ثقافة و فن

جائزة بوكر في “الطريق الضيقة إلى الشمال البعيد”

فاز الأسترالي ريتشارد فلاناجان بجائزة بوكر الادبية البريطانية في أول الأعوام التي يسمح فيها بترشح الكتاب الأمريكيين للجائزة.

 Richard Flanagan wins the Booker prize

مارك براون – الجارديان

إعداد وترجمة – محمود مصطفى

أول جائزة بوكر بعد السماح بمرشحين أمريكيين فاز بها مساء الثلاثاء أسترالي هو ريتشارد فلاناجان الذي فاز بفضل “رواية رائعة عن الحب والحرب” تحكي قصصاً مروعة لمساجين وأسرى في سكك حديد بورما.

فلاناجان فاز عن رواية “الطريق الضيقة إلى الشمال البعيد” ليصبح ثالث أسترالي يفوز بالجائزة بعد توماس كينيلي وبيتر كاري.

الرواية عمل شخصي جداً بالنسبة لفلاناجان الذي كان والده أحد الناجين من حملة اليابان لبناء هذه السكك الحديدية البورمية ومات بعمر 98 عاماً في اليوم الذي أرسل فيه فلاناجان مسودة الرواية النهائية للناشر.

وقال فلاناجان “كبرت مثل أشقائي الخمسة كأحد أطفال “سكك حديد الموت”. حملنا أشياءاً كثيرة لا يمكن مشاركتها وأدركت في لحظة ما أن علي أن أكتب هذا الكتاب.”

خلال 12 عاماً، كتب فلاناجان خمسة مسودات رأى أنها ضعيفة وأحرقها لكنه كان مصمماً على الإنتهاء من الرواية قبل وفاة والده. وأكد فلاناجان أن الرواية ليست قصة والده، بالرغم من أنه سأله كثيراً عن “طبيعة الطين ورائحة قصبة الساق المتعفنة عند فتح القرحة المدارية وطعم الأرز اللاذع على الإفطار.” وأضاف “في النهاية لم يسألني أبي أبداً ماذا كانت القصة، وثق في لكتابة كتاب قد يكون صادقاً.”

فاز فلاناجان بخمسين ألف جنيه استرليني وهي الأموال التي قال إنه سينفقها على “الحياة” حيث أنه ليس ثرياً لدرجة أنه قبل 18 شهراً فكر في العمل في المناجم في شمال أستراليا لأنه استغرق وقتاً طويلاً جداً في كتاب واحد.

“أموال الجائزة تعني أني أستطيع أن أستمر في أن أكون كاتباً” قال فلاناجان الذي كان أيضاً واحداً من كتاب السيناريو لفيلم “أستراليا” للمخرج باز لورمان.

الفيلسوف ايه سي. جريلنج الذي ترأس لجنة التحكيم قال عن الرواية إنها “رواية ممتازة جداً وعمل أدبي رائع حقاً.”

يروي الكتاب القصة المرعبة وبالغة القسوة لأن تكون أسير حرب مجبر على العمل في ما أصبح يعرف بإسم سكك حديد الموت بين تايلاند وبورما.

ولكن  الرواية عن ما هو أكثر من ذلك، قال جريلنج “إنها في الحقيقة ليست عن الحرب، إنها ليست عن أناس يطلقون الرصاص على بعضهم البعض وتفجيرات تحدث. هي أكثر عن الناس وخبراتهم وعلاقاتهم. المثير للاهتمام في الرواية هي أنها شديدة التنوع كما لو أن الكل على سكك حديد بورما، كلا الطرفين في القصة، كانوا ضحايا.”

هذه هي رواية فلاناجان السادسة وبالرغم من أنه كان مرشح الكثيرين للفوز إلا إنه لم يكن المفضل في مكاتب المراهنات حيث كان ويليام هيل الأقرب حتى وقت مبكر من اليوم، المفضلين كانوا الروائيين البريطانيين الثلاثة: هاوارد جاكوبسون وعلي سميث ونيل مخرجي فيم لم يعطي النقاد فرصاً كبيرة للأمريكيين جوشوا فيريس وكارين جوي فاولر.

وقال جريلنج إن عملية القراءة وإعادة القراءة كشفت “الجودة الأصيلة للكتاب” وأضاف “أفضل وأسوأ شيء في الحكم على الكتب هو عندما تقرأ كتاباً يضربك بشدة لدرجة أنك لا تستطيع أن تلتقط الكتاب الذي يليه إلا بعد بضعة أيام. هذا يؤخرك لكنك تعرف أنك التقيت بشيء غير عادي، هذا ما حدث في حالة هذا الكتاب.”

الأحداث الرئيسية في الرواية تدور في الحرب العالمية الثانية لكن جريلنج قال إن لها أيضاً صدى معاصر قوي بالنظر للنزاعات حلو العالم.

العام هو العام السادس والأربعين للجائزة لكنه الأول بعد السماح بمشاركة أية رواية منشورة بالإنجليزية، هذا التغيير لم يلق ترحيباً دولياً حيث يخاف الكثيرون من أن يسيطر المؤلفون الأمريكيون على الجائزة. وانتقد الأسترالي بيتر كاري الفائز بالجائزة مرتين، عن روايتي “أوسكار ولوسيندا” و”التاريخ الحقيقي لكيلي جانج”، يوم الأحد هذا التغيير قائلاً إنه “لا يمكن تخيل” أن تسمح أكبر الجوائز الأمريكية الأدبية مثل البوليتزر للمؤلفين البريطانيين  والأستراليين بالترشح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى