ترجمات

هل غيّر موت إيلان الكردي حياة اللاجئين الأطفال في أوروبا؟

موته تسبب في طفرة بالتبرعات المقدمة للجمعيات الخيرية للاجئين

 

المصدر: Independent – Katy Fallon

ترجمة: ماري مراد

مرت 3 أعوام منذ سبتمبر 2015، التاريخ الذي غرق فيه إيلان الكردي خلال عبوره بحر إيجه، مع شقيقه البالغ 5 سنوات غالب، ووالدته ريحانة.

ذكّرت صورة جثته الصغيرة الساكنة- التي جُرفت على شاطئ تركي- بالتكلفة البشرية لتنامي أزمة اللاجئين السوريين، وأيضًا كانت دعوة لإيقاظ الغرب على وجه الخصوص.

وتسببت في حدوث طفرة في التبرعات المقدمة للعديد من الجمعيات الخيرية للاجئين، لدرجة أنه في الأسبوع الذي تلا انتشار الصورة، كان المبلغ الممنوح للصليب الأحمر السويدي أكبر بـ55 مرة مما كان عليه في الأسبوع السابق.

في كندا، البلد الذي أراد الأكراد اللجوء إليه، أصبحت “أزمة اللاجئين” قضية رئيسية في الانتخابات الفيدرالية الكندية، والتي شهدت انتخاب جاستين ترودو رئيسًا للوزراء في البلاد، ثم وصفها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بأنها “كارثة إنسانية”.

بعد 3 سنوات، تحسنت الأمور قليلًا للأطفال طالبي اللجوء على الشواطئ البريطانية، وفي الجزيرة اليونانية ليسبوس، يكتظ مخيم “موريا “بحوالي 10 آلاف شخص في حين أن سعته حوالي ألفي شخص فقط.

ويؤكد الكثير من عملاء الإغاثة ذوي الخبرة أن موريا أسوأ مخيم شهدوه على الإطلاق، ومؤخرًا وجد أن أطفال لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات يحاولون الانتحار داخل المخيم.

وتشير تقديرات المنظمات العاملة مع اللاجئين في شوارع باريس إلى أن آلاف الأطفال غير المصحوبين بذويهم ينامون في ظروف قاسية بالعاصمة الفرنسية.

وفي كاليه، تم توثيق وحشية الشرطة ضد الأطفال المهاجرين الذين ينامون في الطرقات، وذلك باستخدام الضرب والغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل.

بيد أن المعاملة السيئة للأطفال اللاجئين والمهاجرين من قبل الحكومات الأوروبية، لا تتضمن فقط تجاهل الاعتداء الجسدي أو التشرد، بل لها انعكاسات خطيرة على فرصهم في اللجوء.

ففي يوليو، كُشف أن الحكومة البريطانية “ضللت فعليًا” المحكمة العليا بشأن تعاملها مع الأطفال اللاجئين، الذين رفضت طلباتهم للانضمام إلى أفراد العائلة في بريطانيا. ولم يُعط هؤلاء الأطفال أسبابًا كافية لتبرر الرفض والعملية اُعتبرت “غير عادلة وغير قانونية”.

ووفقًا لتعديل “دوبس”، قبلت المملكة المتحدة استقبال 350 قاصرًا غير مصحوبين بذويهم ، رغم ترشيح رقم كبير وصل إلى 3 آلاف، وسُمي هذا التعديل على اسم أكثر رواده حماسة، اللورد ألفريد دوبس.

جاء دوبس إلى بريطانيا بناء على مخطط “Kinder transport” الذي أنقذ آلاف الأطفال اللاجئين في أوروبا قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، لكن في العام الماضي، أُغلق تعديل دوبس دون وجود خطط مستقبلية لجلب مزيد من الأطفال إلى المملكة المتحدة.

يبدو هذا وكأنه سلسلة من الأحداث المؤسفة، فلا يوجد شيء عرضي عندما يتعلق الأمر بإهمال الأطفال اللاجئين، فهذا عمل موجه، وذلك في الوقت الذي تقوم فيه العديد من المنظمات الشعبية والجمعيات الخيرية على الأرض بسد الثغرات والقيام بالعمل الذي يجب أن تقوم به السلطات المحلية.

الكثيرون  يتحملون مسؤولية الطريقة التي يعيش بها اللاجئون والمهاجرون في أوروبا، ويعتبر 2 شارع مارشام، مقر وزارة الداخلية في المملكة المتحدة، أحدهم.

أول قطار غادر ألمانيا عام 1938 بمقتضى مخطط ” Kinder transport”، عندما استقبلت المملكة المتحدة حوالي 10 آلاف طفل لاجئ من ألمانيا والنمسا وتشيكوسلوفاكيا وبولندا. لكن الآن في عام 2018، وبموجب تعديل دوبس، تم توفير 480 مكانًا فقط للأطفال غير المصحوبين بذويهم للقدوم إلى المملكة المتحدة.

وبعد 80 عامًا من مخطط “Kinder transport”، و3 سنوات على رحيل إيلان الكردي، فإن وضع اللاجئين الأطفال في أوروبا مُزعزع. وبوضوح، لا يمكن لبريطانيا وأوروبا استيعاب “الجميع”، لكن لم يطلب منها أحد هذا.

المطلوب، من قبل جميع من يعملون من الأطفال المهاجرين واللاجئين، هو فهم أنه في حين أن من في وزارة الداخلية وجميع صانعي القرار الآخرين في جميع أنحاء القارة ربما يكونون غير متفقين مع حق الطفل في البقاء بأوروبا، لكنهم لا يستطيعون تجاهل حقهم في الحياة، عندما يكونون هنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى