أخبارترجمات

كيف يبدو الرُعاة اللبنانيون على الحدود الإسرائيلية؟

اشتباكات بسبب قطع شجرة كانت فروعها تتجاوز خط ترسيم الحدود

 

 

Theguardian

ترجمة- رنا ياسر 

مهنة الراعي من المهن الهادئة في معظم الأماكن حول العالم، ولكن عندما يتعلق الأمر برعي الأغنام في المناطق الحدودية فهذا من شانه أن يؤدي إلى اشتباكات دبلوماسية وربما ما هو أسوأ .

وهذا ما يحدث الآن في جنوب لبنان.

“لقد وقعت حوادث بعدد لا يُحصى” تبعًا لما قاله إلياس قانصو، المتحدث باسم الجيش اللبناني، مشيرًا بقوله إلى أنه “في بعض الأحيان يُخطف الراعي وأحيانًا الماعز أو الأغنام، كما حدث بالأمس”.

وفي هذا الإطار، ذكرت صحيفة “جارديان” البريطانية في تقرير لها يوم الأحد، أنه في السنوات التي تلت انسحاب إسرائيل من معظم أراضي لبنان في عام 2006، كانت هناك  مناوشات على الحدود بين البلدين، اللذين ما زالا عمليًا في حالة حرب. وعليه فإن هذه المناوشات تُعرض المزارعين والرُعاة للاعتقال، فيصبح ذلك أخطر ما يواجههم في مهنتهم.

وفي الأسبوعين الماضيين، نجا مواطنان لبنانيان على الأقل من الوقوع في قبضة قوات الدفاع الإسرائيلية، وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية يوم الثلاثاء الماضي أن “قوة مُشاة إسرائيلية  عبرت الخط الحدودي، وأطلقت عدة قنابل من الدخان لاعتقال راعي غنم” ، ويُذكر أن الاعتقال الأخير  تم في شهر مايو الماضي، عندما اعتقل راع ومدني لبضعة أيام، وتم إطلاقهم بعد وقت قصير من الاستجواب.

 ومن خلال ذلك، توضّح صحيفة “جارديان” أن السبب وراء هذا الوضع يعود إلى عدم وجود حدود رسمية بين لبنان وإسرائيل، حيث يُعرف “خط الانسحاب” الذي تم تحديده من قبل الأمم المتحدة بالخط الأزرق، ويعبُر الرعاة اللبنانيون تضاريس هذه المنطقة دون قصد نظرًا لأن خط الانسحاب غير مُحدد تحديدًا دقيقًا.

ومن ثمّ، يُعترف أنه في خلال العام الماضي قامت قوات حفظ السلام للأمم المتحدة التي تقوم بدوريات في هذه المنطقة الحدودية، بتوثيق أكثر من 800 حالة انتهاك للخط الأزرق الحدودي من خلال الرُعاة والمزارعين.

“المناطق المُفضلة للرعي الجيد تقع على طول الخط الأزرق، تلك المناطق التي لم يتم وضع عليها علامات وتحديدها بشكل واضح، لذا فكان من الطبيعي أن يكون ذلك العبور جزءا من الروتين اليومي للرُعاة “هذا ما أشار إليه أندريا تينينتي، المتحدث باسم قوة “اليونيفيل” الدولية في لبنان.

لذا يعبُر الجيش الإسرائيلي الحدود من أجل القبض على أحد الرُعاة، وينظر الجيش اللبناني إلى تلك الإجراءات الإسرائيلية كونها مصدر قلق حيث تشتبه إسرائيل في أمر هؤلاء الرُعاة، مُدعية إنهم يعملون لصالح حزب الله لمراقبة الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وأعرب المتحدث باسم قوات الجيش الإسرائيلي أن “حزب الله يستغل ضائقة المدنيين الشخصية من أجل نشرهم كعملاء لجمع المعلومات الاستخبارية”.

وعلى إثر ذلك، قال ساريت زيهافي، الذي عمل سابقًا في جيش الاحتلال الإسرائيلي المتخصص في الاستخبارات العسكرية، “أحيانًا يكونون رُعاة بالفعل، ولكن في بعض الحالات لا يكونون كذلك”.

 ولأن الجيش اللبناني ليست لديه اتصالات مباشرة مع إسرائيل، فإن قوات حفظ السلام التابعة لليونيفل تعمل كوسيط لإرجاع هؤلاء الرُعاة، ومن ثم قال تينينتي “نتواصل مع الجيش الإسرائيلي ونطلب منهم إطلاق سراحهم، ففي معظم الحالات، يتم استجوابهم وإطلاق سراحهم في نفس اليوم أو في اليوم التالي”.

وفي الوقت ذاته، سلطت الصحيفة البريطانية الضوء على أبرز المناوشات التي حدثت بين الجانبين، كان من أبرزها عندما حاولت قوات الجيش الإسرائيلي اعتقال أحد الرُعاة ويدعى سالم دياب الذي يبلغ 38 عامًا في قرية كفركوبة في عام 2015، إلا أن هذه المحاولة تم إحباطها بمهاجمة كلب الرجل للجنود، وفي حادثة أخرى قام السكان المحليون باحتجاجات خارج مكتب اليونيفيل في العام التالي، بعدما أعادت القوات الإسرائيلية أكثر من 134 من الماعز “في حالة سيئة” بعد فترة اعتقال لم تدم طويلاً، وفقًا لأخبار حكومية لبنانية.

“فإن المسائل التي لا يمكن اعتبارها مشكلة في مناطق أخرى من العالم، تعتبر في هذه المنطقة على وجه التحديد مشكلة كبيرة” تبعًا لما قاله تينينتي، فقد قاد حادث بين الجانبين إلى اندلاع اشتباكات دموية جراء مخالفات بسيطة، إذ أدى قطع شجرة كانت فروعها تتجاوز سياج خط ترسيم الحدود، إلى مواجهة في عام 2010 قُتل فيها حوالي 5 أشخاص.

وبصرف النظر عن عدد تلك الحوادث، نوه تقرير الصحيفة البريطانية إلى أن الحدود كانت سلمية إلى حد كبير في السنوات الأخيرة. ويحرص كلا الجانبين على تجنب تكرار أي صراعات مُدمرة، كالصراع الذي حدث عام 2006 والذي نتج عن غارة عبر الحدود شنها حزب الله، وقُتل فيها حوالي 1200 شخص مدني في لبنان، وتم تدمير أجزاء كبيرة من الجنوب اللبناني بالقصف، وعلى الجانب الإسرائيلي، فإنه تم مقتل 158 شخصًا معظمهم جنود.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى