فيلم “من ألف إلى باء” .. إماراتيون ومصريون على طريق بيروت
أفلام مهرجان القاهرة: مجلة فارايتي الأمريكية عن الفيلم الإماراتي “من ألف إلى باء” للمخرج علي مصطفى، والذي يعرض في سينما الحضارة 2 بدار الأوبرا يوم الأحد 16 نوفمبر في 11.30 صباحا
ترجمة – محمود مصطفى
تظهر الصفات المميزة لـ”أفلام الطرق” في فيلم “من ألف إلى باء” ، حيث الصورة المرافقة الممتعة على فترات تلاقي كافة توقعات المشاهد. في مشروعه الدراسي يبدو أن المخرج علي مصطفى، مخرج فيلم “دار الحي”، يبحث عن أسلوبه الخاص وهو ما نتج عنه فيلم غير مثير بصرياً ، ومتقطع سردياً يصلح أكثر كمسلسل على الإنترنت حيث تستطيع الحلقات أن تكون قائمة بذاتها بدلاً من دفعها لأن تكون فيلماً كاملاً.
الحبكة تدور حول ثلاثة أصدقاء يعيشون في أبو ظبي ويقودون سيارتهم إلى بيروت، حبكة واعدة ومن المرجح أن يكون العرض المحلي ذا تأثير قوي إلا أنه خلف “من ألف إلى باء” يقع الربع الخالي.
الناس المعتادون على أسلوب الحياة الدولي المميز في الإمارات، المتأثر بشدة بالاستهلاكية الأمريكية وثقافة البوب، سيشاهدون كثيراً مما يعرفونه. يعيش مدرس التربية الرياضية عمر “يقوم بدوره فادي الرفاعي” في أزمة حيث زوجته أروى “تقوم بالدور يسرا اللوزي” حامل في شهورها الأخيرة ويفكر عمر في ماضيه غير المسؤول عندما كان هو ورامي “يقوم بالدور شادي ألفونس” ويوسف “يقوم بالدور كوميديان الستاند أب فهد البتيري” صديقين متلازمين.
قُتل صديقهم هادي خلال الحرب اللبنانية عام 2006، ويرغب عمر في رأب الصدع الذي أبعد الأصدقاء عن بعضهم البعض بعد الجنازة، وماذا سيكون أفضل لذلك من رحلة بالسيارة إلى بيروت يتوافق وقتها مع رأس السنة وعيد ميلاد هادي؟
يوهم المصري رامي نفسه بأنه من نشطاء الإنترنت لكن الحقيقة هي أنه فتى مدلل يكتب تغريدات حول العدالة الإجتماعية من منزله المزود بوسائل الراحة. يوسف، الذي أعطى لنفسه إسم جاي، هو لاعب دي جي نصف سعودي نصف أيرلندي يمكنه أن يتكاسل عن معرفة ما إذا كان والده سيلتقط الفواتير أو لا ، وعمر هو الابن المغترب للسفير السوري ويتشارك الثلاثة نقص الطموح وحافزاً خفياً للذهاب إلى بيروت.
محطة التوقف الأولى هي السعودية حيث يلقى القبض على الثلاثة بعد أن راقبهم رجال الشرطة فيما يبدو أنه أوضاع غير قانونية في مخيمهم الصحراوي.
في الأردن ينجذب يوسف إلى سامانثا “تقوم بالدور مادلين زيما”، التي كانت ذاهبة إلى البتراء، لكن في أحد أكثر تقلبات الحبكة مرحا تفشل محاولة يوسف.
يكتشف يوسف أن النادلة السورية في الفندق شادية “تقوم بالدور ليم لوباني” كانت آخر حبيبة لهادي، إلى أن قصفت قوات بشار الأسد مدينتها درعا، يقنع يوسف أصدقاءه بأن عليهم أن ينحرفوا عن مسارهم ويأخذونها معهم إلى هناك.
بعد وقت قصير من اجتياز الحدود السورية يوقفهم رجلا شرطة “ظهور شرفي لللنجمين علي سليمان وخالد أبو النجا” يرغبان بدورهما في الهرب، ثم يتم اختطافهم من قبل زعيم متمرد “يقوم بالدور سامر المصري” ويفيقون على أهوال الحرب الاهلية في البلاد.
يحاول مصطفى وكتاب السيناريو أن يجعلوا الخصائص المميزة لهذا النوع من السينما أكثر تحديداً من المعتاد، لكن المعل ككل له جودة متقطعة تظهر فقط في المواقف الكوميدية بحق. الصورة أنتجت ضحكات قليلة ولحظات جادة قليلة والرابطة الذكورية المعتادة لكن المشاهد افتقدت إلى الحيوية أغلب الوقت، ولم يكن التجانس حاضراً بقوة بين المشاهد.
كاميرا ميشيل ديريكس كانت سطحية ومشاهد سوريا التي كانت من المفترض أن تقدم وجهة نظر مضادة صادمة وفارقة بالمقارنة مع المشاهد الخفيفة السابقة جاءت متحفظة بدرجة أفرغت الصدمة الشعورية المرجوة من محتواها.
غطت اختيارات الأغاني نطاقاً واسعاً من المواهب العربية من مشروع ليلى وياسمين حمدان من لبنان إلى جدل من الأردن وسعاد ماسي من الجزائر وعمرو دياب من مصر لكن إدماجهم في شريط الصوت كان غريباً ومقتطعاً.