مجتمع

رغم عجزها المادي.. “ضحية اغتصاب رونالدو” قرَّرت الكلام

قرَّرت أن تتحدّث وأن تسرد قصتها بالتفصيل لأول مرة.. فما السبب؟

ترجمة: رنا ياسر

المصدر: SpiegelDaily Mail

وقّعت اتفاقًا بينها وبينه خوفًا على نفسها وعلى أسرتها بدافع الخروج من دائرة الفقر والعجز المادي الذي طالها فضلا عن عدم قدرتها على الوقوف في وجهه، وبنفاذ أملها، اعتبرت أن كل شيء لم يكن، ومع ذلك لم تكن قادرة على إنهاء هذا الأمر بسهولة، حسبما تردد في تفكير كاثرين مايورجا.

مايورجا، من أصل أمريكي، 34 عامًا، تتمتع بشعر أسود اللون وعيون خضراء، وحتى وقت قريب كانت تعمل في مدرسة ابتدائية، وبمرور الوقت صارت تحتاج كل القوة للوقوف ضد الرجل الذي اتهمته بالاغتصاب منذ تسع سنوات، تلك الاتهامات التي أنكرها وما زال.

هذا الرجل ليس مجرد شخصية عادية، إنه كريستيانو رونالدو، من أفضل لاعبي كرة القدم في العالم، وبين كل النجاحات التي حققها والأموال التي جناها والإعجاب الذي ناله من معجبيه، تقف الآن امرأه مجهولة أمامه لتصبح في مواجهة قوية معه، فيكون مدى التفاوت بينهما عظيما.

التقيا في 12 يونيو لعام 2009، في ملهى ليلي في لاس فيجاس، أكبر مدن ولاية نيفادا الأمريكية، حينما كان رونالدو هناك في إجازة مع شقيق زوجته وابن عمه، كان في فصل الصيف حينما انتقل رونالدو من مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد مقابل مبلغ يصل إلى 94 مليون يورو.

أما كاثرين مايورجا، كان عمرها 25 عامًا في ذلك الوقت، في أوج شبابها، كانت إحدى وظائفها أن تقف أمام الحانات مع الفتيات اللاتي في أعمارها لإغراء القادمين.

وفي أحد أيام شهر يونيو، يوم الجمعة على وجه التحديد، جمع القدر بين مايورجا -إحدى الفتيات الحسناوات- وبين المليونير رونالدو، في قسم الشخصيات الهامة، هذا القسم الموجود في نادٍ ليلي ينتمي إلى منتجع “بالمز كاسينو”، إذ يتمتع هذا المنتجع بموقع رائع مواجه للمحيط.

بفستان رمادي فاتح اللون ومجوهرات من الذهب الخالص ترتديها مايورجا، بينما يرتدي هو قيمصًا أبيض اللون مع ربطة عنق سوداء، التقط الصحفيون صورًا لها وهي تقف بجانبه في أثناء حديثهما، وبمرور ساعات، ما كان للعالم وللصفحات الإلكترونية سوى محاولة معرفة من تكون هذه “الفتاة الغامضة” التي تقف إلى جانب رونالدو.

استمرت الحفلة الخاصة بالمنتجع طوال الليل، واستكملها رونالدو حتى الصباح الباكر في منزله “بينتهاوس”، القاطن بالقرب من فندق منتجع بالمز، ولم يعلم أحد ما حدث سوى كل من مايورجا ورونالدو.

بعد ذلك، بدا أن نجم كرة القدم دفع إلى مايورجا نحو 375 ألف دولار في الشهور القليلة التي عاقبت هذا اليوم، كجزء من التسوية الودية خارج أسوار المحكمة، وفي المقابل وقعت مايورجا اتفاقًا معه بأنها لن تُدلي باتهام ضد كريستيانو أنه “اغتصبها”.

وأوردت مجلة “شبيجل” الألمانية، لأول مرة عن “اتفاق عدم الإفصاح” عام 2017 وحصلت المجلة على وثائق من خلال تسريبات قام أحد بالكشف عنها، كما أورد تقرير المجلة أنه وقت التواصل مع مايورجا، التي ظهرت تحت اسم مُستعار في التقارير المنشورة، كان ردها على الصحفيين “بلا تعليق” وحينما حاولوا معرفة منها أي معلومات، مُنتظرين إياها أمام منزلها، لكنها لم تعط لهم الفرصة وسارت بعيدًا.

ففي الوقت الذي نُشر فيه أول تقرير، قامت شركة برتغالية تقدم خدمات الوكلاء للاعبي كرة القدم بإصدار تصريح تقول فيه: “التقرير المنشور لا يُعد صحيحًا وما قيل فيه هو ضرب من الخيال”، مشيرة الشركة إلى أن الصحيفة استندت في سردها بالكامل إلى وثائق غير موقعة فضلا عن أن الأطراف غير معروف هويتهم.

وثائق عدة، في حوز المجلة الإلمانية، بما في ذلك الأوراق التي وقعها رونالدو بنفسه، فقد صرحت “دير شبيجل” بأن “الشركة البرتغالية فقدت مصداقيتها”، مؤكدة أن الضحية ترفض الظهور في الوقت الذي تؤكد فيه صحة الاتهام على رونالدو.

ويُعد العنصر الرئيسي المتفق عليه خارج أسوار المحكمة وديًا بين الضحية ورونالدو، بأن لا يُسمح لميورجا بالتعليق على الحادث، وإذا فعلت ذلك وفقًا للصفقة فإنها سوف تضطر إلى دفع المال إلى رونالدو وإنهاء الاتفاقية.

وعلى الرغم من ذلك، قررت أن تتحدث وأن تسرد قصتها بالتفصيل لأول مرة، فما السبب؟ وما الذي جعلها تُغير رأيها؟

الإجابة تشمل ثلاثة أسباب رئيسية: أولاً، أن لديها محاميا جيدا، يتمتع بخبرة عالية وثبات مهني، يظن أن “عدم الإفشاء” عن التفاصيل ليست مُلزمة قانونيًا، فقد رفع شكوى قانونية ضد رونالدو، باسم كاثرين مايورجا، هذه الشكوى المدعومة بوثيقة مؤلفة من 27 صفحة، بإمكانها أن تُسبب عواقب بعيدة المدى على نجم كرة القدم الشهير، كما تستند هذه الشكوى على رفض كاثرين لما حدث يوم الواقعة إلا أن رونالدو أجبرها على ذلك عمدًا، حسب قولها.

ثانيًا، نظرًا لأن العالم تغير بالنسبة للنساء اللاتي وقعن ضحية لأي اعتداء، وعلى سبيل تم الإعلان عن اتهامات ضد منتج الأفلام الأمريكي الشهير هارفي وينشتاين، ووفقًا لهذه الادعاءات أشارت إلى أنه قضى عقودًا من التحرش واغتصاب النساء، إلا أنه ما زال ينفي هذه الاتهامات.

والسبب الثالث هو أن هذه الاعتراف يُعد بمثابة الفرصة الوحيدة لمعرفة ما إذا كانت هناك نساء أُخريات قد تعرضن للإيذاء الجنسي من قبل رونالدو، “طالما تساءلت عنه دومًا” حسبما قالت كاثرين.

أما كريستيانو رونالدو، فقد رفض بقوة مزاعم الاغتصاب الموجهة ضده قائلاً: “كل ذلك أخبار مُزيفة”، بعدما تحدث في لقطات فيديو مُصورة له عبر موقع “إنستجرام” عقب نشر وثائق محكمة تتهمه بالاعتداء بعنف على كاثرين في لاس فيجاس عام 2009، حسبما نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

وفي هذا الإطار، أعرب أن هناك شخصيات تريد الترويج لذاتها مُستغلة اسمه، مؤكدًا “أن هذا أمر طبيعي، فكل شيء على ما يُرام”.

ومن ثم، قال محامو كريستيانو رونالدو إنهم سيرفعون دعوى قضائية ضد مجلة “دير شبيجل” الألمانية بعدما نشرت اتهامات “دون سند قانوني” تدعي فيها امرأة أمريكية بأن نجم يوفنتوس اغتصبها عام 2009.

وأوضح المحامي كريستيان شيرتز، أن تقرير المجلة الألمانية تحدث عن الشبهات بصورة غير قانونية في جانب مرتبط بخصوصية الإنسان، ولذلك فإن رونالدو يطالب بتعويض عن الضرر الذي لحق به.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى