ثقافة و فنسياسة

الغزوات الصليبية على مسرح العرائس

  الحملات الصليبية على مسرح عرائس يقدمه فنان مصري في الغرب

30250988-04_big

 (Nationmultimedia –  (Dorothea Huelsmeier

ترجمة: محمد الصباغ

من دمشق إلى بغداد وصولاً  إلى حلب، تتصدر  المدن الثلاث في الشرق الأوسط  الأخبار الغربية.  و حتى قبل تصدّر أخبار هجمات تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي حالياً كان هناك مناقشات في الأخبار  حول  الإسلام .

لكن الفنان وائل شكري المولود في الإسكندرية يعكس  الأدوار و يقدم للغرب نظرة على تاريخه من وجهة نظر عربية. فخلال العامين الماضيين، لاقت عروضه ”الكباريه الصليبي“ الثناء.

يستخدم شكري في عروضه العرائس المصنوعة من الزجاج ليعبر عن الحملات الصليبية في القرون الوسطى و التى بدأتها أوروبا المسيحية ضد المسلمين في الشرق الأوسط  وفي نفس الأماكن تقريباً التى تحدث فيها الصراعات الآن مرة أخرى. بعض العرائس تمثل  أشخاصا و البعض الآخر شخصيات أسطورية، طفولية و شرسة في نفس الوقت، تصور الوقائع الرئيسية للغزوات في القرون ال11 و ال12 و تتحدث باللغة العربية الفصحى.

و في الحلقة الثالثة و الأخيرة من ثلاثية ”أسرار كربلاء“، دعا شوقي المتابعين الغربيين ليقتربوا أكثر. و كجزء من معرضه في ألمانيا، كان زوار متحف  كيه20 كونستساملونج  بمدينة دوسلدورف قادرين على متابعة العرض من خلف شاشة زجاجية في أكتوبر الماضي .

وتم عرض الفيلم للجمهور العام  لأول مرة في الرابع من ديسمبر. و تعتمد الثلاثية التي عرضت أيضا  في متحف الفن الحديث بنيويورك على الكتاب الذي ألفه الكاتب الفرنسي اللبناني أمين معلوف تحت اسم ”الحروب الصليبية كما رآها العرب.“

30250988-02_big

و يقول شوقي الذي درس الفن مصر و الولايات المتحدة، إن الصراع الأول الكبير بين الغرب و الشرق كان الحروب الصليبية. و رفض الربط بين ما يقدمه و بين العنف الموجود حالياً في الشرق الأوسط و أشار إلى أنه بدأ في تحضير  عرضه منذ 2010.

و يضيف:” لكن لا يمكنك الهروب من الحقيقة، أنت تري الأحداث في الأفلام و العروض فتذكرك بكثيراً مما يحدث حالياً.“

و لا يؤمن الفنان السكندري بالرواية الواحدة للتاريخ، و بعض الأشياء تنعكس في أفلامه، و تتدلى العرائس بخيوط واضحة و عمدان خشبية فتظهر القصص و الحكايات.

تغطي الثلاثية الفترة بين 1095 و 1204, منذ دعوة البابا أوربان الثاني إلى حمل السلاح لتدمير القسطنطينية. في الجزء الأول، يظهر من خلال العرائس مجتمع مسلم متحضر جداً يتعامل مع “الكفر” و “الرعب ” الذي يسببه الغزو البربري القادم من  الغرب و الذي حوّل القدس إلى ركام.

أما الجزء الثالث من العمل فيظهر مزجا في منتهي الذكاء بين المسرح و الفيلم. فلم يكن عرائس تتحرك فحسب، بل أيضاً مشهد تم تجسيده على المسرح عبر ثلاثة مراحل من الحركة. و لم يكن فقط تذكيراً لاعتقاد القرون الوسطى بأن الأرض مسطحة، بل عرض النزوح و التشرد في الشرق الأوسط الذي سببته  فجرتها الحروب الصليبية.

و في النهاية يتحول كل شئ إلى فتات، تعبيراً عن القوة التدميرية للمحاربين المتعصبين المسيحيين.

و أشار الفيلم أيضاً إلى معركة كربلاء و التي أنتجت الفرقة بين الشيعة و السنة. و يقول شوقي:”بعض ما تراه في العراق اليوم هو نتاج لما حدث في كربلاء.“

و الحقيقة أن أفلامه و عروضه التى تعبر عن تلك المواضيع الحساسة ربما تكون أحد أسباب أنه غير مسموح بعرضها في مصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى