سياسة

جنود الشوارع لن يحموك: 5 حقائق عن هجمات بروكسل

جنود الشوارع لن يحموك: 5 حقائق عن هجمات بروكسل

brussels-lead1

http://usuncut.com/- فرانك برات

ترجمة- فاطمة لطفي

الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له بروكسيل أمس الأول هو مأساة لا يمكن وصفها. ولا يجب علينا أن ننسى ضحاياه أبدًا، ورغم ذلك، السعي للإنتقام من خلال رد عسكري سيتسبب في خلق مزيد من الإرهابيين.

وكمواطن من بلجيكا وناشط سلام في بروكسل، هناك خمسة أشياء يجب على الجميع أخذها بعين الإعتبار.

  1. تواجد هذا العدد الهائل من الجنود في الشوارع لن يجعلك آمنًا

    كان رد بلجيكا عقب هجمات صحيفة” شارلي ابدو” وهجمات باريس الأخيرة في فرنسا هو تكثيف التواجد الأمني من خلال تواجد آلالاف الجنود في الشوارع. ورغم توسع نطاق الأجهزة الإستخبارتيه، تعرض اثنين من أهم الأهداف الواضحة تمامًا للإرهابيين، مطار ومحطة مترو في بروكسيل لهجوم إرهابي، حيث يمكننا تسميه ذلك فشلا ذريعا من جميع الجوانب، من ناحية الإستراتيجية والرد الذي تتخذه الدولة لمكافحة الإرهاب.

هذا الحضور العسكري لتعزيز فكرة أن الدولة بطلة وقادرة على حمايتك وحماية آمنك، هو حقيقة خاطئة على عدة مستويات. فهذه الممارسات العسكرية لحماية مصالحهم أولًا. توضح هذا الصحفية و الناشطة” إيوا جايسويز” : تكثيف التواجد الأمني في الشوارع العامة لمحافحة الإرهاب هو مجرد عرض مسرحي”.

  1. هم لا يكروهوننا لأننا أحرار

الخطاب العنصري القائل: ” هم لا يحبون الحياة كما نحبها نحن” هو محض هراء ويجب التخلص منه. عندما يشرع هؤلاء القتلة في سلك طريق الموت يستيقظون في هذا الصباح لتشرق الشمس من أجلهم أيضًا. الجرائم الشنيعة التي يرتكبونها ذات معنى لهم ولمنظورهم الأعوج نحو العالم. أبذل جهدًا كبيرًا لتصديق أن لا أحد يقتل شخص شخص آخر من باب المتعة فقط.

ما نحتاج لدراسته وفهمه بالفعل هو رحلتهم من مرحلة الشباب المشوهه حتى وصولهم إلى  مرحلة “إرهابيون مجرمون”. نقوم بهذا جديًا، وخطوة بخطوة لنمضي قدمًا نحو مستقبل أفضل لمجتمعنا على كافة المستويات.

3. السجن لا يصلح الناس، على العكس تمامًا

في حين أننا لا نعرف حتى الآن هوية إرهابيي هجمات بروكسل الأخيرة، إلا أننا نعرف مسار مهاجمي هجمات باريس  حيث أنهم يسلكون نفس الدرب. وأفعالهم الراديكالية والمتطرفة هي وليدة السجون وليس المساجد. دخلوا هذه السجون محتلون صغار وخرجوا إلينا إرهابيين ومتطرفين.  وربما هذا هو الوقت المناسب لنأخذ بعين الإعتبار ما أطلقته الناشطة الأسبانية “أنجيلا ديفيس”  أن السجن صانع شديد التعقيد”.  فالدليل واضح للغاية، السجون لا تطهر وتصلح الناس أو تساعدهم على الإندماج مجددًا في المجتمع الذي أحبطهم بالفعل.

  1. لوقف الإرهاب .. يجب التوقف عن المشاركة في صنعه

إذا اطلعت على ما حدث في فرنسا وبلجيكا، و درست  كل مقاطع الفيديو للحدث وقراءة كل التقارير الإعلامية والتحليلات، ستكتشف أن معظمها ارتكز على ” الأمن”، ” عسكرة الدولة” “، رد الهجمات”، و ” الحرب”. القليل فقط من أبدوا اهتمامًا بما يقوله ويكتبه الإرهابيون، أو تسائل لماذا يفعلون هذا؟ ما الذي يقولونه أثناء قيامهم بالهجمات؟ إذا قرأت هذه الأشياء، والتي لن تحصل عليها بسهولة أثناء بحثك على جوجل، ستدرك أن جميع الإرهابيين يتحدثون بلغة واحدة.

من يقوم بهذه الممارسات الإرهابية يعرف جيدًا عن تدمير العراق، واجتياح أفغانستان، والطائرة  بدون طيار في باكستان واليمن، والتعذيب في  معتقل ” غوانتانامو” وسجن أبو غريب، واستعمار وإحتلال فلسطين، وهؤلاء من يُعرفون أنفسهم غالبًا كمسلمين، يخشون الحرب الإيدلوجية والفكرية التي يوجهها الغرب من منظورهم ضد ما يسمونه ” العالم الإسلامي”. هذا هو الدافع الأهم خلف من هم وراء تأسيس داعش” الدولة الإسلامية”، والذين أصبحوا قتلة فيما بعد. “حوربك تساوي موتنا ” أصبح شعارا بعد هجمات باريس الأخيرة.  قد لا يكون هذا دقيقا تمامًا، ولا يمكننا بالتأكيد أيضًا تبسيط الأمر، ولكن هناك الكثير من الحقيقة في ذلك.

  1. 5. الحكومات تعرف كيف يمكنها أن تهزم “داعش”، لكن تفضل عدم القيام بشئ حيال ذلك

قال أوباما بعد ساعات من الهجوم الإرهابي على بروكسل، ” سنقوم بملاحقتهم وهزيمتهم”. حقًا؟ متى ستقوم بهذا؟

نحن نعرف، على سبيل المثال، أن الأشخاص الذين يحاربون داعش بالفعل في الوقت الحالي هم الأكراد في كوباني والمدن الأخرى. ونحن نعلم أن مساعدتهم ودعمهم، من خلال قطع خط النفط الخاص بداعش إلى تركيا، سيوجه ضربة كبيرة لما يسمى ” الدولة الإسلامية. هل قمنا بهذا؟ لا على الإطلاق.

دعم تركيا، الفاعل الأساسي في كل هذه القصة مع السياسات الميكافيلية على الأرض، هو عامل رئيسي في أعمال العنف في الوقت الحالي. كما نعلم أيضًا أن الدور الذي تلعبه السعودية، الدولة الأكثر قمعًا في العالم، في المنطقة من خلال دعم وتمويل الوهابية، هو التفسير الأكثر راديكالية وخطرًا على الإسلام. وبدلًا من القيام بشئ حيال انتشار الوهابية, يقوم الغرب بتمكينه أكثر. فرنسا، على سبيل المثال، منحت منذ أيام محمد بن نايف، الرئيس المستقبلي للسعودية، أهم جائزة عندها، وسام “جوقة الشرف”.

ما يجب علينا فعله هو مواجهه  أكاذيب حكوماتنا ومعاييرها المزدوجة المستمرة ، حيث أنها تتسبب فقط في خلق مزيد من الحقد والكراهية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى