طفلي ثم صدري
في مخاطرة بحياتها رفضت جاستين تلقي علاج سرطان الثدي قبل أن تنجب طفلها
ترجمة دعاء جمال
جاستين كولبيك، 36 عاما، وتعمل كطبيبة اسنان، تم تشخيصها بالإصابة بسرطان الثدى، عندما كانت فى الأسبوع ال31 فقط من حملها، لكنها قررت تأجيل العلاج الكيميائى، لتعطى لطفلها فرصة أفضل ليولد بصحة جيدة، وبعد خضوعها للعلاج الكميائى، والإشعاعى، وعملية إستئصال الثدى، أصبحت الان على طريق التعافى، وأكمل مولودها “سيباستيان” الشهر التاسع من عمره، بعد أن ولد عشية عيد الميلاد، العام الماضى.
تقول “جاستين”، إنها ليست نادمة على تأجيل علاجها، “لم يكن قراراً صعباً، كان على طفلنا أن يأتى أولا، على الرغم من إمكانية انتشار السرطان بسبب تأخير العلاج،. وحين جلست في غرفة الانتظار بطفلى ذي العشرة أيام، في انتظارمعرفة مدى تفشي المرض بعد أاجيل العلاج، كانت من أكثر لحظات حياتى رعباً”
“لو خضعت للعلاج أثناء حملى، فكل مرة يمرض فيها ” سيباستيان” كنت سأتسائل عما إذا ما كان ذلك خطأى، وعما إذا ما كنت أنا السبب، ولم أكن لأستطيع العيش مع هذا”
اكتشفت “جاستين”و زوجها “لوجن ” (35 عاماً)، و يعمل كمدير استراتيجيات، الحمل في شهر يونية من السنة الماضية، وعلى الرغم من أنهما دائما ما أرادا أخا أو أختا لطفلهما “زاكرى، 6 أعوام” ولكن بعد خمس سنوات، جاء الحمل كمفاجأة.
تقول “كان سيباستيان طفلاً مرغوب فيه، ولكننى كنت أعمل بدوام كامل، وإنجاب طفل اخر، لم يكن فى ذهنى فى هذا الوقت، ولكننا كنا فى غاية السعادة عندما علمنا “
“بدأ ثدياى يكبران كثيراً، وكان الاثنان متكتلين خلال حملى، وهذا ما أعلمنى بحملى فى المقام الأول، ولكن مع مرور الوقت، بدأت ملاحظة أن أحدهما يصغر “يتقلص”، علمت أن هناك شيئا ليس جيدا، لذا قمت بتحديد موعد مع مركز علاج “midwife”، وكنت محظوظة للغاية، لاخذهم قلقى على محمل الجد، فقد سمعت العديد من القصص عن نساء بمثل عمرى، تمت مماطلتهن لأنهن “أصغر من أن يصبن بسرطان الثدى”.
وبعد أن تمت معاينتها من قبل المركز العلاجى وطبيبها العام، تم توجيهها إلى مشفى “رويال لانكستر”، وبعد المزيد من التحاليل على مدار أسبوعين، تأكدت أسوأ مخاوفها، وهى الإصابة بسرطان الثدى.
تقول” لم تصدمني النتيجة، بسبب الخلفية الصحية الخاصة بى، وفى الوقت الذى تتم فيه معاينتى من وحدة الثدى، كان الجلد تحت ثديى قد تجعد بسبب انتشار السرطان، ولم أخبر زوجى فى هذه المرحلة، كي لا أقلقه، بينما ليس لدى إثبات بعد ، ولكن عندما تأكدت كان فى غاية الروعة ، وجاء على الفور للموعد التالى حيث تم وصف العلاج لنا”
فى هذه المرحلة واجه الزوجان القرار الأصعب، ببدء العلاج على الفور، أو تأخيره حتى إنجاب طفلهما، مخاطرين بتفشى السرطان أكثر.
” كان أمامى خيار البدء بالعلاج الكميائى على الفور، بدواء أخف قوة، يؤخذ أسبوعياً بدلا من مرة كل ثلاثة أسابع، ولكننى كنت فى الأسبوع ال33 من الحمل، ولم يكن هناك دليل على انتهائى منه قبل الولادة، كما أن هناك أدلة صغيرة على تأثير الأدوية على الطفل على المدى الطويل، بالإضافة إلى عدم تمكنى من إرضاعه، وقد أرضعت طفلى الأول لمدة تسعة أشهر، وأحببت هذا، وشعرت انها البداية الافضل للطفل، ولهذا تناقشت مع زوجى فى الأمر، وقررنا أن نضع الطفل فى المقام الأول، فى النهاية ، تم تحفيز الولادة قبل ميعادها بثلاثة اسابيع، وتم ولادة “سيبايتيان” عشية عيد الميلاد.
” حاولت جعل عيد الميلاد طبيعيا قدر المستطاع لـ” زاكرى” وفتحنا الهدايا فى المشفى كعائلة”
استطاعت ” جاستين” أن ترضع مولودها لعشرة أيام قبل بدأها العلاج الكميائى، فى الثالث من يونيو لهذا العام.
” كنت قلقة من فطامه عن الرضاعة، ولكنها لم تكن مشكلة بلنسبة إليه، لكونها فقط 10 أيام، ومع كل حملات ” الثدى هو الأفضل”، كنت قلقة عليه، غير أنه لم يكن هناك داع لذلك، فقد كبر ليصبح طفلاً صغيراً وسليماً تماما
تحملت 6 دورات من العلاج الكميائى بكامل قوتها، ثم تأجلت لأسباب طبية عملية إستئصال الثدى حتى شهر يونيو الماضي، وبعد 7 أسابيع من العملية، بدأت العلاج الإشعاعى، الذى انتهى منذ ثلاثة أسابيع، والآن عليها الخضوع للحقن الكميائى كل ثلاثة أسابيع حتى مارس، وبعدها ستأخذ حبوب للعشرة سنوات القادمة لمنع السرطان من العودة.
“لا أندم على قرارى ولو للحظة، لم أكن لأسامح نفسى إذا خضعت للعلاج اثناء حملى ، وحدث شيئ ما لطفلى”
يقوم زوجها “لوجن” الآن، بالسباحة الخيرية لرعاية مرضى السرطان، ويأملان بجمع المال لوحدة الأورام بمشفى “رويال لانكستر”
يقول زوجها ” لم أتصور أبدا أن أكون فى ال34 من العمر، ويتم إخبارى بإصابة زوجتى بالسرطان، قلقى الرئيسى كان الأولاد، فعدم وجود والدتهم معهم منذ هذا السن الصغير سيكون مدمراً، وقد عملنا معا خلال المشكلة وقررنا إنجاب الطفل أولا، وعلى الرغم من أن قضاء عيد الميلاد بالمشفى، كان مختلفا، ولكننا فعلناها، ولا يمكننا طلب أكثر من هذا من علاج جاستين”
“الجمعية المحلية ” Cancer Care”ساندتنا طوال الوقت، كانوا يتحدثون باستمرار مع كل أفراد العائلة للاطمئنان على سلامتهم، جمعت السباحة الخيرية حوالى 1300 دولار والآن نحاول عمل شييء ما لوحدة الاورام”