منوعات

لا تقدّم خدمات للآخرين في أي وقت.. احذر هذه الأشياء قد تفقدك حبك لذاتك

كيف تعيش حياة سعيدة؟

Hearts in Harmony

ترجمة وإعداد: ماري مراد

هل سألت نفسك في أي وقتك لماذا لا نكون سعداء رغم أننا قد نمتلك كل شيء يؤهلنا للشعور بالسعادة؟ الإجابة بسيطة: فعادة ما يكون هناك شيء يزعجنا في الخلفية.

على سبيل المثال، أنتِ في علاقة عاطفية جادة وتُريدين من شريكك إظهار حبّه أكثر. وتتمنّين لو صارحكِ بمشاعره أو أن يكون أكثر رومانسية وعاطفية، فقررتِ أن تحفّزينه بإعداد وجبته المفضّلة ومعاملته بشكل يحمل الرسالة المطلوبة له.

أو أنكِ تذهبين إلى التسوق لمجرد نزوة، وتنفقين مئات الدولارات على ملابس جديدة، والتي ينتهي بها المطاف بالبقاء داخل الخزانة الخاصة بك لأيام أو أسابيع تالية.

أو أنك حصلت للتو على وظيفة جديدة وأنفقت جزءًا كبيرًا من مدّخراتك للانتقال إلى مدينة جديدة، لكنك قلق من احتمالية عدم شعورك بالارتياح على المدى الطويل سواء بسبب العمل أو المكان الذي تريد العيش فيه.

إذن لماذا لا نشعر بالسعادة؟

في الأمثلة السابقة، سنجد أنفسنا نبحث عن ملء فراغ داخلي، معتقدين بأن الإجابة عن سعادتنا النهائية تكمن في تغيير الظروف الخارجية (منها: الوظيفة أو المنزل أو الشريك).

انتبه جيدًا، من أجل ملء هذا الفراغ، عليك أولا تعلّم فعل الشيء الحقيقي الذي سيغيّر شعورك تجاه كل شيء. يجب أن تتعلّم أن تُحب نفسك. فحينما تفعل ذلك، ستتمكن من الاحتفال بالسلام والسعادة الداخلية التي تشعر بها مع العالم الخارجي وليس من خلاله، كما أنك في هذه الحالة تستمتع بالحب الذي تتلقاه من الآخرين ولا تقلق من فقدان الاهتمام أو الرحيل، ولا تندم على العيش بالطريقة التي تعبّر عنك، ولا تكون في حاجة لإثبات أي شيء لأي شخص.

عندما يسمع الكثيرون نصحية “عليك أن تحبّ نفسك”، إما يتجاهلونها أو يرفضونها باعتبارها غير طبيعية، أو لا يفهمون ماذا تعني حقًا. وهذه المعضلة مؤسفة لأن حبك لنفسك هو الشيء الوحيد الذي يمكنه جعل حياتك أفضل في كل شيء.

بالتجربة، اتضح وجود 3 طرق مضللة يتخذها الناس لكي يشعرون بالرضا تجاه أنفسهم وحياتهم، بدلًا من البحث داخلهم، وهذا هو المهم. فهل سبق لك أن قمت بأي من هذه الأشياء؟

تنفق المال على نفسك لأنك “تستحقه”:

حب النفس لا يعني شراء أشياء جميلة، أو تناول وجبة باهظة الثمن أو قضاء العطلات. ففي الواقع، نحن نرى الناس يبحثون باستمرار عن “الإصلاح” الذي سيسمح لهم بالشعور الوقتي بالتحسن في ما يتعلق بحياتهم أو علاقاتهم. لكن مع الأسف الإصلاح لا يحدث لأن خلف كل تلك الأشياء والمصروفات، لا تزال لا تحب نفسك وما أنت عليه.

تفعل أشياء للآخرين حتى لا يعتقدوا بأنك شخص سيئ:

هذا السلوك الكلاسيكي الذي يرضي الناس. فأنت تقول “نعم” للقيام بالأشياء للآخرين عندما لا يكون لديك الوقت أو الرغبة، لأنك لا تريد أن تخيّب آمالهم.

ولا تجرؤ على معارضة صديقك خوفًا من غضبه منك، وبعدها غالبًا ما تتساءل كيف أدخلت نفسك في التزامات تحوّلت إلى “صداع عملاق”.

إذا كنت تسعى إلى الحصول على استحسان من الآخرين لكي تشعر بأنك شخص جيد وطيب ومجتهد فستتعب نفسك إلى الأبد، لأنه مهما كانت مجاملات الآخرين، فإنك لن تشعر بالرضا.

تظل تبحث عن تلك العلاقة المثالية:

دائمًا ما تعتقد بأن الحياة، يومًا ما، ستكون أفضل بكثير حينما تجد الشريكة المناسبة التي ستقع في غرامك، وأنك ستشعر في النهاية بوجود شخص يفهمك ويقدّرك كما أنت، لكن تأكّد مِن أن البحث عن شخص آخر ليجعلك تشعر بالكمال، استراتيجية خاسرة.

إذا كنت لا تحب نفسك، فلن تكون قادرًا على الشعور بالحب من قبل أي شخص آخر. ستنتقد وتلقي باللوم، لأنك في أعماقك لا تقبل أي شخص كما هو لأنك لا تستطيع قبول نفسك.

الخبر السار هو أن حبّك لنفسك لا يتطلب نفس القدر من الجهد في محاولة لجعل شخص ما يحبك. وبالتأكيد لا يتطلب الأمر زيادة الحد الأقصى لبطاقة الائتمان الخاصة بك لشراء ما تعتقد بأنه سيجعلك سعيدًا.

حُب النفس عملية أبسط بكثير مما تتخيل، وهي أكثر قوة من سماع الإشادة من أحد الأحباء أو السعادة اللحظية من إنفاق المال على تجربة أو شيء ما.

حبك لنفسك يُمكنه تغيير كل شيء من أجلك، لأنه جوهر حياة سعيدة، فمن شأنه تحسين جميع جوانب حياتك. وأيضًا، بحبك لنفسك ستُحسّن علاقات لأنك لن تخفي نفسك الحقيقي عن الآخرين، كما أنك ستواجه تحديات بأمانة ونزاهة، وهو ما سيتيح لك الشعور بالثقة والهدوء مع الأصدقاء والأحباء.

إذا نجحت في أن تحبّ نفسك، ستتغير حياتك المهنية وهدف حياتك، لأنك ستتعرّف على ما تحبّ أن تفعله وكيف تريد المساهمة في العالم.

لحسن الحظ، “محبّة النفس” يجب أن تبدأ من داخلك، وليس من خارجك. وما دمت قرّرت الاعتماد على أشخاص آخرين أو أشياء لتشعر بالقبول والسعادة فكلّ ما تفعله لن يروق لك بالقدر الكافي. فقط بحبك لنفسك وتقبّلها يمكن أن تنعم بما كنت تتوق إليه باستمرار “السلام والرضا الداخلي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى