ترجماتسياسة

ولي العهد السعودي: كوشنر ليس “في جيبي”.. ولهذا السبب دعمنا الوهابية

ولي العهد السعودي في لقاء مع “واشنطن بوست”: الشرق الأوسط سيكون “أوروبا المقبلة” في هذه الحالة

ترجمة: ماري مراد

المصدر: Washington Post

Karen DeYoung

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، في مقال أبرز تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، التي أدلى بها في لقاء مع محرريها ومراسليها خلال زيارته إلى واشنطن.

ولي العهد تطرق إلى قضايا مختلفة بداية من التقارير الإعلامية التي ادعت أنه قال إن صهر الرئيس جاريد كوشنر “في جيبه” وأنه حصل على “الضوء الأخضر” من كوشنر لتنفيذ حملة اعتقالات واسعة طالت أفراد في الأسرة المالكة ورجال أعمال، كما كشف سبب دعم السعودية للوهابية، وإلى نص المقال:

قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الخميس، إنه سيكون “من الجنون حقا” بالنسبة له أن يتاجر بمعلومات سرية مع صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، أو أن يحاول استخدام الأخير للترويج لأهداف السعودية داخل إدارة ترامب.

وخلال لقاء مع محرري ومراسلي “واشنطن بوست”، أوضح ولي العهد أن هذا النوع من العلاقة “لن يساعدنا” وغير موجود، منكرا تقارير وسائل الإعلام الأمريكية أفادت بأنه ادعى أن كوشنر “في جيبه” أو أنه حينما تقابل مع كوشنر بالرياض في أكتوبر سعى إلى أو حصل على الضوء الأخضر لحملة الاعتقالات الواسعة لأشخاص متورطين في قضايا فساد بالعائلة المالكة ورجال أعمال التي وقعت بعد فترة قصيرة في المملكة.

ولفت الأمير إلى أن الاعتقالات كانت شأنا محليا وكان يعد لها منذ سنوات.

وأشار إلى أنه في حين “نحن نعمل معا كأصدقاء أكثر من شركاء”، فإن علاقته مع كوشنر كانت في إطار السياق الطبيعي للاتصالات بين الحكومات، لافتا إلى أنه تمتع بعلاقات جيدة مع نائب الرئيس بنس وآخرين في البيت الأبيض.

وفي لقاء استمر 75 دقيقة في “ذا بوست” خلال اليوم الأخير لزيارته إلى واشنطن والتي استمرت 4 أيام، كان محمد متحمسا خلال الإجابة عن أسئلة بشأن مجموعة من الموضوعات، من الحرب في اليمن إلى عملية السلام في الشرق الأوسط وإيران وأجندته الإصلاحية وحقوق الإنسان والخطط النووية للمملكة العربية السعودية.

ورغم أن الاجتماع، الذي عقد بالإنجليزية، ليس للنشر، وافقت السفارة السعودية لاحقا على استخدام أجزاء محددة في مقال حول الجلسة.

وتقابل ابن الملك سلمان ووريث العرش، محمد، 32 عاما، مع الرئيس الأمريكي ترامب، يوم الثلاثاء في المكتب البيضاوي وعلى العشاء، وتحدث أيضا مع عدد من قادة الكونجرس- الكثير منهم كان منتقدا لمساعدة أمريكا للحرب السعودية في اليمن، ويوم الخميس زار وزير الدفاع جيمس ماتيس في البنتاجون، ويعمل ولي العهد أيضا وزيرا للدفاع في المملكة.

لكن الجزء الرئيسي لرحلته التي تستمر 3 أسابيع تقريبا للولايات المتحدة ستكون في محطات لاحقة في بوسطن ونيويورك وسياتل وسليكون فالي ولوس أنجلوس وهيوستن.

حتى عندما قال ترامب إنه يسعى إلى زيادة الاستثمارات وشراء المعدات العسكرية الأمريكية، محمد جعلها واضحة أن مهمته الرئيسية كسب ثقة المستثمرين الأمريكيين في بلاده، إضافة إلى المساعدة التعليمية والتكنولوجية في جهوده لإصلاح المملكة المحافظة للغالية.

وتتنافس الصين وروسيا مع الولايات المتحدة في بناء مكونات محطات الطاقة النووية الجديدة في المملكة، وسط مخاوف بشأن رغبة سعودية في تخصيب اليورانيوم، وفي مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” الذي تبثه شبكة “سي بي إس” يوم الأحد الماضي، قال محمد إن بلاده ستقوم ببناء سلاح نووي إذا فعلت إيران ذلك.

وفي “ذا بوست”، قال ولي العهد إن شاغله الأساسي هو القدرة على تخصيب واستخدام اليورانيوم السعودي نفسه في مفاعلات الطاقة، بدلاً من شرائه، إذ تملك بلاده أكثر من 5% من احتياطي العالم من اليورانيوم، و”إذا لم نستخدمها، فإن الأمر يشبه إخبارنا بعدم استخدام النفط”، مشيرا إلى الولايات المتحدة سيتم دعوتها لوضع قوانين للتأكد من عدم إساءة استخدام اليورانيوم المخصب.

سلمان تحدث لفترة عن آفاق نمو الاقتصاد في الشرق الأوسط، قائلا إنه يمكن أن يكون “أوروبا المقبلة” إذا حلت سلسلة من المشاكل.

أحدها النزاع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر لعقود، وقد عين ترامب كوشنر للتوصل إلى خطة سلام، والتقى كوشنر هنا مع محمد هذا الأسبوع، إلى جانب جيسون غرينبلات، وهو محام من منظمة ترامب أتى إلى البيت الأبيض للمساعدة في هذا الجهد.

بمجرد أن تكون الخطة الأمريكية جاهزة، يقال إن كوشنر يريد السعوديين وقادة الدول العربية الأخرى أن يساعدوا الفلسطينيين لقبولها.

الموقف الرسمي السعودي يرى أن أي اتفاق للسلام يجب أن يعترف بدولة فلسطين ضمن حدود معينة، والقدس الشرقية عاصمة لها، وقال قادة عرب إن اعتراف ترامب الأخير بالقدس عاصمة لإسرائيل -الخطوة التي وصفها سلمان بـ”المؤلمة”- جعل إمكانية الوصول لاتفاق تحت رعاية أمريكية أكثر صعوبة.

وبخصوص الحرب اليمنية، قال سلمان إن السعودية لم تفوت “أي فرص” لتحسين الوضع الإنساني، رغم أن منظمات حقوق الإنسان والمشرعين الأمريكيين قالوا إن قصف السعودية تسبب في مقتل أكثر من آلاف مدني في الحرب.

“ليس هناك خيرات جيدة وأخرى سيئة، الخيارات ما بين سيئ وأسوأ” هذا ما قاله بشأن الصراع اليمني مع المتمردين الحوثيين المدعومين من طهران الذي أطاحوا بالحكومة المعترف بها من قبل السعودية.

وفي ما يتعلق بجهود الإصلاح في بلاده، بما في ذلك إعطاء المرأة حق القيادة والكثير من الحقوق خارج المنزل، قال محمد سلمان إنه عمل جاهدا على إقناع القادة الدينيين المحافظين بأن مثل هذه الإجراءات ليس من العقيدة الإسلامية.

“أنا أؤمن أن الإسلام راشد، الإسلام بسيط، والناس يحاولون اختطافه” هذا ما أكده، مشيرا إلى أن المناقشات المطولة مع القادة الدينيين كانت إيجابية، “يتزايد حلفاؤنا في المؤسسة الدينية يوما بعد الآخر”.

وبسؤاله عن انتشار الوهابية بتمويل سعودي، العقيدة المتشددة المهمينة في المملكة واتهمها البعض بأنها مصدر الإرهاب العالمي، ذكر محمد أن الاستثمارات في المساجد والمدارس في الخارج كانت متجذرة خلال  الحرب الباردة، حينما طلب الحلفاء الغربيون من السعودية استخدام مصادرها لمنع عدوان الاتحاد السوفييتي على الدول الإسلامية.

ونوه إلى أن الحكومات السعودية المتعاقبة فقدت المسار الصحيح لهذا الجهد، مضيفا: “علينا أن نعيد المسار الصحيح. التمويل الآن يصدر بشكل كبير من مؤسسات تتخذ من السعودية مقرا لها وليس من الحكومة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى