أخبارترجمات

أمريكيون يُحيون ذكرى الحادث الدموي في شارلوتسفيل

“نريد أن نستعيد مدينتنا”

ترجمة: رنا ياسر

المصدر: The Guardian

“نريد أن نستعيد مدينتنا”، كلمات رددتها جريس آهرون، المُنظمة لتجمّع “إظهار العدالة العرقية” لوكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، إذ تجمع المئات من سكان مدينة شارلوتسفيل في ولاية فيرجينيا الأمريكية، صباح أمس، لإحياء الذكرى الأولى بعد حادث دهس الدموي الذي وقع العام الماضي، وأدى إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة آخرين.

وجرّاء هذا الحادث فالعديد من الجماعات النازية الجديدة وغيرها من الجماعات المتعصبة من الأمريكيين البيض -حسبما ذكر تقرير صحيفة “جارديان” البريطانية– التي سارت في ولاية شارلوتسفيل العام الماضي، ضعفت بسبب الاقتتال الداخلي والضغط عليها من قبل المحتجين المضادين ومن الدعاوى القضائية المرفوعة ضدهم، إذ توجهت مجموعة صغيرة من قادة العرق الأبيض يوم الأحد إلى البيت الأبيض، مُحاطة بحصار مُزدوج من ضباط الشرطة وحشود المتظاهرين وهو يصيحون “عار.. عار!”.

وفي وسط هذه المجموعة كان جيسون كيسلر، 34 عامًا، الذي توجّه بقوة نحو شوارع المدينة، صائحًا في المتظاهرين الذين ينادون “بعدم الكراهية والعنصرية” ويحملون اسم “هيذر هاير”، السيدة البالغة من العُمر نحو 32 عامًا، ولُقي حتفها في أثناء المظاهرة التي نظمها كيسلر العام الماضي وتحوّلت إلى فوضى عارمة.

فقد تجمع العنصريون أصحاب البشرة البيضاء العام الماضي في شارلوتسفيل، في الوقت الذي تظاهرت فيه هاير وأصدقاؤها في حشد كبير، هاتفة بأهمية “حياة السود” قبل أن تصطدمها سيارة ومن معها، ومن ثم اعتُبر ذلك العمل على نطاق واسع هجومًا إرهابيًا وعنصريًا من الأمريكيين البيض.

وفي الذكرى الأول لهذا الحشد الدموي، حصل كيسلر على تصريح رسمي لحشد تجمع أمام البيت الأبيض هذا العام، وبالموافقة على تصريحه من قبل الأمن، قُدر أن الداعمين له سيصل عددهم إلى نحو من 100 إلى 400 فرد، إلا الداعمين له وصل عددهم إلى عشرين أو ثلاثين من أصدقائه “العنصريين”، حسب وصف “الجارديان”.

وفي سياق متصل، أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الاحتجاجات المضادة اتخذت هذا العام أشكالا مختلفة، إذ وافق المنظمون على احترام تكتيكات بعضهم البعض دون الالتقاء في مكان واحد حيث لم تأتِ المظاهرات المضادة فقط لمواجهة المتظاهرين أصحاب البشرة البيضاء، فقد تجمعوا أيضًا كي يقولوا “لا للجحيم” كرسالة إلى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

فقد أثير غضب ترامب العام الماضي وقام بإدانة “الجانبين” مرارًا وتكرارًا لارتكاب العنف في شارلوتسفيل، وفي هذا العام، كتب عبر حسابه الرسمي مُغردًا بإدانة “جميع أنواع العنصرية وأعمال العنف”.

وفي هذا الإطار، يقول غالبية الأمريكيين بأن التوترات العنصرية كانت في ازدياد العام الماضي، وفقًا لاستطلاع شبكة “سي بي إس نيوز” الأمريكية، لكنّ هناك جدلا حادا بشأن أفضل طريقة للاستجابة لتفوق وجراءة العرق الأبيض، بينما يرى بعض الأمريكيين أن الجماعات العنصرية يجب تجاهلها، في الوقت الذي يرى فيه آخرون أنه يجب أن تتم مواجهة تلك الجماعات علانية.

قبل حادثة شارلوتسفيل، لم يأخذ الكثير من الأمريكيين البيض تهديد الجماعات الأخرى على محمل الجد، حينما تم تصوير مئات من الشبان السود في حرم الجامعة وهم حاملون مصابيح مُضيئة، هاتفين “لن يحل اليهود محلنا”.

والجدير بالذكر أنه تم توجيه تهم إلى شاب أبيض يبلغ من العمر نحو 21 عامًا من ولاية أوهايو الأمريكية، كان تم تصويره وهو يتظاهر مع المتعصبين البيض، بعد اتهامه بالقتل وجرائم الكراهية عقب ادعاءات بقيامه باصطدام سيارته بحشد من المتظاهرين قبل عام.

وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن هذا الهجوم جاء بعد أعمال عنف أخرى، بما فيها استخدام الضرب ضد أحد سكان مدينة تشارلوتسفيل وإطلاق النار على أمريكي أسود من قبل أحد أعضاء منظمة “كلو كلوس كلان”، وهي إحدى المنظمات الأمريكية التي تُدعم الأمريكيين البيض وتعمل على التحريض ضد المواطنين السود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى