أخبارسياسة

مراسل CNN من داخل مسجد الروضة: شهادات جديدة عن جمعة الموت (فيديو)

شهود عيان: الحادث استمر قرابة ساعة كاملة

 

CNN

ترجمة: ندى الخولي وغادة قدري

الشظايا والدماء ذات اللون الأحمر الداكن لا تزال حية هناك، حيث تم إطلاق النيران وقتل المئات من المصليين داخل مسجد الروضة، الجمعة الماضية، هذا ما ذكره موقع “CNN” الإخباري، في تقريره عن الهجوم على مسجد الروضة، الذي حمل عنوان “شهادات تستدعي مشاهد الرعب“.

صبي في السابعة عشر من عمره –فضل عدم الكشف عن هويته خشية الانتقام- استحضر مشاهدا خارج المسجد الذي يتبع الطريقة الصوفية، حيث بدأت المجزرة.

قال “رأيت رجلًا يرتدي زيا يشبه الزي العسكري، فتح النار علينا. الرصاصات كانت تنهال من الجدران، وتصيب أرجل وظهور المصليين”.

وعندما غادر المهاجمون، دخل الصبي داخل المسجد باحثًا عن والده بين القتلى، فوجده “مُلقى على جانبه، ويبدو أنه قد أصيب بطلق ناري قريب من رأسه عندما كان ساجدًا”، بحسب الصبي.

الصبي وغيره من تحدثوا مع “CNN” قالوا إن الحادث برمته استغرق حوالي ساعة.

شاهد عيان آخر، يدعى محمد، طلب من “CNN” الاكتفاء بذكر اسمه الأول فقط لسلامته، كان في مسجد آخر في نفس الشارع، عندما شاهد عدة سيارات دفع رباعي تسير باتجاه مسجد الروضة.

قال محمد “سمعت صوت إطلاق النار وصراخ وصياح، فجريت باتجاه مسجد الروضة. رأيت أربعة يعملون بالجيش أعرفهم، يطلقون النار على الإرهابيين، لكن ذخيرتهم نفذت. أحدهم يدعى أحمد، قُتل عقب نفاذ ذخيرته”.

ووفقًا للرواية الرسمية، فقد بلغت أعداد القتلى جراء الهجوم الأكثر دموية في تاريخ مصر الحديث، 305 بينهم 27 طفلًا.

تلك الروايات وكذلك الفيديو والصور المرفقة بهذا التقرير، وفرتها مراسلة “CNN” في سيناء، منى الزملوت.

وعلى مدار السنوات الماضية، منعت السلطات المصرية “CNN” وجميع وكالات الأنباء العالمية، وكذلك أيضًا معظم وسائل الإعلام المصرية من دخول شمال سيناء.

والسبت الماضي، أصدر النائب العام المصري بيانًا قال فيه إن المهاجمين وصلوا مسجد الروضة في خمس سيارات دفع رباعي، وأن بعضهم كان يرتدي ملابس قتالية وأقنعة ومدججين بالسلاح ويحملون الراية السوداء لتنظيم داعش.

وقال شاهد عيان: ” إن الملثمين كانوا يتكلمون مثل البدو” وأضاف :” الآخرون الذين ظهروا بوجوههم مكشوفة كانوا يتحدثون بهجة القاهرة، وأجسامهم ضخمة، وشعرهم طويل”.

وقال هيلير، وهو زميل غير مقيم في مجلس الأطلنطي والمعهد الملكي للخدمات المتحدة، إن “داعش، المعروفة باسم ولاية سيناء، لم تعلن بعد مسؤوليتها عن المجزرة، وقد لا تفعل ذلك أبدا”. وأضاف هيلير: “إن النقاشات التي شاهدتها على الإنترنت، حتى من الناس الذين يدعمون داعش، كانت صادمة وأكثر رعبًا عما حدث يوم الجمعة”.

وهي المرة الأولى التي تستهدف فيها داعش دار عبادة إسلامية في سيناء ، إذ تركزت أعمال العنف على نقاط التفتيش والمواقع العسكرية والشرطة في شمال شرق سيناء. وفي العام الماضي، هاجمت داعش كاتدرائية قبطية في القاهرة، وكنيستين إحداهما في كل من مدينة طنطا بدلتا النيل والثانية في ميناء الإسكندرية المتوسطي. وفي أكتوبر 2015، أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن إسقاط طائرة ميتروجيت 9268، مما أسفر عن مقتل جميع الركاب وطاقم الطائرة البالغ عددهم 224 شخصًا.

الخطورة في شبه جزيرة سيناء:

يقول هيلير: “الهجمات على المسيحيين كانت تهدف إلى خلق الانقسام داخل المجتمع المصري، حيث يمكن للجماعات الراديكالية أن تستفيد من ذلك، لكنها فشلت، والآن، فإنهم يذهبون إلى أي شخص لا يؤيد ما يريدون، لذلك استهدفوا تحديدا مسجد الروضة لأنه ينتمي إلى النظام الصوفي المحلي، إذ يعتبر داعش الصوفيون هراطقة، وفي سوريا والعراق، دمروا الأضرحة الصوفية وجرفوا مقابر القديسين الصوفيين”.

في نوفمبر 2016، اختطف داعش سليمان أبو حراز وقاموا بقطع رأسه، وهو شيخ صوفي عمره 100 عام، وبحسب أحد سكان المدينة، هدد المسلحون المسجد خمس مرات منفصلة، ​​ وأمروا بوقف تجمعات الصوفيين لكنهم رفضوا.

وهناك نظرية أخرى هي أن الهجوم كان انتقاما لتعاون السكان المحليين مع قوات الأمن المصرية.

مهما كان الدافع، فالنتيجة هي مدينة تم القضاء عليها في حادث قتل الجماعي، وتشير بعض التقديرات إلى قتل ربع رجال البلدة.

حتى الآن، كانت بلدة الروضة قد نجت إلى حد كبير من العنف الذي يعاني منه هذا الجزء من سيناء.

وقد قتل 6 من أقارب سلامة البالغ من العمر 40 عامًا في الهجوم، بعد أن فروا إلى الروضة من الشيخ زويد بالقرب من الحدود مع غزة، باعتبارها أكثر أمانًا، يقول سلامة “جئنا إلى الروضة قبل عامين لأنها أكثر أمانًا، لكن الله أراد أن لا نكون هنا”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى