سياسة

من سيشل إلى السيسي : لا تُعدم أولادنا

رسالة مفتوحة من مؤسس جمهورية سيشل إلى الرئيس السيسي تطلب الرحمة لثلاثة مواطنين من سيشل  حُكم عليهم في مصر بالإعدام.

photo_verybig_367

إيتوربو نيوز

ترجمة – محمود مصطفى

18 أكتوبر 2014

فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية

فخامتكم،

حملت الصفحة الأولى من صحيفة “توداي” السيشيلية صباح اليوم مقالاً بعنوان “حكم عليهم بالموت .. الوقت ينفد” حول معلومات تلقتها الصحيفة عن أن ثلاثة شبان سيشيليين، روني جين ويفون فيندا ودين لوزي، سيتم إعدامهم يوم الخامس من نوفمبر 2014 بعد رفض استئنافهم ضد عقوبة الإعدام التي حكمت عليهم بها المحاكم المصرية في السابع من أبريل 2013.

ألقي القبض على السيشيليين الثلاثة في الثاني والعشرين من أبريل 2011 في البحر الأحمر بعد أن وجد ضباط الشرطة المصرية ثلاثة أطنان من المخدرات في مركب يحمل علم جنوب إفريقيا.

وبينما تتبنى حكومة سيشل سياسة “اللا تسامح” ضد تهريب المخدرات وبينما لا يمكنها التدخل في نظام العدالة المصرية، إلا أنها عرضت على السلطات المصرية رؤيتها في إعفاء السجناء الثلاثة من عقوبة الإعدام غير الموجودة في النظام القضائي في سيشيل في وقتنا الراهن.

سيشيل بلد صغير سكانه فقط 90 ألفاً هم بمثابة جيران تقريبا، وبينما يشعر شعب سيشيل بأن الشبان الثلاثة يستحقون عقوبة السجن القصوى ” أو ينبغي  أن يشعروا كذلك في ظل الظروف السائدة”  إلا أنه يجب إعفائهم من حبل المشنقة.

كرئيس للجمهورية وفائز بجائزة جوسي للسلام في 2011 وجائزة القانونيين الدولية في 2010 والعضو المنتخب في لجنة الحكماء في منظمة الكوميسا وقد مثلت الإتحاد الأفريقي في الانتخابات الرئاسية المصرية الأخيرة قبل انتخاب فخامتك للمنصب عن جدارة، أعتبر أنه من واجبي أن أدعم التماس حكومة سيشل للعفو عن هؤلاء السيشيليين الثلاثة مع تحويل عقوبة الإعدام إلى سجن.

فخامتك، أنا بشكل شخصي وطوال حياتي أكن لمصر وللشعب المصري التقدير والمحبة وأعي دوماً دور هذه الأمة الحضاري الهام في تاريخ كوكبنا.

إحدى  الأغنيات المفضلة لدى عائلتي وأنا شاب يكبر في سيشيل كانت “شاهد الأهرامات بجانب النيل، وراقب الشمس تشرق على الجزر الإستوائية”. من خلال هذه الأغنية أصبحت محباً للتاريخ والجغرافيا المصريين وعلى سبيل المثال عرفت أن سعد باشا زغلول   كان بطلاً وطنياً مصرياً نابهاً نفاه البريطانيون وخمسة شخصيات سياسية أخرى إلى سيشيل عام 1922 ووصل على متن سفينة حرب بريطانية. وفي عام 1923 سمح له بالعودة لمصر حيث أصبح رئيساً للوزراء في فبراير 1924 ومات في القاهرة في الثالث والعشرين من أغسطس 1927.

كجامع طوابع شاب، أصبحت مالكاً لمجموعة ملونة من الطوابع يظهر فيها الملك فاروق. خلال الحرب العالمية الثانية أنشأ البريطانيون فرقة جيش باسم “فيلق الرواد السيشيليين” التي أصبح فيها عمي ضابطاً. وجلب الجنود السيشيليون، الذين كان مقرهم بني غازي في ليبيا، معهم أثناء العودة قصصاً رائعة عن زيارتهم للقاهرة التي كانت المكان الذين أرسلوا إليه للراحة والاستجمام.

عام 1957، مررت في قناة السويس وزرت بورسعيد والأسكندرية  في آخر سفينة سمح لها بالعبور في القناة بعد الاعتداءات الأنجلو-فرنسية على مصر.

في يونيو 1976، وكرئيس مؤسس لجمهورية سيشيل، شاركت في القمة الإفريقية العربية في القاهرة والتي استضافها الرئيس الراحل أنور السادات.

في 2004، مررت بميناء سفاجا كترانزيت قبل ركوب سفينة “ريسايد إن سي” كمحاضر في جولة من مصر إلى جزرالمحيط الهندي.

في 2011 كنت عضو بعثة الكوميسا لتقييم ما قبل الانتخابات في القاهرة وبعد أشهر قليلة كلفني الأمين العام للاتحاد الأفريقي بأن أكون شاهد الاتحاد عل ىالانتخابات الرئاسية التي جلبت سلفك إلى المنصب.

كل هذه الفرص مكنتني من إدراك تعقيد المجتمع المصري ومشاكله السياسية ولكن كذك مكنتني من إدراك جمال هذه البلاد وثراء تاريخها وتحديداً إدراك البعد الثقافي لشعبها المحب للسلام.

بالطبع لا تمنحني أياً من هذه المواقف فرضية تبرر التدخل في نظام العدالة الذي يسود الأمة المصرية في يومنا هذا. ومع ذلك فإني قد شجعني وأثار إعجابي الخطاب الذي وجهته فخامتك إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً وعندما أنهية خطابك بالهتاف “تحيا مصر.”

بوضع ما قرأته عن شخصيتك القوية وشعبية قيادتك لمصر في الوقت الراهن في الاعتبار، أرى أنك الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يشفع في إعفاء المساجين السيشيليين الثلاثة من حبل المشنقة.

فخامتك، في السياق ذاته وبالروح ذاتها، أتذكر ما قاله ويليام شيكسبير عن الرحمة:

ليست الرحمة إلزاما وقهراً

إنها كالغيث ينهال رقيقا من سمائه

دونما نهي أو أمر

تبارك الرحيم مثلما تبارك المسترحم

سيدي الرئيس، أنا أصلي وسأستمر في الصلاة من أجل حل رحيم لهذه القضية الحزينة والمؤسفة. باركك الله إلى الأبد.

بأعلى درجات التقدير

السير جيمس ر. مانتشام، الرئيس المؤسس لجمهورية سيشيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى