سياسةمجتمع

لماذا يعاني الرجال بعد الانفصال أكثر من النساء؟

 على عكس الشائع فإن النساء يبادرن أكثر بطلب الانفصال بينما يعاني الرجال أكثر بعد حدوثه

Psychologytoday- إليزابيث أورا ماكلينتوك

ترجمة دعاء جمال

167032-172000

كلنا نعرف هذه الصورة النمطية: الرجال يمّلون  قيود الزواج والحياة المنزلية، وبقسوة يتركون صديقاتهم أو زوجاتهم. ثم يستمتعون بحياة العزوبية بعد الانفصال بينما تبكى نسائهم.

يتوق الرجال  للعلاقات والزواج بقدر النساء، لكن يبدو أن النساء يبادرن  بطلب الطلاق أكثر من الرجال . لذا يبدو أن النساء يعانين بشكل أقل من الرجال بعد الاإنفصال.

يرتبط الزواج بالسعادة بالنسبة للجنسين لأن الزواج متصل بالرفاهية المادية والصحة الأفضل. والسعادة الزوجية يمكن ان تتحقق عند الرجال بشكل أكبر من النساء، يضاف إلى ذلك أن الصحة الوقائية للرجل تكون أفضل أثناء الزواج. بكلمات أخرى، قد يكون الرجال أكثر سعادة فى زواجهم من النساء، والرجال لديهم الكثير ليخسروه فى الطلاق أو الانفصال من ناحية الصحة والسعادة أكثر من النساء.

فى الواقع، فإن الطلاق يرتبط لدى الرجال بوضع جسماني ونفسي أسوأ. وتأثير تلك المساوىء الصحية ليس بالهين، فالرجال أكثر قابلية من النساء للاتجاه إلى تطوير سلوك انتحارى بعد الانفصال. الواقع أن النساء قد يختبرن بعض المنافع الصحية من الانفصال، على سبيل المثال، عندما طلب من زوجين متوافقين النوم منفصلين ( عدم مشاركة نفس السرير أو مكان النوم)، تحسنت جودة النوم  لدى النساء بينما قلت جودته لدى الرجال.

إذا لماذا الانفصال أصعب على الرجال؟

أكثر التأثيرات السلبية للطلاق على الصحة قد تظهر فى التغيرات فى أسلوب الحياة، مثل استخدام السجائر والكحول. تشجع الزوجات أزواجهن على السلوك الصحى؛ بدون هذا التأثير الإيجابى، قد يقع الرجال المطلقون مجدداً فى العادات القديمة غير الصحية. يضاف إلى ذلك أن الرجال قد يكونوا أكثر إعتماداً من الناحية العاطفية على شريكاتهم ولديهم مصادر دعم بديلة أقل. عند سؤالهم عمن سيلجئون إليه إذا كانوا يشعرون بالإكتئاب. 71% من الرجال اختاروا زوجاتهم غير أن 39% فقط من النساء اخترن أزواجهن. النساء المتزوجات قد يحافظن على شبكة متعددة من الدعم العاطفى أكثر من الرجال المتزوجين، وهذا الدعم غير الزوجى مهم خلال الانفصال. وهذا لا يعنى أن الرجال ليس لديهم أصدقاء أو عائلة، إلا أنهم قد يكونوا أقل اعتيادا على البحث أو تلقي دعم عاطفى من غير زوجاتهم. فى الواقع، تعتقد بعض الأبحاث أن الرجال يميلون إلى النظر إلى الانفصال باعتباره أمرا صعوبة من النساء، وأنهم يقاومون فكرة طلب المساعدة من الأصدقاء.

الارتباط بشخص جديد

النساء المطلقات أقل تفضيلا من الرجال المطلقين للزواج مجدداً،  ما يوضحه تواجد الكثير من الرجال على مواقع المواعدة على الانترنت. بينما العديد من النساء، بالأخص الأرامل، وأيضاً النساء المطلقات ولديهن أطفال، لا يردن تجربة زواج أخرى. النساء المتزوجات سابقاً عادةً ما يربطن الزواج بالتزام  بالرعاية وبحرية أقل، غير أن الرجال قد يفتقدون الرعاية العاطفية التى يتلقونها من زوجاتهم. فى المتوسط، قد يكون الرجال أكثر اعتماداً من الناحية العاطفية على زوجاتهم مما قد يجعل الرغبة فى الزواج مجدداً أكثر لديهم. الواقع، أن الرجال ذوى مستوى ضئيل من الدعم الاجتماعى من الأصدقاء هم الأكثر رغبة فى الزواج مجدداً.

الانفصال صعب على الجميع

هذا لا يعنى أن الانفصال ليس صعباً على النساء. هو بالفعل صعب على الرجال والنساء حيث يعانى الطرفان من حالة عاطفية وجسمانية سيئة. لكن التأثير الضار قد يكون أقوى على الرجال، لأن الرجال قد يتلقون دعماً أقل من الأصدقاء والعائلة، لأنهم أيضا أقل قبولا لفكرة طلب الدعم من الاخرين. إذا كنت تعرف شخصا مر مؤخراً بتجربة انفصال، لا تفترض أنه يأخذ الأمور ببساطة. وبالتأكيد، أنه من الهام تقديم نفس المساعدة والتعاطف للنساء، غير أن النساء قد يكن أفضل فى البحث عن مساعدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى