منوعات

“تلاشي العظام”| حالة طبية نادرة لا يمكن تفسيرها.. فما هو هذا المرض؟

المرض يُصبح مميتًا في هذه الحالة

المصدر: Oddity central – Stephanie Lai

ترجمة: ماري مراد

رغم التطورات العلمية المدهشة التي حُققت القرن الماضي لا تزال هناك العديد من الحالات الطبية التي لا يمكن تفسيرها بشكل كامل. ومن بين هذه الحالات متلازمة تلاشي العظام، التي واجهها الأطباء مؤخرًا في مستشفى بالعاصة الأسكتلندية أدنبره لامرأة تبلغ 44 عامًا.

“تلاشي العظام”، المعروف أيضًا باسم “جورهام ستوت”، يتسبب في حالة نادرة جدا، يصاب فيها المريض بفقدان تدريجي للعظام. لا داعي للقلق فهذا المرض غير شائع لدرجة أنه لم تُسجل سوى 64 حالة في الأدبيات الطبية منذ وصفه لأول مرة عام 1838.

في الشخص السليم، العظام تُعيد بناء نفسها باستمرار للمساعدة في الحفاظ على قوتها، لكن مع الإصابة بمرض “جورهام ستاوت” يحدث تعطل لهذه العملية؛ إذ يُكسر العظم نفسه بشكل أسرع مما يمكن إصلاحه.

نظرًا لنُدرة الحالة، قد يصعب تشخيصها. ففي حالة في “سيدة أدنبره”، فهي توجهت أولًا إلى الطبيب شاكية من ألم في كتفها اليسرى. وبعد إجراء أشعة إكس، كُشف تشوّه على عظم العضد، وهو ما قاد الأطباء إلى الاعتقاد بأنها قد تكون مصابة بالسرطان، ومع ذلك كانت نتائج التحليل غير حاسمة.

 وعلى مدار عام ونصف العام، ازدادت الأعراض سوءًا، لكن الأطباء كانوا لا يزالون متحيرين وغير قادرين على تقديم تشخيص مُحدد. وعانت المرأة بعد ذلك من ألم وتورم في ذراعها، وأصبحت ضعيفة لدرجة أنه بإمكان ضربة صغيرة أن تؤدي إلى كسر مُبرح.

لحسن الحظ، بعد 18 شهرًا تمكن الأطباء أخيرًا من تقديم بعض الإجابات، فمن خلال النظر بعناية في صور أشعة إكس، لاحظ الأطباء أن عظم العضد والعظم الزندي تصبحان أكثر خفوتًا وضعفًا تدريجيًا بعد كل أشعة، كما أكد اختبار إضافي أن عظامها كانت تختفي فعليا، والغريب في الأمر أن نمو الأوعية الدموية كان يحل محل نسيج عظميها.

مع الفهم المحدود الحالي لهذه الحالة، يتضح أنه بإمكانها التأثير على أي عظام في المريض من أي عمر أو جنس، وما يزيد الأمر سوءًا هو عدم وجود أي فكرة عن سبب هذا المرض.

وبسبب ندرته لا يوجد علاج موحد لـ”جورهام ستوت”، فقد يختار الأطباء اتباع نهج جراحي إمّا عن طريق إزالة المناطق المصابة من العظام أو عن طريق ترقيع عظام جديدة لتشجيعها على معالجة نفسها، في حين أن خيارات العلاج الأخرى تشمل العلاج الإشعاعي أو صرف أدوية.

ورغم الطبيعة المرعبة لهذا الداء هناك بعض الأخبار الجيدة: من غير المحتمل أن تُصاب بهذا المرض، كما أنه أيضًا عادة ما يكون حميدًا، ويصبح مميتًا فقط حال انتشاره إلى العمود الفقري.

الحالات الغريبة مثل مرض “جورهام ستاوت” تبرز مدى ضآلة فهم الطب لجسم الإنسان ومرضه.

بالتأكيد، يمكن علاج مرض قاتل باستخدام حبّة واحدة من الدواء، لكن الكثير من الأمراض لا تزال طبيعتها غير مفهومة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى