مجتمعمنوعات

لماذا يفضل البعض حياة العزوبية؟

هل تناسبك العزوبية؟ ربما

Phsycologytoday- جويندولين سيدمان

ترجمة دعاء جمال

بات الناس ينتظرون وقتا أطول قبل الاقدام على خطوة الزواج، ويتخذ العديد منهم قراره في النهاية بعدم الزواج على الإطلاق، بينما يعود البعض الآخرعازبا في وقت لاحق من حياته نتيجة الطلاق أو وفاة أحد الزوجين. يزداد اليوم عدد من يفضلون العزوبية أكثر من أي وقت مضى. في الستينيات، كان هناك 10% من الأمريكيين فقط  في سن الـ 25 أو أكبر غير متزوجين، لكن اليوم، تضاعفت تلك النسبة. حيث أشارت العديد من الدراسات أن الأشخاص المتزوجين أكثر سعادة من العزباء، لكن ليس من الواضح إذا كان للزواج فعليا دور في إسعاد الناس، ولا تكون الحالة دائماً ارتباط الزواج بسعادة أعظم.

من غير المحتمل إيجاد مقياس واحد يتناسب مع كل الحلول عندما يتعلق الأمر بالزواج والسعادة. ومن ناحية أخرى، يمكن للزواج أن يقدم دعماً اجتماعياً قيماً ويساعد على هزيمة الوحدة. ومن الناحية الأخرى، تأتي العلاقات ومعها ما يكفي من النزاعات والاحباطات التي تجعل الناس أقل سعادة. لذلك، من المنطقي افتراض أن الزواج قد يجعل بعض الأشخاص أسعد، بينما قد يكون أشخاص أخرين أفضل حالاً ببقائهم في عالم العزوبة.

في سلسلة من الدراسات، درس جريم وزملائه نوع الأشخاص الذين قد يصبحون أسعد إذا دخلوا في علاقة. وبالأخص، درسوا نوعين من الأهداف الاجتماعية التي يسعى إليها الناس: “تجنب المشاكل” و”تحسين العلاقات”. الأشخاص  “المتجنبين” لا يتجنبون العلاقات مع الاخرين، بل يحاولون الاحتفاظ بعلاقاتهم مع تجنب ما قد يشوبها من نزاعات. يريدون علاقات خالية من النزاعات. وللأسف، أولئك المتجنبين” (أي يتجنبون المشاكل) يميلون إلى الشعور بالقلق والوحدة ويعانون من مشاعر سلبية أكثر بشأن علاقاتهم وحياتهم الاجتماعية. وقد يرجع هذا لإعطائهم حجما أكبر  للأمور السلبية عند حدوثها. لذلك، فإن الشخص “المتجنب” سوف  يتفاعل مع النزاعات الصغيرة أكثر من أي شخص ليس “متجنبا”.

يختلف الناس أيضاً في النطاق الذي يقتربون به من الأهداف في علاقاتهم. فنجد أن أصحاب الأهداف المرتبطة بتحسين العلاقات “المتقربون” يحاولون الحفاظ على علاقاتهم من خلال زيادة الحميمية ومساعدة العلاقة على النمو. وهذان النوعان من الاهداف ليسا بالضرورة على خلاف. يمكنك أن تكون أميل لتحقيق أهداف المقاربة وتحسين العلاقات، وأيضا تهدف إلى تجنب المشاكل. السؤال.. كيف تمثل تلك الاهداف وتحقيقها عنصرا مهما لتحقيق السعادة بين الزوجين؟

أجرى جريم وزملاؤه دراستين لاختبار تلك الارتباطات. في الدراسة الأولى؛ أكمل 187 طالبا مقاييس “التقرب”  و”التجنب” لأهدافهم الاجتماعية. وفي أهداف التجنب، قيموا مدى توافقهم مع تلك العبارة: “أحاول تجنب الاختلاف والصراعات مع الأشخاص المقربين لي” و “أحاول التأكد من عدم حدوث مكروه لعلاقاتي المقربة”. وفي أهداف التقرب وتحسين العلاقات، قيموا الأمور وفقا لتطابقها مع عبارة: “أحاول تحسين الترابط والحميمية في علاقاتي الحميمية” و ” أحاول المضي قدماً تجاه النمو والتطور في علاقاتي الحميمة”. كما قيموا أيضاً مدى الرضا الذي شعروا به في حياتهم كل يوم لمدة 10 أيام.

أظهرت النتائج أن العزّاب  الذين لا يميلون إلى ” التجنب”، أبلغوا عن مستوى أقل من الرضا في حياتهم. أما هؤلاء “المتجنبين”، فقد كانوا أسعد  سواء وهم يعيشون حياة العزوبية أو مرتبطين. على الجانب الاخر حيث هؤلاء الذين يفضلون تحسين العلاقات والتقرب لشريك حياتهم، فلم تتوصل النتائج لوجود أي ارتباط بين الزواج والشعور بالسعادة أو عدم الرضا.

في الدراسة الثانية، عاين الباحثون 4024 بالغا من جميع أنحاء نيوزيلاندا. ومجدداً، وجدوا ارتباطا بين كونك في علاقة والشعور برضا كبير في الحياة، لكن أيضا لن يتحقق هذا الشعور دائما إذا كان الشخص من هؤلاء “المتقربين”. أما “المتجنبين”، فهم يشعرون بالسعادة سواء في حياة العزوبية أو في حالة الارتباط. ووجدت الدراسة أن الناس، في العموم، أكثر سعادة أثناء الارتباط أكثر من كونهم عزابا ، كان هذا صحيحا بالأخص بالنسبة إلى ” المتقربين”. فأن تكون عازباً يبدو أمرأ صعباً عليهم.

المثير للاهتمام أن أهداف المقاربة صنعت اختلافاً فقط في الدراسة الثانية. أحد أسباب هذا التناقض قد يتعلق بسن المشاركين. في الدراسة الأولى، كان المشاركون طلبة جامعيين، ممن بطبيعة الأمر ليس لديهم تاريخ لعلاقة طويلة المدى ومن المحتمل أنهم مازالوا يكتشفون ما يريدونه من الحياة. في الدراسة الثانية، تراوحت أعمار المشاركين بين الـ 18 والـ94 عاماً بمتوسط عمر 50 عام ، لذا طلاب الجامعة كانوا ضمن الأصغر سنا في الدراسة. لذا فإن تلك العينتين يختلفان في مدى الجدية والالتزام التي كانت عليها علاقاتهم. بعض مزايا أهداف التقرّب قد تصبح واضحة فقط في وقت لاحق من حياتهم عندما تكون تلك الأهداف قد ساعدتهم على خلق شراكات مرضية على المدى الطويل.

من المهم أيضاً أن تتذكر أن تلك الأبحاث لازالت لم تخبرنا إذا كان الارتباط يتسبب حتميا  لهؤلاء الأقل ميلا  للتجنب أو أولئك الأكثر ميلا  للتقرّب أن يصبحوا أسعد. قد يكون هناك عوامل أخرى تسبب السعادة لهؤلاء الأشخاص. كما تشير دائماً زميلتي بيلا دي باولو، إلى أنه لا يوجد لدينا دليل واحد على يخبرنا أن الزواج يجعل الأشخاص أسعد.

نعلم جميعاً أن العلاقات الرومانسية عبارة عن مقايضة. علينا أن نأخذ الجيد مع السيىء. لكن الأشخاص الأميل للتجنب، وهم الأشخاص الذين يحاولون تجنب النزاعات والمشاكل في علاقاتهم، يتأثرون أكثر بـ”السيىء” في العلاقات. لذا إذا كان كنت “تجنبيا”، قد يلغي السيىء والجيد بعضهما، وفي تلك الحالة ستكون سعيدا فعلا وأنت أعزب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى