أخبارترجمات

أدلة تشير إلى هُوية صاحب تابوت الإسكندرية الحجري “الغامض”

عالما آثار يكشفان لغز التابوت الحجري المستكشف في الإسكندرية

المصدر: National Georgaphic – المصري اليوم- MBC مصر

ترجمة وإعداد: ماري مراد

لم يُفتح حتى الآن التابوت الحجري الأسود من الجرانيت الذي اكتشف في موقع بناء مصري حتى أن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أطلقوا نكاتًا لا تحصى حول لعنته رغم مرور أسبوعين على اكتشافه.

ويقال إن مسؤولين في وزارة الآثار المصرية غضبوا من إرسال عدد لا يحصى من الاستفسارات الصحفية العالمية بشأن متى وكيف سيتم فتح التابوت الحجري، وحتى الآن رفضوا التكهن بهوية صاحب التابوت.

لكن بهدف تضييق الاحتمالات، فإن علماء الآثار المحليين، لا يسمح لهم بالتحدث إلى ناشيونال جيوغرافيك نيابة عن الوزارة، ومع ذلك شاركوا بأفكارهم حول الشخصية التي على الأرجح قد ينتمي إليها صاحب هذا التابوت الحجري.

جريدة الأهرام، كانت صريحة بشكل كاف: تم العثور على تابوت حجري كبير -لا يزال مغلقًا- خلال مسح للبناء في مدينة الإسكندرية. تم العثور على رأس من الآلاباستر يعتقد أنها تمثل رأس الشخص الموجود في التابوت، في مكان قريب، ويُعتقد بأن موقع الدفن يعود إلى الفترة البطلمية (323-30 قبل الميلاد).

وقال بيان رسمي إن التابوت الذي يبلغ طوله 9 أقدام والذي يبلغ ارتفاعه 5 أقدام- هو أكبر تابوت قديم تم اكتشافه في المدينة، وأثار هذا تكهنات بأنه ربما يكون مكان الراحة الذي يستقر فيه شخص قوي أو غني ربما حتى ألكسندر الأكبر الذي أسس مدينته التي حملت اسمه في 331 قبل الميلاد.

وفي حين أن بعض الحسابات التاريخية تدّعي أن الفاتح المقدوني العظيم دفن بعد وفاته في الإسكندرية في 323 قبل الميلاد، لكن لم يتم العثور على قبره حتى الآن.

وتحدث اثنان من علماء الآثار الذين يعملون في الإسكندرية ولديهم معرفة بالاكتشاف بشكل مستقل إلى “National Geographic”. كلاهما يشك في أن التابوت الحجري نفسه قد يرجع إلى سلالة فرعونية سابقة في تاريخ مصر الطويل، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الأبعاد الكبيرة غير المعتادة.

ويعتقد أحد علماء الآثار بأنه بما أن الإسكندرية لم تكن تأسست حتى القرن الرابع قبل الميلاد، فإن التابوت الضخم قد يكون تم جلبه إلى المدينة فارغًا، من موقع لعصر سلالة سابقة أسفل النيل -مثل ممفيس- ثم أعيد استخدامه لدفن شخص ما في السنوات اللاحقة.

في حين يرجح عالم الآثار الآخر أن الدفن نفسه قد يعود في الواقع إلى العصر الروماني، الذي يتبع الفترة البطلمية، بناءً على ارتفاعه “العالي” (تم اكتشاف التابوت على بعد 15 قدمًا تحت سطح الشارع الحديث). ويشير عالم الآثار هذا إلى أن موقع الدفن يقع خارج حدود الإسكندرية القديمة، ما لا يرجح دفن ملك مصري قديم فيه.

ما هو معروف على وجه اليقين، هو أنه إذا تم فتح التابوت، فسيكون ذلك إنجازًا هندسيًا: يقدر أن التابوت الجرانيتي يزن نحو 30 طنًا.

في مقابلة مع “Egypt Today”، قدم وليد أبوالعلا، رئيس قطاع المشاريع في وزارة الآثار، طريقتين محتملتين لسحب الاكتشاف: الأول، تطويق التابوت بمواد الحماية الواقية ثم سحب الكتلة بالكامل من الحفرة بواسطة بلدوزر، والآخر؛ فتح التابوت في مكانه ثم إزالة الغطاء والقاعدة بشكل منفصل عن طريق رافعة.

وفي مداخلة هاتفية مع قناة “MBC” مصر، قال الدكتور مصطفى وزيري، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، إن دفن التابوت الأثري الذي تم العثور عليه مؤخرًا بالإسكندرية، بهذا الشكل الفقير، يؤكد أنه ليس للإسكندر الأكبر، وأنه يمكن أن يكون لأحد رجال الدولة القديمة، أو أحد الكهنة.

وأضاف “اكتشفنا العديد من المقابر ولم نصب بأي لعنة فراعنة”.

وتواجه سلطات الآثار في مصر الآن صعوبة في نقل التابوت بالنظر لضخامته ووزنه البالغ 30 طنا.

لكن الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار، يقول لصحيفة “Gurdian” البريطانية: “فتح التابوت فورا محفوف بالمخاطر وعلينا الاستعداد”، مضيفا: “من الصعب نقله (التابوت) دون أن يمس بأذى وفتحه في المتحف”، لافتا إلى أنه سيتم فتحه في موقعه.

ويقول وليد أبوالعلا، إنه تم الاستقرار على فتح غطاء التابوت الأثري، الذي تم العثور عليه مؤخرًا في شارع الكرميلي بمنطقة سيدي جابر بحي شرق الإسكندرية في مكانه، الذي تم اكتشافه به، مؤكدًا أنه لن يتم نقله إلى مكان آخر.

وأضاف أبوالعلا في تصريحات أخرى نقلتها بوابة “المصرى اليوم”، الأربعاء، أنه تم تجهيز “مواسير سميكة مخصصة” لرفع غطاء التابوت حتى يتم التعرف عما بداخله، مشيرًا إلى أنه إذا تم العثور على شيء بداخل التابوت سيتم التعامل معها على الفور من خلال فريق مرممين متخصص سيكون موجوداً في الموقع على أن يتم نقل أي مكتشف إلى أي مخزن متحفي في الإسكندرية، لمعالجته، والبدء في إجراءات الترميم، للحفاظ عليه.

وكانت البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار عثرت على مقبرة أثرية ترجع للعصر البطلمي، في أثناء أعمال حفر مجسات بأرض أحد المواطنين بشارع الكرميلي بمنطقة سيدي جابر حي شرق الإسكندرية مطلع الشهر الحالي.

وتعد الإسكندرية المطلة على البحر المتوسط العاصمة الثانية لمصر، وكانت عاصمة البلاد لمئات السنين في عصر الإسكندر الأكبر ومن حكموا بعده، وكانت ثاني أكبر مدن الإمبراطورية الرومانية بعد العاصمة روما، وتحتضن المدينة العديد من الآثار التي تعود للعصر البطلمي والعصرين اليوناني والروماني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى