إعلامسياسة

الجارديان: المصريون لم ينسوا خطأنا حول ثروة مبارك

Cairo rally in support of detained journalists

جارديان: الصحافيون المصريون لم ينسوا خطأنا الفادح حول  “السبعين مليارا ثروة مبارك” وهناك تحركات  إيجابية في الإعلام المصري رغم المصاعب

كريس إليوت – الجارديان

ترجمة – محمود مصطفى

المرة الأولى التي ذهبت فيها إلى القاهرة كانت، بالصدفة، خلال الأسابيع التي سقط فيها الرئيس المصري مبارك. كان ميدان التحرير لا زال مشغولا بالمتظاهرين وكان الصحفيون، الذين التقيتهم في البرنامج التدريبي الذي نظمته اليونسكو للحديث عن التنظيم الذاتي للصحافة، مشاركون متحمسون في الثورة مخاطرون بالموت من أجل مستقبل أفضل وجزء مما سيكون إعلاماً حراً.

وبعضهم لم يستغرق الكثير من الوقت ليشير إلى خطأ قديم للجارديان. في 4 فبراير 2011 نشرت الجارديان تقريراً يرجح أن ثروة مبارك الشخصية قد تصل إلى 70 مليار دولار، وبينما انتشرت هذه القصة في ميدان التحرير مدفوعة بوسائل التواصل الإجتماعي وأججت الحشود المتظاهرة، ومع ذلك فإن التقرير وأسباب نشره احتج عليها الصحفيون الشباب بشدة، وعليه قمت بالتحقيق في الأمر في مقال بعمود “الباب المفتوح” وعدلت التحقيق المنشور على الإنترنت كنتيجة لذلك.

بدا خلال عودتي للقاهرة قبل عشرة أيام أن  كثيرا  من هذا التفاؤل الذي تبع سقوط مبارك قد تم إسكاته. خلال الثلاث سنوات ونصف انتخب الرئيس مرسي، من جماعة الاخوان المسلمين، وأطاح به الجيش الذي جاء منه الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي.

خلال الزيارة التي استمرت يومين للقاء إعلاميين مصريين مع وفد من شبكة الصحافة الأخلاقية هناك، وجدت قلقاً حول المستقبل ودعماً على طريقة الزي الموحد لـ”حرب” الحكومة الجديدة على الإرهاب. هذه الرؤية تفرض نفسها في غياب شبه كامل لتقارير نزيهة عن الاخوان، الذين أُعلنوا جماعة إرهابية وفُرقت قياداتهم.

محلل بارز قال لمجموعة الصحفيين هذه إن الإعلام الغربي لا يفهم مخاوف الناس العاديين في مجتمع تبلغ في البطالة رسمياً نسبة 13% وتبلغ فيه نسبة من هم بين أعمار 15 و29 عاماً 60%، وفقاً لأرقام البنك الدولي. “الدولة المصرية أُضعفت والخدمات العامة أُضعفت” قال المحلل “نحن مسلمون لكننا نحتاج إلى حياة معاصرة. لا نريد دولة دينية متأثرة بأيديولوجية الدولة الإسلامية “داعش”. ما حدث تصحيح للثورة الأولى.”

وكررت ذلك أيضاً صحفية شاب من يومية الأهرام المملوكة للدولة والتي قالت “ما لا يريد الغرب أن يعترف به هو أننا في حرب ضد الإرهاب.”

أخبرنا الصحفيون أنهم يعكسون إرادة الناس بدعمهم لحرب الحكومة على الإرهاب بالرغم من أن هذا ليس صحيحاً بالنسبة لكل الصحفيين. عبر بعض الصحفيين الأكبر سناً، بعيداً عن رؤسائهم، عن رغبتهم في العودة إلى صحافة التحدي الموجهة للحكومة والتي ميزت ثورة 2011، لكن لم يشعر أحد بأنه قادر على قول ذلك بحرية. يمتد هذا ليشمل كذلك تراجعاً جلياً في المخاوف حول احتجاز المنافسين السياسيين وحبس الصحفيين.

 IMG_6437

لقاء القاهرة – عدسة : صديق عادل

ومع ذلك، كانت هناك بعض علامات التفاؤل. حيث أن هناك “رابطة المحررين المصريين” التي تشكلت مؤخراً والتي تلتزم بتحديث الإعلام وتطوير صحافة حرة ومتنوعة.

وقال إيدين وايت، المدير العام لشبكة الصحافة الأخلاقية، إن هناك تحركات إيجابية: “على الجانب الإيجابي، وجد الوفد حماسة لتوسيع أفق الصحافة المستقلة خاصة من خلال الصحف المحلية وانتشار المنصات الرقمية لتوصيل الأخبار. نموذجان لذلك هما مبادرة البرنامج المصري لتطوير الإعلام في الصحافة فائقة المحلية من خلال جريدة وسط القاهرة المجانية “منطقتي“، و”أولاد البلد” للخدمات الإعلامية وهي سلسلة من الصحف الإقليمية على الإنترنت والمحلية. هذه المبادرات أطلقها على الترتيب كل من طارق عطية (مؤسس البرنامج المصري لتطوير الإعلام) وفاطمة فرج وكلاهما من قادة حركة المحررين الجديدة.”

هناك دستور جديد يسمح بحرية صحافة أكبر للمصريين مما تمتعوا به من قبل، ولكن كثيرين يخشون أن هذا سيأتي على المدى البعيد. ومع ذلك، يمتلك المصريون ذاكرة قوية كما اكتشفت عندما التقيت بامرأة شابة، كانت في خط المواجهة في معركة حرية الصحافة ، والتي تذكرت على الفور قصة الجارديان حول ثروة مبارك والخطأ الذي احتوت عليه وقالت “قرأت التصحيح كذلك.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى