سياسة

“جارديان: رحل حسن الترابي ..دعم الانقلاب والقاعدة ثم “اعتدل

جارديان: استضاف بن لادن وأسس الشرطة الإسلامية

الجارديان – أسوشيتد برس – ترجمة: محمد الصباغ

توفي الإسلامي السوداني حسن الترابي عن عمر 84 عاماً، الذي لعب دوراً رئيسياً في الإنقلاب العسكري عام 1989 وأوصل الرئيس عمر البشير إلى السلطة، كما سبق واستضاف أسامة بن لادن.

دعم الترابي الإسلام الراديكالي في التسعينيات، ودعا بن لادن ونائبه آنذاك أيمن الظواهري إلى السودان الذي صار ملاذاً آمناً للجهاديين. ووصف الولايات المتحدة ذات مرة بأنها الشيطان وأثنى على بن لادن ووصفه بالبطل.

لكن السودان لفظ القاعدة تحت ضغط أمريكي ودولي عام 1996، وبعدها أعاد الترابي نفسه للساحة في صورة السياسي البارز.

وفي عام 1999، فصله البشير من منصبه كرئيس للبرلمان عقب دعمه لتشريع يهدف إلى الحد من صلاحيات الرئيس، وقام بعدها الترابي بتشكيل حزب المؤتمر الشعبي المعارض ودعم المتمردين في جنوب السودان ودارفور.  سُجن الترابي عدة مرات وقضى أكثر من عامين قيد الإقامة الجبرية بين عامي 2001 و2003.

ولد الترابي لأب كان يعمل قاضياً متديناً عام 1932 في ”كسلا“ بشمال شرق السودان، وعاش طيلة عمره كداعية ديني. المبتسم عذب الحديث، كان بين قليلين من الدعاة الإسلاميين الذين أكدوا إمكانية زواج المرأة المسلمة من رجل مسيحي أو يهودي.

درس الترابي القانون بجامعة الخرطوم، ثم درس في المملكة المتحدة قبل أن يحصل على الدكتوراة من جامعة السربون في باريس عام 1964. وبالإضافة إلى العربية، كان يتحدث اللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية بطلاقة.

انضم للإخوان المسلمين في السودان، ثم تدرج إلى أن أصبح قائداً لهم في عام 1969، لكن تم حلّ الجماعة بعد إنقلاب عسكري أتى بجعفر النميري إلى السلطة.

توافق الترابي مع الرجل القوي عام 1977، وكافأه النميري لدهاء تفكيره السياسي بمنصب النائب العام بعد عامين.

بدأ الثنائي في تطبيق الشريعة الإسلامية في الثمانينيات، لكن الترابي لم ينجح بشكل كامل في تطبيق الشريعة حتى وصل البشير إلى السلطة في إنقلاب عسكري دعمه الترابي عبر جبهته الإسلامية القومية، والتي قامت بتطبيق القواعد الجديدة.

وعن تلك الفترة قالت منظمة هيومان رايتس ووتش: ”ارتكبت شرطة الجبهة الإسلامية القومية ومسلحيها انتهاكات ضد حقوق الإنسان، من بينها الإعدامات دون محاكمة والتعذيب والاحتجازات التعسفية، بالإضافة إلى منع حرية التعبير والتجمع والعقيدة.“

وقالت المنظمة: ”قاد الترابي تكوين شرطة الجبهة الإسلامية وتشكيل مليشياتها من أجل تعزيز السلطة الإسلامية ومنع أي انتفاضة شعبية.“

كان أيضاً داعماً كبيراً للجهاديين. ففي لقاء معه عام 1998 في أسوشيتد برس، قال الترابي إن تفجيرات السفارة الأمريكية في كينيا وتنزانيا في هذا العام كانت”مبررة” “.

وأضاف: ”أي شخص يقاوم السلطة أو الاضطهاد –لو كنت من معجبيه، ستطلق عليه… مقاتل من أجل الحرية، وثوري،“ وتابع: ”فقط عندما لا تحبه تستخدم لغة أخرى، هي أنه إرهابي.“

لاحقاً، تبنى الترابي خطاباً أكثر اعتدالاً، وقدم نفسه كزعيم معارض يطالب بالتغيير الديمقراطي ويدعم المجتمعات المهمشة في الدولة الشاسعة في شرق إفريقيا.

لكن في نظر الكثيرين، هو ملطخ بدعمه السابق لمستبدين عسكريين، وكان دوره ثانوياً في التظاهرات التي ظهرت في السنوات الأخيرة تنادي بالتغيير السياسي.

يعتبره كثيرون من ليبراليي السودان مسؤولا -بشكل جزئي على الأقل- عن القيود الإسلامية الصارمة التي تحكم البلاد حتى اليوم، والتي حدت من الحريات الشخصية.

توفي الترابي السبت بمستشفى ”رويال كير“ في العاصمة الخرطوم. وكان قد وصل إلى العناية المركزة صباح أمس بعدما فقد وعيه في مكتبه. ووفقاً للتليفزيون الحكومي الذي نقل النعي الرئاسي، فالوفاة نتيجة أزمة قلبية.

فيما قال حزب المؤتمر الشعبي إن البشير وكبار المسؤولين الحكوميين قد زاروا المستشفى ”مبكراً“، دون ذكر تفاصيل أخرى.

وأوقف التليفزيون السوداني بث برنامجه الطبيعي حداداً، وأذاع تلاوات من القرآن، في حين أسرعت الحشود إلى منزل الترابي لتقديم التعازي.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى