ثقافة و فن

عيد ميلاد مُستفز يستحضر العبودية يُطيح بمديرة Vogue

جلست على أحد الكراسي شبيهة بالعرش

المصدر: The Guardian
اضطرت دوناتا ميريليس، مديرة النسخة البرازيلية لمجلة Vogue الشهيرة، لتقديم استقالتها، بعد أن أثارت صور من حفل عيد ميلادها الخمسين انتقادات حادة، واُتهمت بالعنصرية والاستفزاز.

وأقامت مديرة مجلة “فوغ”، حفلا باذخا في عيد ميلادها وجلست على أحد الكراسي، على مقعد يشبه العرش، وهي محاطة بامرأتين سود يرتدين ملابس بيضاء، في الاحتفال بولاية باهيا البرازيلية، التي تضم أكبر عدد من السود،  في مشهد اعتبره معلقون “استعراضا معيبا”.

وقال منتقدو الصورة التي نشرها أحد ضيوف الحفل على موقع “إنستجرام” إن مسؤولة المجلة جلست على مكان شبيه بالعرش فيما وقفت السيدتان السمراوتان بلباس أبيض إلى جانبها على غرار ما كان يفعل العبيد خلال مرحلة الاستعمار.

وقالت ستيفاني ريبيرو، مؤلفة عمود BlackGirlMagic في النسخة البرازيلية من مجلة Marie Claire: “استخدمت النساء السود باعتبارهن كائنات، لخلق مشهد غريب، هذا المشهد يذكِّرنا بالاستعمار، ويعيد الحنين إلى تلك الأوقات، كانت دوناتا تعيد تكوين الصورة التي يتفوق فيها البيض، ويجري تجريد السود من إنسانيتهم​​”.

وكتبت المغنية البرازيلية الشهيرة إلزا سواريس على إنستجرام: “يجب التفكير في كمّ الأذى الذي يمكن أن تسببيه للناس، وذكرياتهم، ومحنة شعبهم، عند اختيار موضوع، لإضفاء لمسة سعيدة على حياتك”.

ونشرت الصحفية البرازيلية ريتا باتيستا، وهي من أصول أفريقية، صورة تعود إلى 1860 لإظهار الشبه الكبير بين ممارسات الماضي وما قامت به مديرة

المجلة، واعتبرت ما قامت به إساءة لذوي البشرة السمراء.

وأضافت أن العبيد كانوا بمثابة ممتلكات لدى من يملكونهم، ولذلك،كانوا يحرصون على إبرازهم لدى الخروج إلى الشارع، من باب التفاخر والاستعراض.

في اليوم التالي للحفل، ردت ميريليس على إنستجرام، وأوضحت أن الكرسي كان في الواقع قطعة أثرية من الشمعة الشعبية البرازيلية الأفرو برازيلية، وكانت الملابس عبارة عن ملابس تقليدية من حزب باهيا، وأعلنت: “حتى مع ذلك، إذا كنت تسبب في أي انطباعات مختلفة، فأنا آسفة”، ويوم أعلنت أنها سوف تستقيل من منصبها في Vogue.

وفي بيان على موقع إنستجرام ، قالت المجلة: “إن شركة فوغ – برازيل تأسف بشدة لما حدث وتأمل أن يكون الجدل الذي تم إحرازه بمثابة تجربة تعليمية”، وقالت فوغ إنها تقوم بإنشاء لجنة من الناشطين والأكاديميين للمساعدة في إنشاء محتوى لمكافحة عدم المساواة.

لكن تم رفض هذه الخطوة من قبل ريبيرو، وقالت: “ينبغي عليهم فقط تعيين أشخاص سود للعمل في فوغ برازيل، وليس إنشاء منتدى للنشطاء السود ليقوموا بدور المربيات الذين يخبرونهم عما إذا كان هناك شيء عنصري أم لا”.

جدير بالذكر أن أكثر من نصف سكان البرازيل البالغ عددهم 200 مليون شخص يتحدّدون السباق الأسود أو المختلط، لكن النسخة البرازيلية من مجلة فوغ ظهرت لأول مرة نساء سوداوات على غلافها في 2011 أي بعد 36 سنة من إطلاقها.

ولم تقم البرازيل بتجريم العبودية في القانون إلا سنة 1888، وفي هذا العام، كانت البرازيل تحتضن 40% من العبيد الموجودين في الأمريكيتين.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى