أخباررياضة

صحفي أوروبي بارز: العالم أجمع سيشجع مصر في المونديال لأجل صلاح

إسبن هانسن: سينقسم تشجيع العالم لمصر في المونديال إلى نوعين

 

أسبن أمام صورة صلاح في أحد شوارع القاهرة
كتب – طارق عطية
أودّ أن أشارككم قصة مؤثرة عن محمد صلاح. كنتُ أتناول الطعام بمطعم “كايروما” بوسط القاهرة هذا الأسبوع مع إسبن إيجل هانسن، رئيس تحرير صحيفة “أفتن بوستن” أهم الصحف النرويجية، والذي جاء إلى مدينتنا لحضور مؤتمر إعلامي دولي.
وفي لحظة ما بينما نتناول الطعام بدأنا الحديث عن محمد صلاح، وهنا أخبرني إسبن شيئًا أشعر أن لا بد لي من نشره على أوسع وأبعد نطاق أستطيعه؛ فهو يعتقد أن العالم أجمع سيشجع الفريق المصري أثناء كأس العالم لكرة القدم بسبب مدى شعبية محمد صلاح، ليس فقط لبراعته كلاعب وإنما لشخصيته المذهلة أيضًا.
هنا يتضح كيف يتنبأ إسبن، المشهور عالميًا بوقوفه بقوة في وجه مارك زوكربيرج وموقعه “فيسبوك” في أواخر 2016 بسبب صورة تاريخية حجبتها خوارزميات الذكاء الاصطناعي الخاصة بالمنصة الاجتماعية بشكل غير عادل، بما سيحدث في أوساط مليارات المشجعين المتحمسين، المتابعين بتعصب لأهم حدث رياضي بالعالم والذي يُقام كل أربع سنوات وتُنتظر إقامته الشهر المقبل في روسيا.
قسّم إسبن هذا الجمهور العالمي إلى فئتين من الناس:
* جمهور الدول الاثنتين والثلاثين التي تشارك منتخباتها الوطنية بالمنافسات، ويتوقع إسبن أن يشجعوا فريقهم الوطني في المقام الأول (وهذا أمر طبيعي جدًا بالتأكيد). لكن، بعد هذا مباشرةً، ستتجه قلوبهم وهتافاتهم إلى المنتخب المصري بفضل محمد صلاح.
* أما بالنسبة لمن لم تلتحق منتخبات دولهم بالدول الاثنتين والثلاثين التي تتنافس في كأس العالم هذا العام (أي الأغلبية العظمى، أو، حرفيًا، بقية العالم)، فغالبًا ما ستشجع جماهيرها المنتخب المصري في المقام الأول، أيضًا بفضل محمد صلاح.
حين طلبتُ من إسبن تفسير هذه الظاهرة، قال: “الجميع يحب المستضعفين كالمنتخب المصري”. بالطبع لم تشارك مصر بكأس العالم منذ ما يقارب 30 عامًا، وليست من بين الدول التي يُتوقع فوزها بدورة هذا العام؛ وفي الواقع ينسب الكثيرون إلى محمد صلاح الفضل في مساعدة المنتخب على الوصول إلى كأس العالم هذا العام.
سألتُه: “لكن، هل تظن حقًا أن له هذا القدر من الشعبية في كل مكان حول العالم؟”، فأجاب إسبن، الذي هو – بالصدفة – مشجع لنادي “ليفربول” طوال حياته: “أستشعر هذا حقًا، وبالتأكيد ينطبق نفس الأمر في النرويج، فالجميع يحب محمد صلاح”.
كفرد مصري، يملؤني هذا ويملأ العديد من الناس بالفخر الشديد، لكن – في الوقت نفسه – ينتابني وينتاب كُثر آخرين قلق من وجود الكثير من الضغوط على اللاعب ذي عمر الخامسة والعشرين.
فلنأمل ألا يكون الضغط أكبر من احتمال رجل واحد؛ ضغط ألا تشجعك دولتك فقط بل يشجعك العالم أجمع، نظرًا لأن ما حققته من نجاح يؤكد إيمانهم بأن هذا “الشاب اللطيف” يمكنه أن يفوز في عالم يبدو جائرًا قاسيًا في معظم الأوقات، وإيمانهم بأن العالم قد يصبح مكانًا أفضل؛ وربما يكون هذا الإيمان هو الأسطورة الحقيقية لمحمد صلاح.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى