علم طفلك أن يتخطى أخطاءه بتلك الأسئلة الخمسة
ترجمة دعاء جمال
كبارا كنا أم صغارا، نقترف جميعنا الأخطاء. إنها جزء لا يتجزأ من التجربة البشرية.
تعلمنا مشكلات الحياة الكثير بشأن كيفية تعاملنا مع مشاعرنا مثل الخزي، الإحراج، الخوف والحزن.
وتعرّف المرونة بأنها ” القدرة على التعافي سريعاً من الصعوبات”. إنها مهارة حياتية أساسية نحتاج جميعاً لتعلمها. لحسن الحظ، إن أول بضعة أخطاء في حياة الطفل تعد بمثابة ورشة عمل مصغرة للمرونة.
بالطلب من أطفالنا تقييم الموقف، فصل الوقائع عن المشاعر وتطوير الخطط، نعطيهم مخططا للتمكن مدى الحياة من النهوض مجدداً من المواقف السيئة.
تلك خمسة أسئلة، أطرحها على أطفالي عندما يأتون إلي بعد ارتكابهم لخطأ كبير. على الرغم من مدي مثالية أبنائي ( بالنسبة لي)، أعلم بأنهم سيستمرون في ارتكاب الأخطاء خلال حياتهم. إبنك أيضاً سيفعل.
لا يمكننا إيقاف المحتوم، لكن يمكننا مساعدة ابنائنا على أن يصبحوا حلالين صغار مرنين للمشاكل، يمكنك المراهنة على ذلك.
السؤال الأول: ” ماذا حدث؟”
الحصول على كل “الوقائع” بشأن الموقف هي الخطوة الأولى لتكون متمكناً من مساعدة طفلك على حل مشكلة. لا يمكننا المساعدة إذا لم نعلم ما حدث.
الوقائع تختلف عن “المشاعر”. مساعدة طفلك على تعلم الفرق بين الإثنين يعد جزءاً مهماً من قدرته على حل المشاكل الآن وفي المستقبل.
” لقد أفسدت الأمر في حفل عيد ميلاد جيني ولن يدعوني أحد لحفل عيد ميلاد آخر مجدداً أبداً!” العبارة السابقة لا تدل على “واقعة” . ” الإفساد” هو أحد المنظورات للأفعال التي حدثت، والقلق بشأن عدم تلقي دعوات للحفلات المستقبلية، هو “تكهن” مقترن بالخوف.
أطرح الأسئلة الصحيحة وابن أساسا واقعيا قويا.
” ماذا تعني بأنك ” أفسدت الأمر”؟ هل يمكن إخباري بما حدث؟”
” هل قال أحدهم بأنه لن يدعوك مجدداً، أم أن هذا ما تعتقد بأنه سيحدث؟”
إبحث بعمق في المعلومات التي يزودك بها طفلك، وردد “الوقائع” فقط له.
“إذا كنت قد سمعتُ بشكل صحيح، فأنت غضبت وصرخت على سبنسر أمام الجميع لأنه أخذ أخر كعكة. هل هذا ما حدث؟”
أحياناً يكون استبعاد كل شيء إلا الوقائع هو ما يساعد على إعادة تشكيل الموقف لطفل مستاء.
السؤال 2: ” كيف تشعر؟”
الآن وقد أصبحت الوقائع معلومة، حان الوقت للتعامل مع مشاعر طفلك.
جيدة أم سيئة، المشاعر جزء حيوي من التجربة الإنسانية. الخزي، الخوف والقلق شائعين إلي حد ما بعد سقطة عاطفية، لكن بعض الأطفال يكون لديهم طبقة إضافية من الغضب أو انتقاص الذات، يكون عليهم تخطيها قبل الوصول لتلك المشاعر الأساسية.
قد يواجه الأطفال الأصغر صعوبة في التعرف على المشاعر وتسميتها، لذلك قد تكون تلك لحظة تعليمية قوية بشكل خاص.
أطلب من طفلك الأصغر أن يصف كيفية شعوره بأفضل ما يمكنه (” يجعل معدتي تؤلمني. لا أريد الذهاب لمنزل جاك بعد الأن!”) ثم، ومع وقائع الموقف، ساعده على تحديد الشعور (” هل أنت قلق بشأن ما سيعتقده جاك بشأنك لأنك دفعته؟ أشعر أحياناً هكذا عندما أكون خجلاً، وهذا يجعل معدتي تؤلمني ايضاً.”)
أنت أفضل من يعرف طفلك، لذا، أرشده خلال تلك الخطوة بكمية مناسبة من الوقت والاهتمام. يتخطى بعض الأطفال مشاعرهم سريعاً، بينما يبقى بها بعضهم لفترة قبل أن يصل إلى الجانب الآخر.
السؤال 3: “ماذا تعلمت؟”
يحتاج السؤال التالي الابتعاد قليلا عن المشاعر الغامرة. قد يكون من الصعب أن تنظر للموقف بشكل موضوعي عندما تكون متأثراً بتلك المشاعر الشديدة.
عندما تسأل طفلك بشأن ما تعلم، كن مستعداً لكونه لا يرى الصورة الأكبر بعد. قد يأخذ الأمر أحياناً بضعة ساعات، أياما وحتى أسابيع قبل أن يولد منظور جديد من رماد تجربة سيئة.
قد يصعب على الاطفال الأصغر غربلة الحطام (تفحص المشكلة) وإيجاد الدروس، لذلك، عرض مشكلة من من حياتك الخاصة يمكن أن يساعد. (” مررت بشيء مثل هذا وأنا في سنك تقريباً، وما تعلمته كان…”)
عندما يدرك الأطفال ان هناك نتاجا تعليميا من كل خطأ، يكتسبون معنى إيجابيا جديدا.
السؤال 4: “ما الذي يمكنك تغييره في المرة التالية؟”
حان الوقت لتضعا خطة للتصرف معاً.
قد نشعر جميعنا بالارتباك بعد ارتكاب خطأ ورؤية نتاج أفعالنا. لذلك، الخروج بخطة قوية للتعامل مع وضع مماثل في المرة التالية يمكنه أن يكون ممكناً للغاية.
“بدلاً من الغش في الامتحان المرة التالية، سأحرص على الدراسة بجدية.”
“بدلاً من ضربي لليلي عندما أكون محبطاً، سأتي للتحدث معك.”
شاهد ثقة طفلك تنمو. نسعد جميعاً عند الخروج بخطة معاً.
السؤال 5: ” إذاً، كيف تشعر الأن؟”
الأن وقد سويت الوقائع، تحدثت بشأن المشاعر، استخرجت الدروس ونظمتم خطة لعب للظروف المستقبلية، كل ما تبقى هو أن تذكر طفلك أن كل شمس تشرق مجدداً.
الاحتمالات عند طرحك لهذا السؤال، أن الأشياء لن تكون أفضل 100%. لكنها ستتحسن سريعاً. بسرعة أو ببطء، التحسنات الشعورية هي ما تهم.
تبنى المرونة خلال دروس الحياة مثل تلك، والدروس العديدة التي ستأتي بعدها. هي ليست مهارة مثالية، لكنها تتحسن بالممارسة.
في نهاية اليوم، طفلك الصغير سيكون تماماً مثل : إنسان. نحن مخلوقات غير مثالية، تقوم بقرارات غير مثالية من وقت لآخر.
لكن مع الكمية الصحيحة من الحب والدعم، سيصل طفلك إلى الجانب الآخر من أخطاءه أقوي قليلاً وأكثر حكمة من السابق.