فيسبوك السيسي.. التحليلات البيانية لصفحة الرئيس الرسمية
فيسبوك السيسي.. تحليل لنشاط صفحة الرئيس الرسمية
كتب- إسلام صلاح الدين
هل تشعر بفراغ رهيب في يوم شديد الحرارة ولا تجد ما يسليك؟ ما رأيك بتحليل نشاط صفحة الرئيس عبد الفتاح السيسي الرسمية على فيسبوك؟
ربما قد رأيت من قبل تحليلات لتغريدات الرئيس الأمريكي، تستدل بما كتب على ملامح شخصيته وتاريخه وآرائه، فلم لا نجرب تحليلات شبيهة مع رئيسنا المصري؟ صحيح أن أسلوب العلاقات العامة الجاف الذي يسيطر على مواقع التواصل الاجتماعي الحكومية الرسمية قد يصدنا عن ذلك في البداية، لكن المحاولات في حد ذاتها قد تفتح لنا باستمراريتها نافذة جديدة فيما بعد تطل منها الصحافة، ومعها المجتمع، على شخصيات من يحكموننا.
لتحليل صفحة الرئيس الرسمية على فيسبوك تحليلًا مبدئيًّا جدًّا بداية من 30 مايو من العام الماضي وحتى اليوم، استخدمنا أدوات مجانية متاحة على الإنترنت لغير المتخصصين، وهي أدوات Sociograph.io لتحليل نشاط الصفحة ومتابعيها، وأداة Facebook Like Checker لتحليل بلدان متابعي الصفحة، وأداة LikeAlyzer للحصول على نصائح لتحسين أدائها، وكانت هذه هي أبرز 7 نتائج للتحليل:
- للصفحة صاحب واحد
أو على الأقل، فيمكننا أن نتأكد من أن كل المنشورات التي كتبت على الصفحة طول هذه السنة كتبت بواسطة حساب واحد فقط، ولا نظن أنه هو الرئيس بنفسه، فاحتمالية أن يكون الرئيس قد كتب بنفسه ولو مرة واحدة على الصفحة من قبل، بعيدة جدًّا حسبما نتخيل.
- وهذا الصاحب يتعامل مع فيسبوك كما لو كان تويتر
ففي بعض الأيام، تنشر الصفحة عددًا مهولًا من المنشورات، مثل يوم 28 يناير الذي نشرت فيه الصفحة 44 منشورًا، وأحيانًا لا تفصل المنشورات عن بعضها أقل من دقيقة.
هذا العدد المهول من المنشورات ينتمي أكثر إلى عالم تويتر، حيث لا مشكلة في أن تغرد كل دقيقة، ولكن فيسبوك يناسبه منشورات أثقل وعلى فترات أطول بكثير من دقيقة واحدة بالتأكيد.
وإن نظرنا إلى حساب الرئيس الرسمي على تويتر، نستطيع أن نستنتج احتمالية أن تكون عقلية القص واللصق (عقلية الـ ctrl+c ctrl+v) هي التي تسيطر على إدارة الحسابين، فصاحب الصفحة لا يفرق بين التعامل مع فيسبوك والتعامل مع تويتر، فالمنشورات واحدة على الناحيتين، والتوقيتات واحدة، وهو ما يشير أيضًا إلى نقص محتمل في احترافية إدارة مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالرئاسة.
- وكلامه ناشف ومقتضب
من بين 470 منشورًا نشرته الصفحة خلال الفترة التي حللناها، كان أكثر من 80% من هذه المنشورات عبارة عن كلام فقط لا يصحبه أي وسائط أخرى، وهو كلام مقتضب من مثل عبارة: “إن الاصطفاف الوطنى ضرورة، و الأخذ بالعلم فرض، و الترفع عن المصالح الشخصية حتمياً” (بما فيها من أخطاء لغوية)، ومثل: “أبناء مصر. السيدات والسادة، إن الدولة المصرية تواجه الكثير من التحديات التي تعوقها عن استكمال مسيرة البناء والتنمية”، وهكذا، بجانب 13% فقط منها مصحوبة بالصور، وأقل منها بكثير مصحوب بالفيديو أو بروابط أخرى.
- ومليء بالمباركات
5 من أعلى 10 منشورات حصدًا للتفاعل نشرتها الصفحة منشورات توجه المباركات لمنتخب كرة القدم، بالإضافة إلى 3 منشورات توجه مباركات أخرى بمناسبات دينية، ومنشور عن “فتاة العربة”، ومنشور أخير لتعزية أهالي جنود سيناء.
- ومن له غير المصريين؟
للصفحة ما يقرب من 7 ملايين “معجب”، ولكن أكثر من 81% منهم من المصريين فقط، وثاني أكبر نسبة هي 4% فقط من السعودية، والـ 15% الباقية موزعة على 43 دولة.
هل هذا عادي؟ من المفترض أن فيسبوك مجتمع عالمي مفتوح، ونظرًا لأن هذه الصفحة هي صفحة رسمية لرئيس جمهورية مصر العربية فربما يعد عدد المتابعين من خارج البلاد مؤشرًا على تأثير الرئيس في الشعوب الأخرى.
وبالمقارنة فإن صفحة نائب رئيس دولة الإمارات محمد بن راشد آل مكتوم على سبيل المثال يتكون متابعوها من 24% فقط من الإمارات، والـ 76% المتبقية من خارجها.
وعلى الهامش: تقدم أداة LikeAlyzer لتحليل صفحات فيسبوك بعض النصائح لتحسين أداء صفحة الرئيس، وعلى رأسها أن تعطي الصفحة صوتًا أعلى للناس وأن تكون أكثر تفاعلية معهم (نؤكد أنها هي التي قالت)، بالإضافة إلى أن تراجع الصفحة نفسها فيما يخص العبارات المقتضبة وأن تقدم منشورات أكثر جاذبية، ولكنّ ما لا تعلمه الأداة أن في الكلام المسهب الحنون غير المقتضب مكانه الآخر خارج الصفحة، ولذلك فنحن نترك الحل الأخير للرئاسة.
نصائح LikeAlyzer لصفحة الرئيس