مجتمعمنوعات

نصف مليون تلميذ بريطاني يذهبون للمدارس “جائعين”!

تبرعات في بريطانيا لأجل إطعام تلاميذ المدارس

زحمة

شاركت صحيفة “اندبندنت” البريطانية، في حملة تبرعات بالتزامن مع الاحتفال بأعياد الكريسماس، من أجل إطعام تلاميذ المدارس.

وفي تقرير لها بعنوان “ساعدوا طفل جائع: نصف مليون طفل يذهبون للمدرسة يوميًا بمعدة خاوية” وجهت الصحيفة الدعوة وطرحت سبل التبرع.

يحكي التقرير عن معاناة الطفلة “إيما” البالغة من العمر 8 سنوات، التي ضاق الحال بوالديها المجبرين على إرسالها يوميًا إلى المدرسة دون وجبة فطور. وفي المساء تمتلئ معداتهم بالمعكرونة أو الوجبات الميكروويف المنخفضة في القيمة الغذائية والتي يتمكن والديها من توفيرها.

تقول إيما، إنها كثيرًا ما تشعر بتعب كبير في التركيز خلال يومها الدراسي.

وأشار التقرير إلى أن الوضع التي تعيشه إيما، يواجهه 500 ألف طفل غيرها في المملكة المتحدة. يذهبون جياع للمدرسة يوميًا.

وبحسب الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة، فإن 8 مليون شخص في بريطانيا التي تعتبر سادس أقوى اقتصاد على مستوى العالم، يعانون من الفقر الغذائي.

وتقدر المنظمة عدد الأطفال الذين ينامون يوميًا ببطون خاوية لأن والديهم غير قادرين على توفير الوجبات اللازمة لهم، بحوالي 870 ألف طفل.

عدم الأكل ليس المشكلة الوحيدة فحسب، بل أن تدبير التغذية والأطعمة الغنية، هو ببساطة ليس في متناول آلاف الأسر التي تعيش عند الحد الأدنى من الفقر، وما تشكله من عواقب بعيدة المدى على العديد من الأطفال البريطانيين، وفقًا للتقرير.

يصف دكتور “جورج جريمبل” أستاذ الطب بجامعة لندن، الوضع بالنسبة لنمو هؤلاء الأطفال بـ”الكارثي”، ويؤدي إلى” سوء التغذية والبدانة وإهدار الإمكانيات”.

ويضيف د.جريمبل “عندما يكون الناس فقراء، فإنهم يُجبرون على شراء الطعام الرخيص، يملئ أجوافهم لكن لا يمدهم بالقيمة الغذائية”.

وقال د.جريمبل، لـ”اندبندنت”، إن “الفقر الغذائي في المجتمع يتداخل إلى حد كبير مع أمراض سوء التغذية”.

ويشير التقرير إلى أن أكثر من 60% من أطباء الأطفال يؤمنون بأن انعدام الأمن الغذائي يسهم في تراجع صحة الأطفال الذين يعالجونهم. وفقًا لاستقصاء رأي أجرته الكلية الملكية لطب وصحة الأطفال عام 2017.

ووفقًا للاتحاد الأوربي، فإن “إحصاءات الجوع مروعة” لاسيما بوضعها إلى جانب حقيقة إهدار 100 مليون طن من المواد الغذائية سنويًا.

وأشار التقرير، إلى أنه وفقًا للهيئة الحكومية الاستشارية للنفايات، فقد تم إرسال 400 مليون وجبة غنية بالطعام الصالح للأكل، إلى مكب النفايات في 2016، والتي كان من الممكن إعادة توزيعها لإطعام الجياع من الناس في كل أنحاء بريطانيا.

وأكدت الصحيفة، أن هذا هو السبب وراء مشاركتها في حملة بالكريسماس هذا العام بالتعاون مع مشروع “فيلكس” من أجل مواجهة آفة الفقر الغذائي غير المرغوب فيها التي تضر بمستقبل العديد التلاميذ في بريطانيا.

كما لفت التقرير إلى أنه في الوقت الذي تكافح فيه العديد من الأسر، الفقر الغذائي في بريطانيا، فإن بعض المحال التجارية “السوبر ماركت” ساهمت في إعادة توزيع 100% من فائضها الغذائي العام الماضي لصالح أعمال خيرية.

وأشار التقرير إلى أن المساهمات الخيرية في هذا الصدد بدأت منذ عام 2016 في إعادة توزيع الفائض من المنتجات المجمعة من أكثر من 90 منذ بيع مواد غذائية، على 100 جمعية خيرية في غاية الحاجة.

وهذا العام، يتوقع مشروع “فيلكس” إعادة توزيع مليون وجبة.

وأعلنت الصحيفة أن جميع التبرعات التي جمعتها سيتم توجيهها لتوفير الغذاء الصحي والطازج للأطفال في المدارس الابتدائية.

ونقلت الصحيفة عن الرئيس التنفيذي لمشروع “فيلكس”، هيلاري كروفت، قولها “نحن نريد المزيد من التأثير المباشر على الأطفال لأننا نعرف العواقب على الأطفال الجوعى”.

وأضافت “يفقدون ساعة تعلم يوميًا لأنهم غير قادرين على التركيز. هذه إضاعة كبيرة لإمكانياتهم”.

ولفت التقرير إلى أن كل يورو يتم التبرع به، سيؤمٍن لكل تلميذ في المرحلة الابتدائية وأسرته وجبة غذائية متكاملة. وأن كل 500 يورو سيمكن من إدراج مدرسة جديدة في البرنامج الغذائي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى