. والغريب أن الثنائي كان يذهب إلى متاجر المجوهرات ويتظاهر جاكسون بأنه يشتري مجوهرات لامرأة، وأنه يصطحب سافشوك لأن يديه مشابهة لحجم يد المرأة.
وبدى سافشوك مستاءً بشدة وهو يعرض الخاتم للكاميرا، إضافة إلى أشياء أخرى يقول إن جاكسون منحها له “مكافأة” عن الأفعال الجنسية.
ويقول الضحية: “كنا مثل الزوجين، وأقول زوجين لأننا أقمنا حفلة زفاف وهمية. لقد فعلنا ذلك في غرفة نومه”، مشيرًا إلى أنهما قدما وعودًا لبعضهما، “وكان الأمر كأننا مرتبطان إلى الأبد”.
وأوضح أن جاكسون منحه خاتم ذهب به صف من الألماس، مضيفًا: “من الصعب العودة إلى تلك اللحظة. من الصعب عليّ أن لا ألوم نفسي”.
نجم البوب أبقى مع فريقه أسرتي ربسون وسافشوك بعيدًا عنهما
في الفيلم الوثائقي، تقول ستيفاني، والدة سافشوك: “بدأت غرفتنا في الابتعاد شيئًا فشيئًا عن حجرة مايكل، وحينما سألت قالوا لم نتمكن من حجز جناح لكما بالقرب من مايكل، لا توجد أجنحة متاحة، وهذا هو المكان الذي يمكننا أن نوفر لك أجمل غرفة”. وتابعت: “هذا أقنعني. لكن في ألمانيا كنا بعيدين جدا عن حجرة مايكل، ولم نتمكن من الاقتراب منها”.
عائلة روبسون ذهبت في رحلة تخييم إلى جراند كانيون، في حين بقي طفلهما في نيفرلاند مع جاكسون، وتتذكر أمه غياب خطوط الاتصال الهاتفية المباشرة في ذلك الوقت، لذلك لم تتمكن من الاتصال بابنها.
التدريب الجيِّد لإخفاء الحقيقة
قال سافشوك: “كان يجري تدريبات معي، فكان يتظاهر بقدوم شخص حينما نكون في غرفة الفندق، ويدرّبني على ارتداء ملابسي في أسرع وقت ممكن دون إحداث أي ضجيج. كان الأمر سريًا جدًا، وكان يخبرني أنه إذا اكتشف أي شخص الأمر فإن حياته ستنتهي وكذلك حياتي”.
خلق ديناميكية “نحن وهُم”
اعتقدت ستيفاني بأن ابنها كان مشغولا للغاية بتقضية وقت ممتع، ولم يلاحظ أنها وزوجها لم يعدا ينامان في نفس الغرفة، وكانا “يتشاجران طوال الوقت”. ومع ذلك، كشف سافشوك أنه في ذلك الحين كان “يتنصت” بانتظام مع جاكسون على مكالمات الزوجين الهاتفية، واستخدم جاكسون هذا الأمر لخلق ديناميكية “نحن وهم” بينه وبين سافشوك، ووالدي سافشوك.
ويقول سافشوك: “كنا نتنصت على والديّ عندما كانا يتشاجران وكان يقول لي إن أمي دنيئة وإن النساء شريرات. لكن في الوقت الذي تسمع فيه صياح والدتك مع والدك، ومايكل يغذي ذلك، حبك له ينمو، وعلاقاتك مع الآخرين تصبح أقل. وتبدأ في التفكير بأن والديك سيئان، ومايكل جيد”.
أيضًا، أكد رابسون أن نجم البوب كان يقول له “الله جمعنا أنا وأنت معا”، ووصف تصاعد عمليات الاستغلال الجنسي بداية من المداعبة والتقبيل والاستحمام معا إلى التورط في أعمال جنسية أكبر. وكان جاكسون يُبرر كل هذا -على حد زعم رابسون- بأنه “هكذا نظهر حبنا”.
فيلم “Leaving Neverland” يُعرض في المملكة المتحدة كجزأين، يوم الأربعاء 6 ويوم الخميس 7 مارس الساعة 9 مساءً على القناة 4.
اقرأ أيضًا: “بي بي سي” تمنع بثّ أغنيات مايكل جاكسون