سوري في مصر: لا أشعر أنني لاجئ
أ ف ب- دايلي ميل
ترجمة: فاطمة لطفي
بعد الفرار من الحرب التي دمرت بلادهم إلى مصر. يتخلى العديد من السوريين عن الهجرة إلى الغرب خوفًا من العنصرية والصدمة الثقافية، ليستقروا بدلًا من ذلك في القاهرة.
عندما وصل قبل 5 أعوام مضت، كان محمد أمين 43 عامًا، يعتبر مصر مجرد بوابة إلى أوروبا، لكنه غيّر رأيه بعد ذلك بسبب أخبار زملائه اللاجئين الذين اتجهوا إلى هولندا وكندا. قال والد الأربعة أطفال، والذي يملك مخبزين في المدينة السورية، معضمية الشام، ” يوجد هناك -في الغرب- عنصرية، كما أن الثقافة الغربية مختلفة جدًا عن ثقافتنا العربية والإسلامية، حتى وإن كان مستوى الحياة أفضل هناك”.
أما أيمن، الذي طلب عدم استخدام اسمه بالكامل، فقد شعر بالخوف بسبب إطلاق النار الذي وقع في يناير الماضي في مسجد كندي، وأسفر عن مقتل ستة مصلين، “عندما سمعت عن هجوم مدينة كيبك، شعرت بالقلق وعدم الأمان. على الأقل هنا يمكنني الذهاب إلى المسجد بأمان”.
أوهام
كلا الرجلين من بين 120 ألف سوري في مصر مسجلين كلاجئين لدى الأمم المتحدة. تقدّر الحكومة المصرية أنه يوجد إجمالًا نصف مليون سوري في البلاد. العودة إلى سوريا ليست خيارًا في الوقت الراهن.
أسفر الصراع منذ اندلاعه قبل ستة أعوام عن مقتل ما يزيد عن 320 ألف شخصًا، وتشريد أكثر من نصف السكان وإجبار ما يزيد عن خمسة ملايين على الفرار للخارج ، ولا يوجد ما يشير إلى خمود هذا الصراع.
يقول أمين ” لا أشعر أنني لاجئ في مصر. اللغة. التقاليد والمبادئ واحدة”. بينما تقول والدة زوجته” أشعر أنني أعيش في بلدي. منذ البداية كنت مع البقاء في مصر”.
محمد فواز، 44 عامًا، “عملت في وظيفة مؤقتة انتظارًا لليوم الذي تعلمني فيه المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين بقرار السفر”. لكن هؤلاء من اتخذوا الخطوة ” يحذرونني من الأوهام المتعلقة بالسفر إلى أوروبا”.
قال طارق أرجاز، الناطق باسم المفوضية ” القليل من السورين يغادرون الآن. السوريون يمثلون واحد في المائة فقط من الذين اعتقلوا أثناء محاولة الهجرة بطريقة غير شرعية في عام 2015، وهو ما يعد الذي يعتبر تراجعا حادًا مقارنة بالعامين 2013 و2014″.
تعود الأرقام المنخفضة إلى “المعاملة الجيدة التي تعامل بها الحكومة المصرية السوريين، و تكيّف السوريين فضلًا عن المشاكل التي يتعرض لها اللاجئون في أوروبا”. هذا لا يعني أن اللاجئين لا يواجهون متاعب في مصر.
لماذا نغادر؟
قال مسئول مصري، اشترط عدم الكشف عن هويته “مهما يكن لن تطلب مصر من السوريين المغادرة ، ولا يهم المدة التي سيبقونها في البلاد”. وأضاف أن الحكومة الآن تصرح بطلبات “لم الشمل” بعد أعوام من رفضها لدواع أمنية.
يقول المحامي يوسف المطاني، أنقد لفت انتباهه الانخفاض الحاد في عدد السوريين الذين يلجأون إليه للمساعدة في عملية إعادة التوطين “اعتدت استقبال ما يقرب من 10 عائلات سورية كل أسبوع للمساعدة في التعجيل بالإجراءات القانونية المتعلقة بإعادة توطينهم (في الخارج) . انخفض العدد في الأشهر القليلة الأخيرة ليصل إلى صفر في اللحظة الحالية”.
أما فواز، الذي كان لاعب كرة قدم في سوريا، وشارك رفيقا له من نفس بلده في تأسيس محل ملابس في حي شبرا بالقاهرة. فيقول أن لا نيه لديه لمغادرة مصر، رغم معارضة زوجته صفاء.
تقول صفاء ” أريد السفر إلى أوروبا لأجل مستقبل أولادي. التعليم وفرص النجاح بالتأكيد أفضل هناك”. لكن فواز يصر على أن ” المجتمع هنا يشاركنا الدين واللغة ويقبلنا. فلماذا نغادر إذن”؟